هجمات باريس... مخاوف من تداعياتها على اللاجئين والمسلمين
١٥ نوفمبر ٢٠١٥أخذ البعض يستغل هجمات باريس الدموية للتحريض على اللاجئين وللإدعاء أن استقبالهم يحمل مخاطر كثيرة على الأمن والسلم الاجتماعي، وهو ما عبر عنه على سبيل المثال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الذي قال "إن هناك مخاطر أمنية هائلة مرتبطة بالهجرة وكلنا أمل في أن يفتح بعض الناس أعينهم الآن". لكن في نفس الوقت هناك أصوات تدافع عن اللاجئين والمسلمين عموما وتدعو لعدم تحميلهم المسؤولية بشكل جماعي عن أفعال لا علاقة لهم بها، لأن "المسؤول عن الهجمات في باريس عنصر مجرم وليس لاجئا أو ساعيا إلى اللجوء..وعلينا ألا نخلط بين الفئات التي تتوافد على أوروبا"، حسب قول رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
على الصعيد الألماني لم يكن الوضع مختلفا فقد وجد المعارضون لسياسة الحكومة الخاصة باللجوء تبريرا لحججهم المناوئة لاستقبال اللاجئين، وفي المقابل هنا من يدعو للعقلانية وعدم تحميل آلاف اللاجئين تبعات أفعال فردية ليس لهم علاقة بها.
وتدور هذه المعارك الكلامية في وسائل الإعلام وبالذات في مواقع التواصل الاجتماعي إلى حد أن موقع أحد أكبر المجلات في البلاد "شبيغل" أغلق باب التعليقات على الموضوعات المتعلقة باللاجئين، نظرا للعدد الكبير من التعليقات التي تتضمن "شتائم وإهانات" ما يحول دون القدرة على مراقبتها وتحريرها، كما ذكر الموقع. فيما حذر موقع قناة إخبارية تلفزيونية شهيرة في ألمانيا "تاغسشاو" زواره على صفحة فيسبوك من أنه سيتم حذف التعليقات التي "تساوي بين المسلمين والإرهابيين"، وهذا من النادر أن تلجأ إليه وسيلة إعلامية ألمانية.
وزير العدل الألماني هايكو ماس غرد على صفحته في تويتر يقول إنه "لا ينبغي لأحد أن يستغل هجمات باريس للتحريض على اللاجئين أو على المسلمين المسالمين في بلادنا".
هذه التغريدة للوزير الألماني قوبلت بسيل من التعليقات المؤيدة والمعارضة، فقد طالبه أحد المغردين بـ"مراقبة الناس الذين يدخلون إلى البلاد، بدلا من رفع شعارات مناوئة للذين ينتقدون سياسة اللجوء"، فيما تساءل أحدهم قائلا "هل صورة المسلمين بالنسبة لوزير هايكو ماس أهم من أمن مواطنيه؟". وعلق آخر قائلا "أهذا هو ما يقلق وزير العدل عندنا في هذا الوقت وفي هذه اللحظة؟ شيء مخجل"، فيما عبر آخر عن اعتقاده أنه "وسط هذا الكم الهائل من المهاجرين يتخفى إرهابيون، وهايكو ماس يريد أن نبقى صامتين حيال ذلك".
ميشائيل روث، عضو البرلمان الألماني عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني والوزير المكلف بالشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية الألمانية، غرد على حسابه بتويتر يقول "لسنا بحاجة لا إلى لغة التملق ولا لبت المخاوف، فالحديث بشأن اللاجئين يزداد سوءا. إننا بحاجة إلى لغة التشجيع وليس لأصوات زرع الخوف".
إحدى المغردات ردت على السياسي الألماني تقول : نحن بحاجة إلى سياسيين شجعان يجنبونا بؤس العالم، فنحن لسنا مسؤولين عن كل العالم"، في إشارة منها إلى مشكلة اللاجئين. فيما قال آخر "على الحزب الذي وصف مراكز استقبال للاجئين بأنها بمثابة معسكرات اعتقال، عليه أن يصمت"، في إشارة إلى معارضة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لفكرة إقامة مراكز استقبال حدودية للاجئين وضرورة فحص شروط قبولهم كلاجئين قبل قرار الموافقة أو الرفض.
من جانبها غردت كاترين غورينغ ـ إكارد، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، تتساءل على خلفية هجمات باريس عما إذا كان هذا العدد الكبير من المسلمين واللاجئين هو المسؤول؟ وتجيب بالقول "كلا، إنهم يهربون من (الإرهاب)، يجب علينا الدفاع عن قيم الديمقراطية والحرية. وهذا يسري على الجميع".
أما فوكر بك، عضو البرلمان الألماني عن حزب الخضر، والناشط في مجال حقوق الإنسان، فقد غرد معلقا على قول المستشارة الألمانية "نحن نعرف أن حياتنا في الحرية أقوى من أي إرهاب"، إذ قال على حسابه على تويتر : يجب علينا أن نقف معا ضد الكراهية والإرهاب، اللذين يستهدفان تقسيمنا كمجتمع".
كذلك على خلفية هجمات باريس كتب هورست سيهوفر، رئيس وزراء بافاريا في حسابه على فيسبوك يقول " بالنسبة لنا هناك شيئ واضح وهو أنه يجب أن تكون لدينا صورة واضحة عن من يأتي إلى بلدنا، ومن يقيم فيه ومن يمر عبره. يجب أن نطبق القواعد القانونية التي للأسف تم تعطيل العمل بها منذ أسابيع".
كما اعتبر زيغمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على حسابه على فيسبوك بأنه يجب ان لا نسمح بأن يصبح القتلة من تنظيم داعش مساعدة لتحريض اليمين الراديكالي. "فاليمين الراديكالي سوف يحاول استغلال ضحايا باريس لدعايته ضد اللاجئين المسلمين".