نشوة مزاجية عند احتساء البيرة الألمانية
١٥ مايو ٢٠٠٦تعتبر البيرة من المشروبات الأكثر شيوعاً بين الألمان على اختلاف أعمارهم. وقد تترآى لمن يشربها الصور القديمة للمصانع التي تنتج مشروب الشعير المخمر وصانعيه البافاريين بسرواليهم الجلدية التقليدية التي تميزهم عن غيرهم من سكان ألمانيا، وبقبعاتهم الخضراء المزينة بأغصان الأشجار. كما ان من الصور التقليدية التي ارتبطت بصناعة هذا المشروب في ألمانيا هي صور النساء البدينات بزيهن الفضفاض وهن يسكبن البيرة من براميل خاصة لتقديمها للزبائن في حانات الحدائق الصيفية. أما سبب ارتباط البيرة بسكان إقليم بافاريا الألماني فقد لا يعود ربما إلى إقبالهم الكبير على شربها مقارنة مع سكان الأقاليم الألمانية الأخرى فحسب، بل إلى العدد الكبير من مصانع البيرة في هذا الإقليم، حيث يتم سنوياً إنتاج ملايين اللترات من أصناف البيرة المختلفة. كما ان للبافاريين عاداتهم وتقاليدهم الخاصة عند تقديمها وشربها والاحتفال بها. وقد لا يكف الكثير من الجالسين في حانات بافاريا عن طلب البيرة. أما البيرة المقدمة هناك فتتنوع من كأس كبير من " الهيليس"، إي البيرة الخفيفة اللون، إلى كأس من "لاجر". كما تختلف تبعاً لذلك نسبة الكحول التي يحتويها كل نوع من أنواع البيرة. وقد تكمن أهمية هذا الكأس في انه مقدم من حدائق ميونخ للبيرة، والذي من الصعب أن تجد مثله في أي مكان في المناطق التي تحيط بشمال النهر. ويعتبر "عيد أكتوبر" الفلكلوري الذي يقام في مدينة ميونخ، الذي يتهافت عليه سنوياً آلاف السواح من جميع أنحاء العالم.فإلى جانب المرح والرقص والابتهاج يعتبر احتساء البيرة في الكؤوس الكبيرة الحجم من السمات المميزة لهذا المهرجان. أما إذا كنت تبحث عن شيء غير عادي، فما عليك إلا الذهاب إلى دوسيلدورف. ففي تلك المدينة الواقعة على ضفاف نهر الراين، يمكنك أن تجد المكان الذي يقدم لك كأس من"ألت" وهو مشروب غامق اللون ومر النكهة. ويعتبر هذا الشراب مفيدا جدا خاصة في أيام الصيف الحارة.
البيرة علامة تجارية
تختلف طريقة تقديم مشروب "كوليش" الذي تشتهر به كولونيا، عن طريقة تقديم مشروب بافاريا، الذي يقدم في كأس كبيرة وضخمة. فعادة ما يتم تقديم الكولش بكأس رفيعة وطويلة لا تتسع سوى إلى 0.2 ليتر. وبمجرد أن تطلب ذلك المشروب في احد البارات في مدينة دوسيلدورف، التي تبعد فقط 35 كيلومتر عن كولونيا، حتى تثير استغراب العاملين في البار والزوار الذين تعودوا على شرب البيرة غامقة اللون، ولم يتعودوا على شرب البيرة خفيفة اللون القادمة من مدينة كولونيا المنافسة لها. ومن التقاليد اللطيفة التي ترافق شرب البيرة في ألمانيا، وجود ما يسمى "كوبيس" وهم الأشخاص الذين يقدمون البيرة للزبائن. فما يكاد يفرغ الكأس حتى يقومون بملئه على الفور بكل لطف، ودون أن يطلب الزبون منهم ذلك. وجرت العادة أن يطلق اسم "كوليش" على المشروب الذي يصنع في مصانع خاصة تطل على كاتدرائية كولونيا المشهورة الواقعة على نهر الراين. واليوم أصبحت البيرة علامة تجارية مسجلة في جميع دول الاتحاد الأوروبي، مثل الشمبانيا والكونياك.
تفنن في صناعة البيرة
يبدو ان فن صناعة البيرة لم تكتفِ بتقديم أنواع مختلفة من البيرة، بل أصبحت مصانع البيرة تنتج بيرة ممزوجة مع مشروبات أخرى، واحدة من أشهر أنواع البيرة الألمانية وأكثرها شيوعا. فهي ليست بيرة 100%. يعد مشروب "برلينر فايسي" من أفضل المشروبات الصيفية التي تقدمها حانات وحدائق العاصمة الألمانية برلين. وهناك طريقتان لإعداده. الأولى تتم بإضافة شراب التوت الشوكي للبيرة، أما الأخرى مع شراب "سيد الغابة" المعروف في ألمانيا، الذي يستخرج من نباتات برية خاصة.
وفي الصيف تمنح البيرة الممزوجة بالصودا الألمان شعوراً بالانتعاش، كما يتم مزجها كذلك بماء "رادلر" وماء "الالسترفاسير" وهما أشهر أنواع البيرة الممزوجة بالصودا. وفي بعض الأحيان نصف الشراب يكون بيرة والنصف الآخر برتقال أو سفن أب، والمشروب الذي يمزج بين البيرة والكولا هو الأكثر انتشارا في ألمانيا. أما إذا أردت الشعور بالنشوة المزاجية السريعة، فما عليك سوى ان تجرب مشروب "دونر بوك" أو مشروب "ثاندر بوك" اللذين يحتويان على ما نسبته 13% من الكحول.