هامبرغر من الخلايا الجذعية - أكثر من مجرد شريحة لحم
٧ أغسطس ٢٠١٣الشكل الخارجي للبرغر المصنع في المختبر لا يختلف عن أكلة البرغر المعروضة عادة في سلاسل مطاعم الوجبات السريعة. وحسب المتذوقين فإن طعمه يماثل إلى حد كبير البرغر المنتج من اللحوم الحقيقية. ولكن تصنيعه من الخلايا الجذعية، يجعله من المنتجات الفاخرة، حيث وصلت تكلفة إنتاجه إلى حوالي 3 مليون يورو. ويقف وراء هذا المشروع الفريد الهولندي مارك بوست، الذي يتوقع وصول هذا المنتوج إلى محلات السوبر ماركت في غضون عقدين، للمساهمة في تغطية الطلب المتزايد على اللحوم.
شرائح لحم رقيقة
هذا الابتكار الفريد تطلب من مارك بوست وزملاؤه سنوات طويلة من البحث في مختبر بجامعة ماستريخت، حيث قاموا باستخراج سائل وردي من الخلايا العضلية لبقرة. ثم قاموا بتحويله إلى شرائح عضلية رقيقة. ومع الرعاية الجيدة تنفصل الخلايا الجذعية تدريجيا عن العضلات البقرية. وهكذا تتشكل شرائح رقيقة، يبلغ طولها بضعة سنتيمترات ولا يتعدى سمكها بعض أجزاء المليمترات. ومن أجل صناعة هامبرغر عادي بوزن 140غرام،يحتاج الباحثون إلى حوالي 20 ألف من هذه الشرائح الرقيقة على الأقل. ومن أجل الحصول على اللون الحقيقي للبرغر يتم إضافة عصير الشمندر والزعفران.
تكاليف باهظة
ويمكن في المستقبل إنتاج حوالي 175 مليون هامبرغر من الخلايا الجذعية لبقرة واحدة، على حد تعبير مارك بوست، المتخصص في الطب الحيوي. وهذا التكاثر الكبير في اللحوم من خلايا قليلة يذكرنا بمعجزة من الإنجيل، عندما قام المسيح بتغذية الجماهير من سمكتين وخمسة أرغفة من الخبز فقط. ولكن على عكس هذه المعجزة يحتاج بوست إلى مختبرات مكلفة وموظفين أكفاء والى طاقة كبيرة للحفاظ على نسبة ضئيلة من الخلايا الجذعية في المختبر.
إنقاذ حياة الملايين من الماشية.
ويعد الساهرون على هذا المشروع بنجاحات مستقبلية كبيرة، حيث من المفترض أن تساهم اللحوم المختبرية في الحد من الطلب على اللحوم العادية بمستوى 98 في المائة. بالإضافة إلى الحد من إنتاج غازات الاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 80 و 95 في المائة. وذلك طبقا لدراسات الباحثين في جامعة أكسفورد. وعلاوة على ذلك فإن هذه الطريقة من شأنها أن تساهم في إنقاذ الملايين من الماشية.
اللحوم المختبرية كبديل!
غير أن ذلك ليس بالأمر السهل، فالخلايا الجذعية في حاجة إلى ظروف نمو خاصة، وتحت درجات حرارية ملائمة في حدود 37 درجة مئوية. ويجب أيضا حمايتها من البكتيريات والفطريات و وعزلها عن العالم الخارجي.
وهذه الظروف يمكن تحقيقها داخل المختبر عندما يتعلق الأمر بكميات صغيرة ولكن التحدي الكبير يكمن في عمليات الانتاج بكميات كبيرة. وحتى في المختبرات المتخصصة توجد دائما صعوبات في تربية الخلايا الجذعية. هذا بالإضافة إلى العديد من المشاكل الأخرى ومن بينها مشكلة تصميم هيكل ثلاثي الأبعاد من الخلايا الجذعية. مع الإشارة إلى وجود العديد من النكسات عند صناعة الأعضاء من الخلايا الجذعية.
نمو وتغذية النسيج الثلاثي الأبعاد بالمواد الغذائية هو أمر طبيعي. حيث يتم بشكل طبيعي عند الحيوانات والبشر عبر الأوعية الدموية. ولكن حصول ذلك داخل المختبر يعد تحديا كبيرا للباحثين. ومن شأنه أن يكلف آلاف الدولارات ويحتاج إلى زمن طويل. واستثمار هذا القدر الكبير من الأموال ومن الوقت قد يلقى ترحيبا كبيرا في مجالات صناعة الأعضاء البشرية، وليس فقط بهدف إنتاج الشرائح اللحمية.
هدف بعيد المنال
مارك بوست يسعى الى توزيع الهامبرغر المصنع من الخلايا الجذعية في الأسواق خلال عشر حتى عشرين سنة - وذلك بسعر مناسب لا يتعدى دولارا واحدا. ولكن هذا الهدف يبدو بعيد المنال نظرا للعديد من الصعوبات، فتحقيق رؤية الباحثين في حاجة لملايين الدولارات، التي يمكن استثمارها في أبحاث عملية أخرى وأكثر أهمية. وهذا يعني أن عشاق اللحوم يجب عليهم الاكتفاء في السنوات القادمة بكميات أقل من الهامبرغر وشرائح اللحم المقلية. إن ذلك أرخص سعرا وأفضل صحيا.