نساء الموصل..النقاب فرضاً والزواج من داعشي قسراً
٣ أغسطس ٢٠١٤إقبال العوائل هذا العيد كان أقل على "غابات الموصل"، وهي المكان الوحيد الذي يلجأ إليه الأهالي لقضاء أوقات الفراغ، حيث العديد من المتنزهات. فوجود "داعش" و إصدار "ديوان الحسبة" فرض ارتداء النقاب قبل العيد بأيام قليلة، إضافة إلى تعدد المنشورات والأوامر التي أصدرها التنظيم وأغلبها كانت تستهدف نساء الموصل، كلها عوامل جعلت العوائل تلتزم بيوتها.
فرض النقاب ومنع العباءة ومساحيق التجميل
"قام أحدهم بسحب الحجاب الذي أرتدي بقوة إلى جبهتي طالباً مني تغطية كل شعري إضافة إلى غسل وجهي بالماء كي أزيل مساحيق التجميل وإلا فعلي أن أخرج من المتنزه أنا وعائلتي"، هذا ما روته لنا نجلاء ( 17 عاماً) عن الحادث الذي تعرضت له في مدينة الملاهي عندما كانت بصحبة عائلتها في اليوم الثالث من أيام عيد الفطر. وتضيف نجلاء "تم منع النساء المتبرجات من دخول مدينة الملاهي وسمحوا بدخول النساء المرتديات للنقاب مجاناً. كذلك منعوا النساء من اللعب بالألعاب المخصصة للكبار".
عند التجول في شوارع الموصل تجد الكثير من النساء يرتدين النقاب، لكن العدد الأكبر منهن دون نقاب، بيد أن أغلبهن لم يعدن يضعن مساحيق التجميل. يذكر أن "ديوان الحسبة " فرض على نساء الموصل لبس النقاب والمهلة التي أعطاها هي انتهاء أيام العيد، كما بدأت "داعش" تمييز مرتديات الخمار عن غيرهن في المعاملة والأسلوب، كما تعمل على إجبار النساء الأخريات على ارتدائه، مثلما حدث ما حدث مع الفتاة نجلاء.
في ثاني أيام العيد قامت جماعات داعش بالتجول بسياراتها مطالبة الناس بتطبيق أمر ارتداء النقاب على نسائهم، كما روى لنا أحد السكان وأسمه رافد. وكانت "داعش" قد أصدرت وثيقتها في بداية دخولها إلى مدينة الموصل في حزيران- يونيو الماضي، نصت تلك الوثيقة على ارتداء النساء للملابس الفضفاضة و"المحتشمة" وحددت موديلات الأزياء النسائية التي يجب على تجار المدينة بيعها، كما حظرت على تجار مواد التجميل عرض مساحيق التجميل وبيعها.
وتقول نجلاء "باتت العباءة الخليجية ممنوعة بحجة أنها مطرزة وملونة أو شفافة فلم نعد نشتريها برغم أن أسعارها انخفضت من 60 دولار إلى 12 دولار، والآن نحن لا نشتري غير الجبة الإسلامية فقط وهي المتوفرة بكثرة في المحلات".
رفض شعبي لختان الإناث
حتى اللحظة لم يصدر "ديوان الحسبة" أمراً بختان النساء، كما كان قد شاع مؤخراً، وهذا ما يجعل الناس بين مصدق ومكذب للخبر الذي سبق وأن تداولته وسائل الإعلام العالمية، إلا أنه من حيث المبدأ هناك رفض شعبي كبير لمسألة ختان الإناث، خاصة أن هذه العادة لم تمارس في الموصل من قبل أبدا وغير معروفة بل ومستهجنة. ويستغرب الأهالي عندما يسمعون بظاهرة ختان الإناث في بعض الدول الإفريقية، وبالتالي فهم يرفضون هذا الإجراء رفضا تاماً، والمتداول في العراق أن الختان يتعلق بالذكور فقط.
تقول أم أحمد، وهي امرأة أربعينية من منطقة النبي شيت، "هذه العادة غريبة علينا في العراق عامة والموصل خاصة وأنا أول مرة أسمع بها ولن أنفذها". وتضيف " إذا أستمر المسلحون بإصدار الأوامر التي تستهدفنا نحن النساء وتضيق علينا الخناق فأننا لن نسكت ونحن عازمات على الخروج في مظاهرة نسائية. لكن في هذه الحالة ربما تستهدف داعش رجال عوائلنا".
ويقول رافد، إن أحد رجال "داعش" أكد لهم أن ما أشيع عن فرض الختان غير صحيح وأن هذا لن يطبق في الموصل لأنهم (أي داعش) لا يؤمنون بهذه المسألة".
الزواج من رجال "داعش" بالقوة
قالت أم رونق وهي أم لفتاة تزوجت من رجل داعشي " هجم على بيتنا وأخذ إبنتي عنوة ليتزوجها بعد أن اعتدى على زوجي بالضرب المبرح خاصة أن زوجي رجل كبير السن". وتقول الأم المجروحة التي كانت تتكلم بصوت مبحوح" لم نزوجه أبنتنا بعد أن كان قد تقدم لخطبتها عدة مرات قبل سقوط المدينة، فالمسلح هو من أبناء المدينة لكنه ليس بالمستوى الأخلاقي الذي نتمناه لأبنتنا لذا كنا نرفضه".
أما أم سعد الخبازة فتقول " نسيبي الذي أنخرط مؤخراً مع رجال الدولة الإسلامية سيتزوج قريباً من إحدى الأرامل بهدف الستر عليها كما أوصاهم الرسول محمد."
وتضيف أم سعد التي تكلمنا وهي تلصق بقايا أرغفة الخبز في التنور الطيني" محمود سيتزوج ويكسر قلب أبنتي رغم أنها تحملت تربية أولاده الأربعة عندما سجنته الحكومة بتهمة الإرهاب قبل سنتين".
ويشاع أن "رجال الخليفة" سيتزوجون من النساء الأرامل والمطلقات المسجلة أسماءهن من قبل في مساجد المدينة واللواتي كانت تقدم لهن المساعدات المالية والرواتب من خيرات المساجد والتبرعات، والآن وبعد سقوط المدينة بيد "داعش" فإن وجود قوائم أسماءهن في المساجد جعلتهن مرشحات للزواج و"الستر عليهم" من قبل أفراد "داعش"!