نادي باريس يتجه لإعفاء الدول الآسيوية المنكوبة من ديونها
١٣ يناير ٢٠٠٥يناقش المسئولون الماليون لدول نادي باريس في العاصمة الفرنسية اقتراحاً بإعفاء الدول المنكوبة في آسيا من ديونها، أو على الأقل تجميدها. ويقدر حجم هذه الديون بنحو خمسة مليارات دولار. ويأتي هذا الاجتماع في إطار جهد أوروبي ملحوظ لدفع المزيد من المساعدات إلى المناطق المتضررة. كما يأتي أيضاً بعد مطالبة أمين الأمم المتحدة كوفي عنان بتقديم المساعدات العاجلة لها. فهل يؤثر هذا الاقتراح على باقي مناطق العالم الغارقة في الديون كإفريقيا وأمريكا اللاتينية؟
جهود أوروبية للاعفاء من الديون
بعد اتضاح حجم الكارثة التي أتت بها الفيضانات أعرب المستشار الألماني جرهارد شرودر عن استعداد ألمانيا لتقديم 500 مليون يورو على شكل مساعدات فورية إلى المناطق المنكوبة. كما صرح وزير الخارجية يوشكا فيشر بعد لقاءه بالرئيس الإندونيسي أن التفكير جاري في اقتراح بتجميد ديون اندونيسيا، خاصةً بعد أن نال الاقتراح موافقة أمريكا وانجلترا. كذلك يدور النقاش حول ديون سيرلانكا والصومال وجزر المالديف، وهي من أكثر الدول تضرراً من الفيضانات. وفي هذا الإطار تبحث إمكانية إعفاءها كلياً من ديونها، حتى تستطيع تركيز مواردها على رفع الأضرار التي حاقت بها. أوروبياً تساند الحكومة البريطانية الاقتراح. غير أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعرب عن تأييده فقط لاقتراح التجميد. وذلك على خلفية تخوف بعض المحللون الاقتصاديون من أن عدم التخطيط بعناية لتجميد الديون سوف يخلق أعباءً مالية على الدول الدائنة في المدى الطويل.
حملة تبرعات لا سابق لها
كما على الصعيد الرسمي قوبلت فيضانات آسيا على الصعيد الشعبي بجمع تبرعات كبيرة. فلا يزال المواطنون الأوروبيون يقبلون على التبرع من أجل الضحايا. ولقد تخطت تبرعات الألمان لوحدهم حدود الـ 300 مليون يورو. وهو رقم قياسي يعكس مدى قلق المواطنين الألمان على أبناء بلدهم المفقودين، وتعاطفهم مع المنكوبين. وشارك في حملة التبرعات العديد من الفنانين المشهورين الذي تبرعوا بأجورهم في حفلات خيرية خصصت للضحايا. كما قدمت اتحادات عمالية وهيئات دينية دعمها ودعم أعضاءها على شكل معونات عينية. وفي بريطانيا تسابقت وكالات الإغاثة لجمع التبرعات والإعلان عنها. ووصلت حصيلة ما جمعت إلى نحو 75 مليون جنيه إسترليني.
مطلوب مساعدة مناطق الأزمات الأخرى
لابد للمراقب المتابع للكارثة وتبعاتها أن يتساءل عن جدوى الانتظار حتى وقوعها ثم الإسراع في المساعدة. كارثة آسيا هي بلا جدال كارثة طبيعية يصعب التنبؤ بها. لكن هناك العديد من المناطق الفقيرة التي يمكن استباق وقوع الكوارث فيها بواسطة حسن التخطيط. لذلك شددت مفوضة الحكومية الألمانية لشؤون إفريقيا اوشي ايد في حديث لها مع جريدة شتوتغارتير ناخريشتن على ألا تقوم دول مجموعة الثمان بوقف معوناتها لأفريقيا بسبب قيامها بمساعدة المناطق المنكوبة في آسيا. وأضافت أن التحديات في أفريقيا أكبر وأطول أمداً، لذلك لا يتعين إهمالها رغم الاعتراف بالضرورة الملحة لتقديم المعونات لآسيا. وفي هذا السياق ضرب ايجلاند مسئول الأمم المتحدة لتنسيق جهود الإغاثة لمتضرري زلزال الكارثة مثلاً بجمهورية الكونجو الديمقراطية التي يفوق عدد ضحايا الحرب والأمراض فيها على المدى الطويل عدد ضحايا فيضانات آسيا.
هيثم الورداني