نصب مروة الشربيني ضحية حيادية برلمان ولاية سكسونيا
٤ أغسطس ٢٠١٠لم يحظ النصب التذكاري المقام من أجل الصيدلانية المصرية المقتولة مروة الشربيني بموافقة البرلمان المحلي في ولاية سكسونيا. فقد عارض نواب الولاية إقامة أحد أعمدة هذا النصب أمام مبنى البرلمان في مدينة دريسدن. وبهذا الرفض لن يكتمل المشروع، الذي كانت جمعية "شجاعة المواطن" الأهلية قد بدأت في تنفيذه للتذكير بالطعنات الـ 18 التي تلقتها الشربيني من ألماني من أصل روسي معاد للأجانب في قاعة المحكمة في دريسدن.
وقامت جمعية "شجاعة المواطن" المعادية للعنصرية بمبادرة هذا المشروع المسمى "18 طعنة". وبدأت الجمعية، عن طريق جمع التبرعات والمساعدات، بنصب أعمدة على شكل خناجر في أماكن مختلفة من المدينة للتذكير بالجريمة التي تعرضت لها مروة الشربيني في أحد قاعات المحكمة في دريسدن. وبما أن هذه الأعمدة كانت ستقام في الشوارع وفي الأماكن العامة، كان لابد من الحصول على موافقة نصب كل عمود على حدة.
"رفض للمحافظة على حيادية البرلمان"
وتقول جوزفين كوخ الناشطة في الجمعية، في حوار مع دويتشه فيله، بأن الحصول على الموافقات لم يكن غاية في الصعوبة بالنسبة لأغلب الأعمدة، التي تم نصبها في الشوارع؛ ولكن عند محاولة وضع أعمدة أمام مبنى البرلمان المحلي، كان لا بد من التقدم بطلب إلى مديرية إدارة المباني في ولاية سكسونيا، باعتبارها مسؤولة عن هذا الأمر. وقد قامت المؤسسة بدورها، وحسب قول كوخ، بتحويل الطلب إلى البرلمان.
وجاء رد البرلمان على غير ما تشتهيه كوخ وجمعيتها؛ فبالرغم من أنه رحب بالمشروع، إلا أنه رفض الموافقة على نصب الأعمدة وذلك "للمحافظة على مبدأ الحيادية"، حسب رد البرلمان. وتستغرب كوخ هذا الرد متسائلة "كيف يمكن للمرء أن يحافظ على حياديته أمام العنصرية؟ كما أننا لسنا جمعية سياسية، فكل ما نقوم به هو مشروع ضد معاداة الأجانب، ومن المستغرب أن تعارض هيئة ديمقراطية أمراً كهذا". وتعرب كوخ عن اعتقادها بأن "القرار اتخذ بشكل سريع بسبب العطلة الصيفية.
اعتداءات متكررة على نصب مؤقت
وفي حين تعامل القضاء الألماني بحزم مع قاتل مروة الشربيني، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وبالرغم من إقامة لوحة تذكارية للضحية في مبنى المحكمة، إلا أن مظاهر معاداة الأجانب لا تزال تتكرر في هذه القضية. إذ تعرض النصب التذكاري لمجموعة من الاعتداءات. فبعد قيام مجهولين، يرجح أنهم من المتطرفين اليمينيين، بتحطيم بضعة أعمدة من هذا النصب التذكاري الأسبوع الماضي، قام مجهولون آخرون بإسقاط عمود آخر وسط المدينة.
ورداً على ذلك قامت الجمعية المعادية للعنصرية بإعادة نصب أحد هذه الأعمدة أمام محطة القطار الرئيسية، وأبقت على حطام الأعمدة الأخرى التي تعرضت للتخريب، وذلك للتذكير بـ"الأعمال العنصرية التي قام بها بعض المواطنين في دريسدن"، حسب قول كوخ.
يشار إلى أن النصب التذكاري المسمى "18 طعنة"، ليس نصباً دائماً، وإنما مشروع مؤقت قامت به الجمعية وأرادت له أن يستمر حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر المقبل. إلا أن الجهات، التي وافقت على إقامته، لم تسمح ببقاء الأعمدة إلا لغاية منتصف آب/أغسطس الجاري.
ميسون ملحم
مراجعة: أحمد حسو