هل سيكون زيدان الحصان الرابح في رهانات ريال مدريد؟
٥ يناير ٢٠١٦لا تتحمل الأندية الكبيرة البعد عن الألقاب. وإذا فشلت في الحصول على بطولة الشامبيونز ليغ، فيبقى أقل ما يمكن أمامها هو الفوز ببطولة الدوري المحلي، وبطولة الكأس. لم يمض أكثر من 216 يوما على استلام رفائيل بينيتيز مهمته كمدرب ريال مدريد، لكن المدرب الاسباني لم ينجح في دفع الفريق إلى الصدارة.
ففي الدوري الاسباني يسبقه برشلونة وأتيليكو مدريد، وهو خرج مبكرا من مسابقة كأس اسبانيا ولم يبق أمامه سوى التشامبيونزليغ والنتائج غير مضمونة مئة بالمئة، لذلك ومخافة غضب الجماهير الكبير اضطرت إدارة النادي إلى إقالة المدرب بينيتيز والبديل هو زين الدين زيدان، إذ سيقود حصته التدريبية الأولى في ملعب ريال سوسيداد اليوم الثلاثاء (05 يناير/كانون الثاني) حسبما أكد فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي.
ومن المعروف أن تمسك إدارة النادي الملكي بمدربيها مرهون بالنتائج التي يحققونها، وأكبر دليل على ذلك هو تخليها عن المدرب القدير كارلو أنشيلوتي، فرغم الألقاب التي حققها للفريق الملكي، لكن خروجه الموسم الماضي (2014/2015)خال الوفاض، دفع إدارة النادي لإقالته مباشرة، فهل ينجح زيدان في البقاء في هذا المنصب؟
صاحب الرقم 14 في 13 عاما
يعد زيدان المدرب رقم 14 الذي تعاقدت معه إدارة النادي خلال السنوات الـ13 الماضية، ويعرف عشاق الكرة أن علاقة زين الدين زيدان مع النادي الملكي ليست جديدة، فهي تعود إلى عام 2001، حينها دفعت إدارة النادي مبلغ قياسيا ( 65 مليون دولار ) لضمه من يوفينتوس الايطالي، ليكون بذلك أغلى لاعب كرة قدم في العالم آنذاك. لكن الأسطورة الفرنسية لم يخيب آمال إدارة النادي، ففي عام 2002 كان لزيدان الفضل في حصول الفريق الملكي على لقب دوري أبطال أوروبا (التشامبيونيزليغ) عندما فاز على باير ليفركوزن بنتيجة (2/1)، وفي الموسم التالي حصل مع فريقه على لقب الدوري الاسباني.
صحيح أن زين الدين زيدان من اللاعبين الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ النادي الملكي، إلا أن مهتمه الجديدة لن تكون سهلة أبدا، فهذه هي المرة الأولى التي يتسلم فيها مهمة تدريب واحد من فرق النخبة، أما التحدي الأكبر، فسيكون تحقيق النتائج التي ترضي جماهير النادي وإدارته، وهو ما وعد به في تصريحه عندما قال "سأبذل كل ما بوسعي ليتألق الفريق ثانية".
تركة بينتيز الثقيلة
لاشك أن تركة سلفه بينتيز ثقيلة، فالنادي الملكي هو الآن في المركز الثالث برصيد 37 نقطة، أي بفارق أربع نقاط عن أتليتيكو مدريد متصدر الدوري الاسباني وبفارق نقطتين عن غريمه برشلونة.
لا يختلف اثنان على الموهبة الكروية التي يتمتع بها زيدان، فهو عندما كان لاعبا عرف بقدراته التكتيكة وقدرته الخيالية على المرواغة والتحكم بالكرة فضلا عن ضرباته الرأسية المميزة، لكن بعض خبراء الكرة يرون أن خبرة زيدان كلاعب تختلف تماما عن خبرته كمدرب، فزيدان يشرف على تدريب فريق ريال مدريد الرديف منذ عام 2014، ونتائج الفريق في الموسم الماضي تجعل بعض المراقبين الرياضيين يشككون في قدراته التدريبية، إذ أنهى فريقه الموسم الماضي (2014/2015) وهو في المركز السادس.
هل يكون الأفضل لرونالدو وراموس؟
ومن جانب آخر، يرى بعض المراقبين أن زيدان يمتلك بعض المميزات التي تميزه عن سلفه، والتي ربما دفعت إدارة النادي تسليمه هذا المهمة، فزيدان كان المدرب المساعد لأنشيلوتي في موسم (2013/2014)، أي الموسم الذي نال فيه لقب بطولة دوري أبطال أوروبا بعد غياب دام 10 سنوات.
وزيدان هو لاعب مشهور، ما يجعله يحظى بشعبية عالية من قبل الجمهور، وأكبر دليل على ذلك ردود الأفعال التي وردت عبر شبكات التواصل الاجتماعي من جماهير النادي الملكي ومن قبل زملاء زيدان، إذ غرد كريستوف ميتسلدر مدافع ريال مدريد سابقا على موقعه على توتير قائلا "زين الدين زيدان وريال مدريد تركيبة مثالية"، والمهاجم ديدييه دروغبا هو الآخر كتب بالفرنسية مغردا "حظا سعيد أتمناه للأخ الكبير". الأمر الذي ربما يسهل مهمته في التعامل مع النجوم الكبار في النادي الملكي مثل كريسستيانو رونالدو وسيريجيو راموس، بشكل أفضل بكثير من مورينيو مدرب النادي الملكي الأسبق والذي أقيل من منصبه في نادي تشلسي الانكليزي مؤخرا.
وفي النهاية ومهما اختلفت الآراء في قدرة زيدان على النجاح في منصبه الجديد، تبقى النتائج هي الحاسمة في تقرير مصيره مع ريال مدريد!