1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هدف إسرائيل "القضاء" على حماس.. فماذا بقي من قوتها العسكرية؟

٢٧ أبريل ٢٠٢٤

منذ أكثر من نصف عام تدور الحرب في غزة، دمرت إسرائيل خلالها جزءا كبيرا من قدرات حماس العسكرية، لكن رغم ذلك لا تزال لديها قدرة على مواصلة القتال، وهناك مؤشرات تدل استمرار خطورتها على إسرائيل، كما يقول خبراء.

https://p.dw.com/p/4eRip
جنود إسرائيليون في نفق لحماس في قطاع غزة 15.12.2023
يعتقد أنه لا تزال نصف شبكة أنفاق حماس قائمة وتعتبر مشكلة كبيرة للجيش الإسرائيلي صورة من: Amir Cohen/REUTERS

من حيث المبدأ كان هناك اتفاق بين ممثلي إسرائيل والولايات المتحدة في اجتماع عقد عبر دائرة فيديو مغلقة يوم الاثنين (الأول من أبريل/ نيسان 2024) على أنه من أجل الانتصار على حماس، يجب أن تهاجم إسرائيل رفح أيضا . "المجتمعون كانوا متفقين على الهدف المشترك، وهو هزيمة حماس في رفح"، حسب ما جاء في بيان نشر بعد الاجتماع. "الجانب الأمريكي أعرب عن قلقه، ووافق الجانب الإسرائيلي على أخذ هذه المخاوف بعين الاعتبار".
وأشار البيان إلى أن حماس لم تهزم عسكريا بعد. فبعد مرور أكثر من ستة أشهر على الحرب لا تزال تقاتل الجيش الإسرائيلي، ولا يعرف كم سيدوم ذلك. إذن كم هي قوية حماس. 


من الصعب التحقق من الأرقام
لا يمكن الإجابة بدقة على السؤال عن مدى قوة حماس، يقول المحلل السياسي البريطاني هشام هيلير من المعهد الملكي لدراسات الأمن والدفاع في لندن. فكلا الجانبين (إسرائيل وحماس) لديهما مصلحة في التأكيد على انتصاراتهما. ويقول هيلير "طبعا تريد حماس أن تقول إنها لم تتلق ضربة قوية وأن لديها أسلحة قوية، أو شيئ من هذا القبيل". ويضيف "وعكس ذلك يريد الإسرائيليون القول إنهم كانوا ناجحين جدا في تحقيق أهدافهم. وفي هذا الصدد فإن هناك الكثير من الدعاية لدى الجانبين. وأظن أنه ستكون هناك مبالغة من الإسرائيليين، حيث أنهم شاركوا في الكثير من العمليات التي تطلبت الكثير من الضحايا". 

صورة من الأرشيف لبعض أسلحة حماس في قطاع غزة
دمر الجيش الإسرائيلي جزءا كبيرا من ترسانة أسلحة حماسصورة من: Majdi Fathi/APA Images/ZUMA Press/picture alliance


آثار واضحة جدا
إن  آثار التدخل العسكري واضحة جدا، يقول جيل مورسيانو، المدير التنفيذي لمركز أبحاث "المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية". فعدد الصواريخ التي يتم إطلاقها على إسرائيل قد تراجع بشكل كبير ليس في محيط تل أبيب فقط وإنما في المناطق الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة أيضا. وحسب مورسيانو "فإن عدد القذائف والخسائر في هذه المنطقة قد تراجع بشكل كامل تقريبا"، وذلك نتيجة عمليات الجيش الإسرائيلي في وسط غزة وتدمير خطوط الإنتاج الرئيسية للأسلحة المتطورة والصواريخ والمسيرات وغيرها من الأسلحة. "وهذه خسارة كبيرة للقدرات العسكرية التي بنتها حماس خلال سنوات طويلة".

ويذكر أن حماس هي منظمة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها الولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخر كمنظمة إرهابية.

