هل السياسة سبب كارثة الأهلي في مونديال الأندية؟
٢٤ ديسمبر ٢٠١٣بهزيمة قاسية بـ 1/5 أمام مونتيري المكسيسكي أنهى فريق الأهلي المصري مشواره في بطولة كأس العالم للأندية التي اختتمت في مراكش السبت (21 ديسمبر/ كانون الأول 2013) وفاز بها فريق بايرن ميونيخ بعد فوزه على الرجاء البيضاوي المغربي مفاجأة البطولة، والذي "شرف الكرة العربية والإفريقية"، حسب ما يرى هيثم فاروق نجم منتخب مصر السابق والمحلل الكروي الحالي.
وقبل انطلاق بطولة كأس العالم العاشرة للأندية في المغرب أخذ عشاق وأنصار فريق الأهلي المصري يتوعدون جماهير بايرن ميونيخ على صفحات التواصل الاجتماعي، بأن الأهلي سوف يهزم فريقهم في مونديال الأندية ويفعل به الأفاعيل. لكن هذه الجماهير المفرطة في التفاؤل فوجئت بفريق يخسر مباراته الأولى أمام غوانزو الصين بهدفين لصفر، ثم يهزم بالخمسة أمام مونتيري المكسيسي ليعود إلى مصر خالي الوفاض.
المفاجأة لم تكن لجماهير الأهلي فقط وإنما "كانت للصحفين ولأعضاء الفيفا أنفسهم"، حسب ما ذكر لـ DW خالد البرحلي رئيس القسم الرياضي بموقع هسبريس المغربي. "الأهلي ظهر بشكل مترهل ومفكك الخطوط وضعيف جدا، مع أنه كان بإمكانه الفوزعلى الفريقين الذين قابلهما"، حسب ما يرى البرحلي.
وعلى العكس من ذلك يرى الكابتن هيثم فاروق، الذي لعب لعدد من الأندية الأوروبية والمصرية أن "النتائج كانت متوقعة، فقد كنت أتوقع أن يخسر الاهلي المبارياتين لكن الأداء كان غير متوقع." حسبما ذكر فاروق في حديثه مع DW. ويضيف هيثم : "إن الفارق بين غوانزو الصيني والأهلي المصري كبير جدا لصالح الفريق الصيني، بسبب العامل المادي والمحترفين الأجانب في الفريق الصيني".
السياسة وأزمة "رابعة"
وينبه خالد ممدوح، رئيس القسم الرياضي بقناة MBC إلى أن هناك ظروفا كثيرة لا يتسع المجال لذكرها تسببت في ظهور الأهلي بهذا الشكل، "على رأسها الظروف السياسية التي تمر بها مصر." ويضيف: "مجرد فوز الأهلي بدوري أبطال إفريقيا يعد إنجازا ضخما جدا نظرا لتوقف النشاط الرياضي منذ سنتين."
أما هيثم فارق فيلفت الأنظار إلى أن لاعبي الأهلي "يؤدون مباراة رسمية واحدة كل ثلاثة أسابيع، ومهما أديت من مباريات ودية فلن يمنح ذلك اللاعبين الإحساس بالمباريات الرسمية." ويرى هيثم أن مباراة الأهلي مع مونتيري المكسيسكي عليها علامات استفهام كثيرة وأنها تشبه سيناريو مباراة مصر وغانا في تصفيات كأس العالم التي منى فيها الفريق المصري بهزيمة غير مسبوقة إفريقيا بـ 1-6 .
. بينما يذكر خالد ممدوح أن إيقاف أحمد عبدالظاهر لاعب الأهلي بسبب "إشارة رابعة" قد أثر نفسيا على اللاعبين، فهو "زميل لهم" بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع ما فعله عبدالظاهر، حسب قول ممدوح، الذي تابع في حديثه مع DW "داخل الفريق هناك انقسام سياسي فاللاعبون بشر."
الأخطاء الفنية
ويرى ممدوح، الذي يعشق الأهلي منذ صغره، أن هناك أخطاء كثيرة أخرى، لا تتعلق بالسياسة، ساهمت في ما حدث في مونديال الأندية، وعلى رأسها هبوط مستوى بعض اللاعبين. " مع كامل الاحترام لتاريخ الكابتن إكرامي (الأب) في النادي الأهلي، شريف إكرامي لا يصلح ليكون حارسا للنادي الأهلي،... ولا أحد يتكلم عن ذلك." ويتابع خالد ممدوح: "هناك لغز كبير اسمه عبدالله السعيد، فمنذ انتقاله للأهلي لا نتذكر له سوى مباراة أو اثنين أدى فيهما (جيدا) كما كان يؤدي في فريق الاسماعيلي." كما أنه كان يجب ألا يبدأ عماد متعب مباراة غوانزو؛ لأنه عائد من إصابة، إضافة إلى إصابة أبوتريكة وعدم وجود صانع ألعاب بديل له في الشوط الثاني.
بينما يذكر هيثم فاروق أن تقدم السن من أسباب إنهيار الفريق وأن هذه البطولة ستضع حدا لأكثر من لاعب ويضيف "لكن يجب ألا نقسو على اللاعبين والجهاز الفني."
أما خالد البرحلي فيختم حديثه بالقول:"هناك مبررات للهزيمة الثقيلة في المباراة الأولى والثانية، لكن الأهلي فريق كبير، وسيبقى كبيرا لأنه يمتلك مقومات الفريق الكبير."، حسب تعبيره.