نصف قرن على الغزو التركي... ما آفاق إعادة توحيد قبرص؟
٢٠ يوليو ٢٠٢٤أكد الرئيس القبرصي السبت (20 يوليو / تموز 2024) أن إعادة توحيد جزيرة قبرص هو المسار الوحيد للمضي قدما، وذلك بعد 50 عاما على الغزو التركي الذي قسم الجزيرة المتوسطية إلى شطرين. وصرح الرئيس نيكوس خريستودوليدس للصحافيين إن "لا خيار" سوى إعادة التوحيد، في وقت قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي يزور "جمهورية شمال قبرص التركية" -غير المعترف بها دوليا- إن لا فائدة من استئناف المحادثات برعاية الأمم المتحدة بشأن مستقبل قبرص.
وبين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي سلسلة من الخلافات من بينها قبرص. وعلى الرغم من تحسن العلاقات بين تركيا واليونان في الآونة الأخيرة، لا تزال قبرص نقطة مثيرة للنزاع.
وأضاف خريستودوليدس بعد مراسم دينية إحياءً للذكرى في الشطر الجنوبي لنيقوسيا آخر عاصمة أوروبية مقسمة: "مهما قال أو فعل السيد إردوغان وممثلوه في المناطق المحتلة، فإن تركيا، بعد مرور 50 عاما، لا تزال مسؤولة عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب القبرصي بأكمله وعن انتهاك القانون الدولي".
وفي المقابل/ قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغانفي "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة إن "لا فائدة لأي طرف في القول لنواصل المفاوضات حيث تركناها في سويسرا قبل سنوات". وفشلت عقود من المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في توحيد الجزيرة. وانهارت آخر جولة من محادثات السلام في كرانس-مونتانا بسويسرا في عام 2017.
وفي 2004 رفض القبارصة اليونانيون في استفتاء خطة مدعومة من الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة وأضاف إردوغان أنه "ينبغي أن يجلس الجانب القبرصي التركي على الطاولة على قدم المساواة مع الجانب القبرصي اليوناني... (على هذا الأساس) نحن مستعدون للتفاوض والتوصل لسلام دائم وحل".
"عملية أتيلا"
ودوت صافرات الإنذار في قبرص قبيل فجر اليوم السبت في الذكرى الخمسين لغزو القوات التركية الذي قسم الجزيرة المتوسطية إلى شطرين. وانطلقت الصافرات في الشطر الجنوبي للجزيرة -المعترف به دوليا- عند الساعة 5,30 صباحا (02,30 ت غ)، وهي ساعة بدء "عملية أتيلا" في 1974 والتي أفضت لسيطرة القوات التركية على ثلث مساحة قبرص وأرغمت قرابة 40 بالمئة من السكان على النزوح.
وقبرص مقسومة منذ أن اجتاح الجيش التركي قسمها الشمالي في 20 يوليو / تموز 1974 بعد خمسة أيام على محاولة انقلاب قادها قوميون قبارصة يونانيون لإلحاق الجزيرة باليونان. وفي عام 1983 أعلن الشطر الشمالي من جانب واحد قيام "جمهورية شمال قبرص التركية" وهي كيان انفصالي لا تعترف به إلا تركيا التي تنشر فيه الآلاف من جنودها.
وتسعى الأمم المتحدة التي تسير قوة حفظ السلام التابعة لها دوريات في المنطقة العازلة بين الشطرين، الى استئناف المحادثات بحثا عن حل بين "جمهورية شمال قبرص التركية" وجمهورية قبرص التي انضمت الى الاتحاد الأوروبي في العام 2004 وتمارس سلطتها على الشطر الجنوبي للجزيرة.
وقبل إحياء الذكرى عبَّر محاربون قدامى قبارصة يونانيون شاركوا في التصدي للغزو لوكالة فرانس برس عن تشاؤمهم حيال آفاق السلام. وقال ديميتريس تومازيس الذي كان من بين أسرى الحرب الذين نقلوا إلى تركيا في 1974 "مضت 50 سنة ولا حل بعد ولا أمل".
وفشلت عقود من محادثات سلام مدعومة من الأمم المتحدة في توحيد الجزيرة، وكتبت الموفدة الدولية الأخيرة الكولومبية ماريا أنخيل أولغوين في رسالة مفتوحة مطلع يوليو / تموز 2024 أنه لا بد من "الابتعاد" عن الحلول القديمة و"التفكير بطريقة مختلفة".
وكانت قبرص مستعمرة بريطانية من العام 1878 حتى العام 1960 حين نالت استقلالها. وجرت مفاوضات الاستقلال بين المملكة المتحدة واليونان وتركيا والقادة القبارصة، في سياق دستور يضمن خصوصا تمثيل القبارصة الأتراك. وكان الإطار يحظر إلحاق الجزيرة سواء باليونان أو بتركيا أو تقسيمها، لكنه انهار في نهاية 1963 وسط أعمال العنف بين قبارصة من أبناء المجموعتين.
ع.م/ خ.س(أ ف ب، رويترز)