أما ميشائيل ميلشتاين الضابط السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية والباحث الآن في مركز موشي دايان بجامعة تل أبيب، فيعتقد أنه قد تم تدمير حوالي 70 إلى 80 بالمائة من ترسانة صواريخ حماس، بالإضافة إلى ذلك تفتقد حماس المزيد من المكونات اللازمة، ويقول ميلشتاين "الجزء الأكبر من الإمدادات اللازمة كان يأتي كبضائع مهربة عبر معبر رفح، الذي تتم مراقبته بشكل كبير الآن، لذلك تكاد حماس لا تتلقى إمدادات الآن".
مع العلم أن الأنفاق لا تزال تسبب مشاكل للجيش الإسرائيلي، يقول ميلشتاين، ويضيف "أظن أن حماس لا تزال تحافظ على ما لا يقل عن نصف أنفاقها" وهذا ما يجعل من الصعب التكهن بتحركاتها ويوفر الحماية لمقاتليها.

أنفاق حماس، هل تغرقها إسرائيل بمياه البحر؟


خسائر بشرية كبيرة في صفوف حماس

من الناحية البشرية لحقت خسارة كبيرة بحماس، حسب ما يراه كوبي ميشائيل، المحلل العسكري في مركز الأبحاث الإسرائيلي "معهد دراسات الأمن القومي". فقد دمر الجيش الإسرائيلي 20 كتيبة من أصل 24 كتيبة لحماس، حتى أواسط مارس/ آذار حسب ما نشره المعهد على موقعه الإلكتروني. كذلك تم تدمير أهداف استراتيجية ومصانع أسلحة تابعة لحماس، لكنها لا تزال قادرة على تجديد نفسها بناء على القدرات المحدودة. وهكذا لا تزال الميليشيات تستطيع أن تؤذي القوات الإسرائيلية "، لكن من دون القدرات الصاروخية المتقدمة التي تم إظهارها خلال هذه الحرب".

وهذا ما يراه مورسيانو أيضا، فصحيح أن حماس يمكن أن تقوم ببعض العمليات ضمن مجموعات صغيرة بموجب تكتيك حرب العصابات، لكنها لم تعد فعالة على مستوى الكتائب. ولا تزال هناك أربع كتائب في رفح "قد أضعفها الجيش الإسرائيلي لكنها لا تزال فعالة".

مع العلم أن إسرائيل تواجه تحديا، يقول ميلشتاين، إذ أن الجيش قتل حوالي ثلث مقاتلي حماس البالغ عددهم 30 ألف، ولا يزال لديها نحو 20 ألف مقاتل، ويمكن لحماس سد هذا العجز بسرعة. ويوضح ميلشتاين "لا تحتاج حماس لفعل الكثير من أجل تجنيد الشباب الفلسطينيين. فهذا لن يشكل أي مشكلة تقريبا، حيث هناك في قطاع غزة شبان كثيرون يريدون الالتحاق بصفوف حماس". 

آثار الدمار في قطاع غزة في مخيم دير البلح 20.03.2024
خلفت الحرب دمارا كبيرا في قطاع غزةصورة من: Ashraf Amra/Anadolu/picture alliance

حاجة لبديل سياسي في قطاع غزة

وهكذا يمكن أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة لفترة طويلة، حسب تقرير صادر عن مكتب مدير المخابرات الوطنية، والذي جاء فيه "سينشغل الجيش بتحييد البنية التحتية لحماس تحت الأرض" وهذا سيمكن حماس من الاختباء والتعافي ومفاجأة القوات الإسرائيلية من جديد.

لكن يجب عدم السماح بأن تشكل حماس تهديدا كما كان الأمر قبل بضعة أشهر، يقول هيلير ويضيف "لا أظن أن حماس قادرة على شن هجوم مماثل لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وفي هذا السياق ربما تكون قد تعرضت لانتكاسة قوية".

لكن هناك حاجة إلى حملة سياسية، يقول جيل مورسيانو، ويضيف "هناك حاجة لبديل سياسي في قطاع غزة. فإذا لم يتم تحقيق ذلك، فإن النجاحات العسكرية لا تحقق شيئا في النهاية. يجب منع حصول فراغ سياسي في قطاع غزة. لأن هذا الفراغ سيتم ملؤه عسكريا من جديد".


أعده للعربية: عارف جابو

DW Kommentarbild | Autor Kersten Knipp
كيرستن كنيب محرر سياسي يركز على شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا