ميركل لا تغرد، فهل ستبقى خارج السرب طويلاً؟
١٨ سبتمبر ٢٠١٧بينما ينشغل معظم السياسيين الألمان في زيادة أعداد متابعيهم، أصبحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل آخر زعيم بين قادة دول مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى لا يمتلك حسابا على تويتر. الأمر الذي يعتبره البعض غريبا هو أن ميركل ستكون بسهولة السياسي الألماني الأكثر شعبية على تويتر، كما أظهر استطلاع لموقع "يوجوف" عام 2016، إلا أنها رغم ذلك تفضل أن يمثلها المتحدث باسمها شتيفن زايبرت، على موقع التغريدات الشهير.
ويتابع حساب زايبرت عدد متواضع لا يتجاوز 830 ألف متابع، ما يضعه في مرتبة بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (380 ألف) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (9ر1 مليون). وتضم معظم تغريداته لقطات واقتباسات من المؤتمرات الصحفية وأحيانا رد الفعل الرسمي إزاء أي حدث عالمي كبير. ولكنه في الواقع يظل حسابا لمتحدث صحفي. فخلافا للحسابات الشخصية المعلنة لقادة العالم الآخرين، فإن الحساب يفتقر إلى أي مؤشر إلى أن الكلمات المنشورة قادمة مباشرة من ميركل.
ويصف جون بارملي مؤلف "السياسة وثورة تويتر"، وهي دراسة حول تأثير تويتر الكبير على الانتخابات السياسية حول العالم. غياب ميركل عن "تويتر"، بأنه "فرصة ضائعة" ويضيف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"القادة أنفسهم يكونون في وضع أفضل على تويتر ... الأبحاث تشير إلى أن التغريدات السياسية يمكن أن تكون مؤثرة على الآراء السياسية للمتابعين تماما كأصدقائهم وأفراد أسرهم".
سر تردد المستشارة في الالتحاق بسرب المغردين
ولهذا السبب، فإن أكثر من 90% من الزعماء الديمقراطيين حول العالم لديهم شكل من أشكال التواجد على تويتر منذ عام 2015، وذلك وفقا لبيانات مؤسسة "ديجيتال دايا" للخدمات الاستشارية. ولكن لماذا تظل ميركل مترددة بهذا الشكل في الانضمام إلى تويتر؟ رغم تأكيدها المتكرر على الحاجة إلى "تقدم رقمي" في ألمانيا، فإن ميركل نفسها تظهر اهتماما شخصيا ضئيلا بالتقنيات الجديدة، حتى أنها أثارت سخرية لوصفها الإنترنت بأنه "مجال جديد" أواخر عام 2013 . واعترفت ميركل مؤخرا بأنها كثيرا ما تفكر في الانضمام إلى تويتر، ولكنها تعتبر أن هذا يتطلب الكثير جدا من العمل. فقد قالت في تصريحات مؤخرا:"يتعين علي أن أتابع باستمرار ما يحدث وأن يكون لدي دائما ما أقوله".
وعلى النقيض من الطبيعة السريعة والزائلة لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن ميركل معروفة بالحذر والتروي في تصريحاتها. ووجودها على تويتر قد يجعل الحفاظ على صمتها الاستراتيجي لفترات أطول أكثر صعوبة عليها. ويسعى المنافس الرئيسي لميركل في الانتخابات العامة لعام 2017 الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس بانتظام إلى تسديد اللكمات لها عبر تغريدات، محاولا استفزازها للرد عليه.
ا.ف/ ع.ج.م (د.ب.أ)