موجة الاحتجاجات في بلغاريا
يتظاهر البلغاريون منذ أسابيع ضد حكومتهم ويتهمونها بالفساد، مطالبين باستقالتها وإجراء انتخابات تشريعية جديدة. وذلك في احتجاجات وصفت بـاحتجاجات "الوسيمين والناجحين".
عشرات آلاف المتظاهرين
منذ نحو شهر يشارك عشرات آلاف البلغاريين في مظاهرات يومية ضد الفساد ويطالبون باستقالة الحكومة، رغم أنها تولت مهامها قبل أقل من شهرين فقط.
احتجاجات يومية حاشدة في العاصمة
معظم المظاهرات تجري في العاصمة صوفيا، ويتجمع المتظاهرون كل يوم الساعة السادسة والنصف مساء أمام مبنى مجلس الوزراء. وتشير التقارير الإعلامية إلى مشاركة نحو 50 ألف محتج في مظاهرات يوم الأحد (14 تموز / يوليو) في حين قالت الشرطة إن عدد المتظاهرين لم يتجاوز ثلاثة آلاف متظاهر.
رئيس المخابرات سبب الاحتجاجات
قضية "بيفسكي" هي التي أطلقت شرارة الاحتجاجات وموجة المظاهرات. ففي 14 حزيران / يونيو 2013 تم تعيين رجل الإعلام القوي ديليان بيفسكي والذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع كبار أثرياء البلاد، رئيساً جديداً للمخابرات البلغارية.
دور فيسبوك وتويتر
كما في مظاهرات مصر وتركيا، يلعب الإعلام الاجتماعي وخاصة موقعا فيسبوك وتويتر دوراً بارزاً في تنظيم احتجاجات بلغاريا أيضاً. وكلمة السر كانت "#ДАНСwithme " وتقرأ بالانكليزية " Dance with me" أي "ارقص معي". وانتشرت هذه الكلمة بعد تعيين بيفسكي رئيساً للمخابرات، فانطلقت على إثرها موجة الاحتجاجات.
ضد الحكومة والمافيا
بعد أيام قليلة من الاحتجاجات تراجعت الحكومة عن قرارها بتعيين بيفسكي رئيساً للمخابرات. لكن المظاهرات لم تتوقف، ويرفع المحتجون كل يوم شعارات مناهضة للحكومة مثل "رجال المافيا إلى السجن" ويطالبون باستقالتها.
لا للفساد
المظاهرات التي تشهدها بلغاريا موجهة بالدرجة الأولى ضد الانتشار الواسع للفساد والمحسوبية. ويتهم 76% من البلغار ساستهم بالفساد، حسبما جاء في تقرير منظمة الشفافية الدولية الذي نشرته بتاريخ 10 يونيو/ حزيران 2013 في صوفيا.
محتجون ناجحون في حياتهم
وصفت التقاير الإعلامية الاحتجاجات بأنها "احتجاجات الوسيمين والناجحين" إذ أن الكثيرين من المشاركين فيها هم مواطنون ذوي "مؤهلات علمية ومهنية جيدة ورواتبهم جيدة أيضاً". وتصف عمدة صوفيا، يوردانكا فانداكوفا، المحتجين بالقول: "إنهم أناس حققوا النجاح بدون أي واسطة".
الأطفال في المظاهرات
الكبار والصغار يشاركون في المظاهرات، والملفت هو أن الكثير من الأهالي يصطحبون أطفالهم معهم إلى المظاهرات. وقد كتب على هذه اللافتة "بلغاريا لنا".
ترهيب الإعلام
كان رد فعل الساسة على نقل وسائل الإعلام للمظاهرات بشكل مباشر، انفعالياً جداً وحاولوا ترهيبها. فقبل عدة أيام، اقتحم فولين زيديروف رئيس الحزب القومي، استوديو إحدى القنوات التلفزيونية وبيده هراوة. وهو ما دفع المتظاهرين إلى رفع شعار "تجاهلوا زيديروف".
الرئيس يؤيد المتظاهرين
طالب الرئيس البلغاري، روسين بلفنيليف، في خطابه المتلفز الذي ألقاه في الخامس من يوليو/ تموز 2013 بإجراء انتخابات تشريعية جديدة، إذ قال: "إذا لم يساعد شيء آخر، فإن الانتخابات هي الحل الديمقراطي الوحيد". واتهم بلفنيليف الحكومة بعدم التحرك لحل المشكلة والاستجابة لمطالب المحتجين.
البلغار والحرية
جاء في موقع "ميديا بوول" البلغاري الإخباري أن "المجتمع البلغاري على طريق التحرر. إذ هناك دائماً المزيد من المواطنين الذين يعرفون أهمية حريتهم، ولا ينظرون بإهمال ولا مبالاة إلى استغلال وإساءة استعمال مجموعة صغيرة لأصواتهم الانتخابية والضرائب التي يدفعونها".