BACKGROUND: Neue Strategie in Afghanistan -
٢ يونيو ٢٠٠٩تظهر السياسة الجديدة، التي تنتهجها الإدارة الأمريكية تجاه باكستان مدى الأهمية التي توليها واشنطن لهذا البلد، بوصفه بوابة لحل النزاع في أفغانستان وإعادة الاستقرار إلى هذا البلد. وتنفيذا للاستراتيجية الأمريكية الجديدة في أفغانستان جاء تعيين ريتشارد هولبروك مبعوثا أمريكيا خاصا إلى أفغانستان وباكستان، حيث يسعى مع نظيره بيرند موتسلبورغ، المبعوث الألماني الخاص إلى هذين البلدين، إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لإرساء الاستقرار في أفغانستان.
ويعتبر موتسلبورغ أن مهمته تأتي في إطار التكامل بين إعادة الإعمار من الناحية المدنية واستتباب الأمن من الناحية العسكرية، فالدور الألماني في أفغانستان، كما يراه موتسلبورغ، يعتبر "الوجود العسكري يصب في خدمة إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار، فالتنمية تحتاج إلى محيط آمن، وهذا ما يسعى جنودنا إلى تحقيقه". كما شدد على أن تأهيل قوى الأمن الأفغانية مرهون بتولي الجيش والشرطة الألمانية مهام التدريب.
المبعوث الألماني يرحب بتغير السياسة الأمريكية
كما رحب المبعوث الألماني موتسلبورغ بتغير سياسة الإدارة الأمريكية تجاه أفغانستان. إذ رأى في ذلك فرصة لإرساء الاستقرار في هذا البلد وكذلك تحسين عمليات إعادة إعمار البلاد، وهو الهدف الذي تسعى إليه أيضا الحكومة الألمانية. يذكر أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد اتخذت من عمليات إعادة الإعمار وبناء مؤسسات الدولة وإرساء قواعد الاستقرار في أفغانستان أولوية في استراتيجيتها الجديدة في التعاطي مع الملف الأفغاني بوصف ذلك مفتاحا لنجاح السياسة الأمريكية الخارجية. الأمر الذي اعتبره موتسلبورغ إيجابياً، خاصة وأن السياسة الجديدة للولايات المتحدة تحولت إلى البحث عن أصدقاء وحلفاء.
خطر وصول المتشددين إلى السلطة في باكستان
وفي هذا السياق شدد موتسلبورغ على أن باكستان تلعب دورا رئيسا في استقرار أفغانستان، مؤكدا في الوقت ذاته أنه طالما بقيت في باكستان بعض الملاذات الآمنة لعناصر طالبان وغيرهم، "فمن غير الممكن تحقيق أمن واستقرار دائمين في أفغانستان". كما عبر موتسلبورغ عن مخاوفه من تزايد وجود عناصر طالبان ومتشددين آخرين على الأراضي الباكستانية، لما في ذلك من خطورة كبيرة على تهديد الاستقرار في المنطقة بأسرها.
وفي الإطار ذاته أبدى المبعوث الألماني الخاص إلى أفغانستان وباكستان تخوفه من أن يصل المتشددون إلى زمام السلطة في باكستان، في بلد يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة ويمتلك قنبلة نووية. وفي ضوء هذه المخاوف يربط الخبراء استقرار الأوضاع في أفغانستان بالسيطرة على القوى المتطرفة في باكستان.
زوران أربوتينا/ محمد سامي الحبال
تحرير: هشام العدم