ميركل تدعو الديمقراطيين للنأي عن مظاهرات اليمينيين المتطرفين
١٦ نوفمبر ٢٠١٨دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المواطنين الألمان الذين يشعرون بالسخط إلى النأي بأنفسهم خلال المظاهرات عن اليمينيين المتطرفين المعادين للأجانب. وذكرت ميركل، اليوم الجمعة في كيمنيتس، خلال حلقة نقاشية مع قراء صحيفة "فرايه بريسه" اليومية أنها تجد من الأمور الجيدة أن أبناء كيمنيتس شعروا بالنفور من أعمال الشغب التي ترتكب بدافع الكراهية للأجانب خلال مظاهرات شهر أيلول/سبتمبر الماضي. وأكدت المستشارة على أنه أمر جيد أن يكون هناك مثل هذا الفصل بين الجانبين، مشيرة إلى أن من الضروري وضع "تلك الخطوط الفاصلة".
وكان آلاف المواطنين ومن بينهم يمينيون متطرفون خرجوا إلى الشوارع بعد أن طعن مواطن من أبناء كيمنيتس /35 عاما/ بسكين نهاية آب/ أغسطس الماضي، ويُرجح أن يكون من طعنوه من المتقدمين بطلبات اللجوء إلى ألمانيا. كما وقعت اعتداءات معادية للأجانب وهجمات على مطاعم يهودية وإيرانية وتركية، وتم الكشف عن سلوكيات جماعة إرهابية تعرف باسم "ثورة كيمنيتس".
كما التقت ميركل بفرق ناشئة لكرة السلة، وتحدثت مع بعض اللاعبين والمدربين وقيادات الأندية وسط حضور قوي لوسائل الإعلام. وبحسب بيانات من ديوان المستشارية في العاصمة برلين، تسعى ميركل من خلال زيارتها إلى تكوين انطباع شخصي عن مدى اهتمام مواطني المدينة بتحقيق تعايش مشترك مبني على الاحترام والتسامح.
والتقت ميركل بعد ظهر الجمعة بعدد كبير من مواطني المدينة الذين وجهوا للمستشارة أسئلة مباشرة تمحورت حول العديد من الملفات الساخنة، بما فيها ملف الهجرة واللاجئين، إلى جانب ملفات العمل والسكن والرعاية الصحية والمعاشات للمتقاعدين. كما أجابت ميركل على أسئلة المواطنين بشأن توجهات المستقبل فيما يخص النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
ودعا المعارضون لميركل وسياستها تجاه اللاجئين إلى تنظيم احتجاجات على هامش زيارتها، ما دفع الشرطة إلى التواجد على نحو مكثف في الأماكن التي تشملها الزيارة.
وقللت عمدة كمنيتس، باربارا لودفيغ، التوقعات بشأن زيارة ميركل للمدينة. وقالت اليوم في تصريحات لشبكة "ا.ر.د" الألمانية الإعلامية إن الأمر يتعلق بالهدف من الزيارة وما إذا كانت ميركل تأخذ القضية على مجمل الجد، موضحة أنه من المنتظر من ميركل أن توضح سبل تقديم المساعدة للمدينة وبذل الجهود في إدماج اللاجئين بصورة أسرع في سوق العمل.
وقالت لودفيغ: "نشعر بوجود استقطاب في المجتمع". يذكر أن عمدة كمنيتس جددت أمس الخميس انتقادها لتأخر زيارة ميركل للمدينة. وقالت لودفيغ لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الأحداث التي شهدتها المدينة نهاية آب/أغسطس الماضي كان لها عواقب بعيدة المدى بالنسبة للمدينة، وكذلك بالنسبة للحكومة الاتحادية بأكملها، مضيفة أن الحكومة الألمانية طالتها حالة من الانقسام تقريبا في تفسير الأحداث. يذكر أن لودفيغ ذاتها دعت ميركل في شهر أيلول/سبتمبر الماضي إلى إجراء حوار مع المواطنين في تشرين أول/أكتوبر، إلا أن ديوان المستشارية لم يتفاعل مع الدعوة.
وفي المقابل، عارض رئيس حكومة ولاية ساكسونيا كريتشمر الانتقادات الموجهة لميركل بسبب تأخر زيارتها للمدينة، وقال في تصريحات لإذاعة "برلين براندنبورغ" اليوم: "لم يفت الأوان بعد للتحدث"، مضيفا أن هناك "حاليا قضايا جديدة تجعل قدوم المستشارة الآن أمرا سليما"، ممثلا على ذلك بميثاق الأمم المتحدة للهجرة، الذي يدور حوله جدل كبير حاليا.
ح.ع.ح/ف.ي (د.ب.أ)