هل نودع محطات الأغاني التلفزيونية في عصر الانترنت؟
١٧ ديسمبر ٢٠٠٩يتخذ موقع tape.tv (تيب تي في) من مبنى أحد المصانع مقرا له ويبعد عن قلب العاصمة برلين خمسة كيلومترات، فـ"تيب تي في" مشروع حديث العهد ولا يستطيع أصحابه دفع إيجارات مرتفعة في الأماكن المميزة في وسط المدينة. مع هذا، فالمشروع يسير بخطى جيدة لدرجة جعلت القائمين على الموقع يزيدون باستمرار من موظفي الموقع، حتى أصبح عددهم 25 فرداً، يحصلون على رواتبهم بانتظام. العاملون موزعون على طابقين في المبنى وتحمل ملامحهم سمات الشباب العصري، والمبنى موجود في منطقة برلين فايسنزيه وهي منطقة هادئة، لكنها مقبلة على إيقاع حياة أكثر سرعة.
المشاهد هو الذي يحدد ما يبث
الدخول على موقع tape.tv (تيب تي في) مسألة في منتهى السهولة ولا تحتاج سوى إلى جهاز كمبيوتر متصل بالانترنت وبعد دخولك الموقع، إما أن تستمع بما يقدمه من فيديوهات الأغاني أو أن تغادره وتذهب إلى غيره. ويبث الموقع الأغنية تلو الأخرى سواء كانت أغنية معاصرة أو كلاسيكية وذلك دون ظهور مذيعين قد يزعجون المشاهد، وبإمكان المشاهد أن يختار نوعية الفيديوهات التي يريد مشاهدتها حسب ذوقه، سواء كان يميل إلى موسيقى الهيب هوب أو البوب أو غيرها.
وسيشهد الموقع في العام القادم تجديدا بعد مرور عام على إنشائه ويشمل هذا التجديد مزيدا من الخصوصية والإمكانيات وتطوير الشكل الخاص بالموقع حسب ما يقول مديره كونراد فرتيش.
الموقع موجه للمهتمين بالموسيقى
كونراد فريتش يبلغ من العمر 40 عاماً وهو مخرج ومصمم إعلانات وأسس هذا الموقع سويا مع شتيفاني رينر، وكانا يجلسان بمفردهما قبل عام، أما الآن فيتوالى تشغيل موظفين معهم. ويحاول tape.tv (تيب تي في) أن يجمع بين منطق التلفزيون القديم المريح وذكاء الانترنت في آن واحد، ويوجه بثه إلى ثلاث مجموعات وهم مستمعو الموسيقى وأصحاب المعرفة الموسيقية وأخيرا خبراء الموسيقى.
موقع tape.tv (تيب تي في) يقدم فيديوهاته مجاناً ويحصل على تمويله حتى الآن من مستثمرين خاصين ويكاد الموقع يخلو من الإعلانات تماما، ويقول صاحب الموقع إن تيب تي في يشبه محلات بيع الأسطوانات، فبعدما تشترى من عنده مرتين، يعرف في المرة الثالثة بنفسه ما تريد. لذلك على مستخدم الموقع أن يعطي بعض المعلومات عن شخصيته والموسيقى التي يحبها وبعدها يمكن للقائمين على الموقع أن يصبحوا "أصدقاء جيدين، يقدموا له معلومات وينصحونه في المجال الموسيقي".
الكاتب: أندرياس ماين/ صلاح شرارة
مراجعة: سمر كرم