من يحسم لقب كأس أمم أوروبا 2012 لكرة القدم: ألمانيا أم إسبانيا؟

خسر الفريق الألماني أمام نظيره الإسباني في المباراتين الأخيرتين التي جمعتهما بهدف نظيف للإسبان في كلتا المباريتين. الأولى كانت في نهائي بطولة الأمم الأوروبية بنسختها السابقة في 2008 والخسارة الثانية كانت في نهائيات كأس العالم عام 2010 بجنوب إفريقيا وفي مباراة نصف نهائي البطولة. فاز الفريق الإسباني بلقب البطولتين السابقتين بعد اجتيازه للحاجز الألماني الصعب.

أما المنتخب الألماني، أو الماكينة الألمانية، كما يحلو للبعض تسميته، فقد اكتفى بالمركزين الثاني والثالث في البطولتين السابقتين، بالرغم من أن العديد من الخبراء أجمعوا على أن التشكيلة الألمانية الشابة، التي يقودها المدرب المقتدر يواخيم لوف، قدمت كرة رائعة وأبدعت في البطولتين بأسلوب لعبها الجماعي الجميل والممتع.

احترام متبادل من قبل الفريقين

اليوم وبعد عامين من آخر لقاء بين الفريقين الكبيرين، الألماني والإسباني، أشار خبراء الكرة إلى أن المستوى الفني للفريقين قد تقارب بشكل كبير. ومن حسن حظ الفريقين في هذه البطولة هو أن احتمالية لقائهما وجها لوجه ستكون إما في نصف النهائي أو في نهائي البطولة، وذلك في حال حالفهما الحظ وتجاوزا دور المجموعات وتأهلا للأدوار المتقدمة من البطولة. المدرب الألماني يواخيم لوف أشاد بالفريق الإسباني ووصفه بـ "الفريق العملاق"، لكنه أشار أيضا إلى أن "فرقا قوية عدة باستطاعتها التغلب على الفريق الإسباني، والفريق  الألماني هو أحدها".

أما مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي فقد أيد من جانبه هذا التحليل. ديل بوسكي أشار أيضا إلى أن أداء الفريق الألماني قد تحسن كثيرا عن المستوى الذي كان عليه قبل عامين، بسبب ارتفاع المستوى الفني للتشكيلة القديمة وكذلك بفضل الدماء الوافدة الشابة كمسعود أوزيل وسامي خضيرة وغيرهما.  

الدفاع وحراسة المرمى:

المنتخبان الألماني والإسباني يملكان أفضل حراس المرمى في العالم، فإيكر كاسيلاس، الذي حاز على لقب أفضل حارس مرمى في العالم لثلاث مرات سابقة، حافظ على مستواه السابق ويعد حاليا من أفضل حراس المرمى في العالم. أما الفريق الألماني فيملك حارس المرمى الشاب مانويل نوير، الذي يعتبر صانع ألعاب المانشافت بالإضافة إلى كونه حارس مرمى من الطراز الرائع. لقد استطاع مدرب المنتخب يواخيم لوف أن يعد مانويل نوير ليمرر الكرات وبشكل بارع لزملائه في ميدان الفريق الخصم.

أما دفاع الفريقين فيشكل نقطة الضعف المشتركة لهما، إذ يغيب عن صفوف المنتخبين العديد من نجوم خط الدفاع في هذه البطولة، كصاحب هدف الفوز لمنتخب إسبانيا ضد ألمانيا في نصف نهائي كأس العالم الأخيرة  كارلوس بويول، الذي يغيب بسبب إصابته في ركبته. بالإضافة إلى خسارة منتخب إسبانيا لخدمات قلب الدفاع كيرارد بيكو، والذي تراجع مستواه بشكل كبير في الأشهر الماضية. ويعاني المنتخب الألماني من جانبه من انخفاض مستوى لاعبي خط الدفاع. مدرب المانشافت يواخيم لوف حاول في الأشهر الماضية تبديل وتجربة كثير من لاعبي دفاع الفريق للوصول إلى قائمة نهائية من اللاعبين الجيدين.

وسط الفريقين

يملك الفريقان لاعبي خط وسط من المستوى الراقي. فالفريق الإسباني يضم أبرز لاعبي الوسط في العالم كأندريس انيستا وشافي وفابريغاس، المشهورين بمهاراتهم الفردية العالية وكراتهم القصيرة السريعة. أما الفريق الألماني فيملك أيضا لاعبي وسط متميزين يشتهرون بأسلوب لعب فردي رائع وسرعة ودقة في استغلال الكرات، كمسعود أوزيل وباستيان شفاينشتايكر وسامي خضيرة واللاعب متعدد المواقع توني كروز وهداف بطولة كأس العالم الأخيرة توماس مولر.

الهجوم ... الاعتماد على الخبرات

وفي خط الهجوم يحرص الفريقان على الاستفادة من خبرات اللاعبين القدامى، على الرغم من تراجع مستواهم. فالفريق الإسباني يحاول الاحتفاظ بخدمات مهاجمه فيرناندو توريس، صاحب هدف الفوز للمنتخب الإسباني ضد الفريق الألماني في نهائي بطولة أمم أوروبا في سنة 2008، على الرغم من تراجع مستواه بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة. علاوة على ذلك لم تحسم حتى الآن مشاركة هداف الفريق ديفيد فيلا في البطولة الحالية بسبب الإصابة التي تعرض إليها فيلا في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

أما المنتخب الألماني فيعتمد بصورة كبيرة على خدمات مهاجمه المخضرم ميروسلاف كلوزه. كلوزه يطمح من جانبه إلى تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة مع المنتخب الألماني، الذي يحمله اللاعب الأسطورة جيرد مولر، إذ يحتاج كلوزه إلى تسجيل خمسة أهداف أخرى من أجل تحقيق هذا اللقب. أما هداف بايرن ميونيخ الدولي ماريو غوميز فيطمح إلى الحصول على لقب في بطولة الأمم الأوروبية هذه.

خبراء الكرة يرجحون فوز المنتخب الألماني بالبطولة

المدرب الألماني يواخيم لوف أشار من جانبه إلى أن الفوز على المنتخب الإسباني لا يتم باتباع أسلوب اللعب الدفاعي أو أسلوب اللعب المتشنج، وإنما يتم فقط عن طريق أسلوب هجومي منظم يستطيع الحد من خطورة بطلي العالم وأوروبا ومن ثم الانتصار عليه في المباراة. خبراء كرة القدم يرجحون تفوق الفريق الألماني على نضيره الاسباني في هذه البطولة، لاعتماد المدرب ديل بوسكي في البطولة الحالية وبصورة كبيرة على نجوم الفريق الفائز بكاس العالم.

أما المنتخب الألماني فيعتمد على تشكيلة مختلطة تضم اللاعبين القدامى والنجوم الشباب، الذين يريدون إبراز مواهبهم في هذه البطولة. بالإضافة إلى ذلك فإن إحصائيات البطولات السابقة تشير إلى أن جميع حاملي اللقب لم يتمكنوا من الحفاظ على لقبهم والفوز بصورة متتالية بلقب بطولة الأمم الأوروبية. فهل يستطيع الفريق الإسباني رغم ذلك الحفاظ على لقبه؟

ستيفان نيستلر/ زمن البدري

مراجعة: أحمد حسو