هل تنجح شركات التبغ في التحول إلى "بدائل أقل ضرراً"؟
٢٨ فبراير ٢٠٢٣أدى الاعتراف بآثار دخان التبغ المدمرة للصحة إلى تقليل القبول الاجتماعي للتدخين، وإلى فرض قيود واسعة النطاق على التدخين في الأماكن العامة، وحظر إعلانات الدعاية للتبغ، وإلى تنظيم حملات مناهضة للتدخين، وفرض ضرائب أعلى على السجائر.
لذلك تحولت شركات تصنيع التبغ إلى بدائل "أقل ضرراً" وخالية من دخان التبغ، مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المُسخّن وأكياس النيكوتين. ويتم حاليا الضغط على شركات تصنيع التبغ من هذه الجبهة أيضا.
ففي ألمانيا، على سبيل المثال، بدأ في الاول من كانون الثاني/يناير حظر إعلانات منتجات التبغ المُسخن في الأماكن العامة، مما أدى إلى إزالة اللوحات الإعلانية وأعمدة الإعلانات الخاصة بمنتجات "أيكوس" التابعة لشركة صناعة السجائر الأمريكية "فيليب موريس إنترناشونال"، ومنتجات "جلو" التابعة لشركة التبغ البريطانية الأمريكية.
من ناحية أخرى، من المقرر أن يتم حظر إعلانات الدعاية للسجائر الإلكترونية في الأماكن العامة اعتبارا من عام 2024. ومع ذلك، هناك مقاومة حاليا من جانب شركات تصنيع التبغ.
ويقول ألكسندر نوسباوم، رئيس الشؤون العلمية والطبية في شركة "فيليب موريس إنترناشونال" بألمانيا، إنه نظرا لأن هناك العديد من المدخنين غير القادرين أو غير الراغبين في الإقلاع عن التدخين تماما، فمن الأفضل أن يتحولوا إلى البدائل الخالية من دخان التبغ، مثل منتجات التبغ المُسخن.
لذلك فإنه من الضروري نشر معلومات عامة واسعة النطاق عن هذه المنتجات. ويقول نوسباوم "إن استخدام السجائر الإلكترونية أو منتجات التبغ المسخن له احتمالية ضرر أقل من الاستمرار في التدخين"، مضيفا أنه "مازال لا يوجد وعي بهذا الأمر على نطاق واسع حتى الآن".
ويشار إلى أن شركة "فيليب موريس إنترناشونال" لديها مصلحة اقتصادية كبيرة في المنتجات التي تعتمد على تقنية "تسخين التبغ بدون احتراقه"، والتي تعد إلى جانب السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين، جزءا من إجراءات التغيير باهظ الثمن من جانب الشركة.
واستثمرت الشركة ذاتها خلال الأعوام الأخيرة، 9 مليارات دولار على "المنتجات منخفضة المخاطر"، من أجل تأمين خط مربح من المنتجات في المستقبل، بينما تواجه مبيعات السجائر العادية قيودا قانونية أكثر صرامة.
وتهدف الإعلانات المكثفة المنتشرة في الشوارع لمنتجات "أيكوس" الخالية من دخان التبغ، إلى المساعدة في جعلها علامة تجارية واسعة الانتشار في الأسواق.
وتستخدم شركة "فيليب موريس إنترناشونال" في ألمانيا دراسة استقصائية حديثة طلبت من معهد "جي إف كيه" لأبحاث السوق ومقره نورمبرغ، أن يجريها، لدعم حجتها بأن المدخنين يجب أن يتم تثقيفهم بقدر أكبر بشأن "دور احتراق التبغ باعتباره السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين".
وتوصل الاستطلاع الذي شمل 1000 شخص من مدخني السجائر البالغين في ألمانيا، إلى أن 54% منهم لم يرغبوا في الإقلاع عن التدخين، بينما يرغب 17% منهم في الإقلاع عن التدخين من حيث المبدأ ولكنهم لم يعرفوا متى سيحاولون ذلك، فيما أراد 11% منهم الإقلاع عن التدخين مهما كلفهم الأمر، دون أن يحددوا وقتا لذلك.
ع.ا ( د ب أ)