هدوء نسبي في الأسواق المالية بعد تخفيض الفائدة في الولايات المتحدة
٢٢ يناير ٢٠٠٨خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي وهو بمثابة المصرف المركزي الأمريكي /fed سعر الفائدة الرئيسية بمقدار 0.75 نقطة، من 4.25 إلى 3.5 بالمائة. وجاء هذا التخفيض على ضوء الانهيارات الدراماتيكية التي شهدتها الأسواق المالية العالمية يومي أمس واليوم. وعلل المجلس التخفيض في ازدياد مخاطر النمو التي تهدد بالركود الاقتصادي لاسيما في قطاع العقارات وسوق العمل. ولم يبدي المصرف مخاوفه من حدوث تضخم بمعدلات لا يستطيع السوق استيعابها.
استقرار نسبي في الأسواق
خطوة المصرف الاتحادي الأمريكي التي لم تكن متوقعة بهذه السرعة ساعدت على منع أسواق الأسهم الأمريكية والأوروبية من التذبذب الحاد بين صعود وهبوط. وعلى ضوء ذلك ساد ما يمكن تسميته بالهدوء النسبي في هذه الأسواق. فقد بدأ مؤشر داو جونس نشاطه اليوم بتراجع زاد على 3 بالمائة، ثم تحسن الوضع عند المساء بحيث أصبح التراجع بحدود أقل من 1.5 بالمائة عند المساء. أما البورصات الأوروبية فقد افتتحت على تراجع مماثل قبل أن ترتفع مجدداً بشكل طفيف عند المساء.
غير إن معظم المراقبين ينظرون إلى خطوة المصرف الاتحادي الأمريكي على إنها غير كافية في نظر المستثمرين والأسواق. وهو الأمر الذي يعني بأنه يجب على المصرف المذكور وعلى نظيره الأوروبي القيام بمزيد من التخفيض. وشكك نوربرت فالتر الذي يتولي إدارة قسم البحوث الاقتصادية في البنك الألماني/ دويتشه بنك بفعالية الخطوة الأمريكية. وقال في مقابلة مع دويتشه فيله: "اعتقد بان الأسواق ستشهد المزيد من التراجع، رغم ذلك فإن الوقت مناسب الآن لشراء الأسهم والاستثمار في البورصة".
الأزمة أصابت البورصات العربية
عربياً تراجعت البورصات العربية اليوم متأثرة بالانهيارات التي أصابت مثيلاتها الآسيوية والأوروبية والأمريكية يومي أمس واليوم. كما جاء التراجع على ضوء تزايد المخاوف من تراجع أسعار النفط ومعه إيرادات الدول العربية النفطية واستثماراتها. ففي المملكة العربية السعودية تراجعت مؤشر الأسهم بنسبة بشكل حاد وصلت إلى 10 بالمائة. وهبط المؤشر العام لأسعار الأسهم في بورصات الكويت وأبو ظبي ودبي إلى أكثر من 6 بالمائة هذا اليوم. وشهدت مؤشرات الأسهم العربية الأخرى في مصر والأردن تراجعات مماثلة. ومن المتوقع أن تعود الأسواق العربية للاستقرار مجدداً بعد الهدوء النسبي الذي ساد اليوم في أوروبا والولايات المتحدة.