هل يكون كلينسمان المنقذ الجديد للطواحين الهولندية ؟
٢٨ مارس ٢٠١٧اسم المدرب الألماني يورغن كلينسمان مطروح ضمن الأسماء المرشحة للإشراف على المنتخب الهولندي بعد إقالة المدرب داني بليند إثر الهزيمة أمام بلغاريا في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا.
كلينسمان الذي كان يشرف مؤخرا على المنتخب الأمريكي جاء في المركز الثاني بعد لويس فان خال في استطلاع للرأي نظمته صحيفة دي تلغراف الهولندية حول المدرب الذي ترشحه الجماهير الهولندية لإحياء أمل المنتخب "البرتقالي" في التأهل للمونديال المقبل. فهل يمكن اعتبار كلينسمان فعلا المدرب المناسب للمنتخب الهولندي في الوقت الراهن؟
يملك كلينسمان خبرة كبيرة في عالم كرة القدم سواء كلاعب أو كمدرب، فقد سبق له التتويج بكأس العالم 1990 وبكأس أوروبا 1992 وقاد المنتخب الألماني لاحتلال المركز الثالث في مونديال 2006 الذي جرى بألمانيا، كما قاد منتخب الولايات المتحدة الأمريكية منذ 2011 حتى 2016.
القدرة على دعم المواهب الصاعدة
مجموعة عوامل ترجح كفة كلينسمان في الإشراف على منتخب الطواحين الهولندية منها: تفرغه في الوقت الحالي بعد انفصاله عن المنتخب الأمريكي، وذلك بخلاف بقية المرشحين مثل رونالد كومان مدرب إيفرتون وفيليب كوكو مدرب أيندهوفن، لكن منافسه الآخر والمرشح الأكبر لويس فان خال بدوره متفرغ وغير ملتزم مع ناد أو منتخب آخر بعد انفصاله عن مانشستر يونايتد صيف 2016.
نقطة أخرى تصب في صالح كلينسمان، هي قدرته على دعم المواهب الصاعدة وأسلوبه المميز في التعامل معها. وما حققه في مونديال 2006 مع المنتخب الألماني خير دليل على ذلك، حيث منح الفرصة للاعبين شباب من أجل إبراز إمكانيتهم مثل باستيان شفاينشتايغر ولوكاس بودولسكي وفيليب لام وفي نفس الوقت حملهم مسؤولية إنجاح الفريق. كما برهن كلينسمان على أنه يمكن صناعة النجاح بوسائل بسيطة مثلما ما فعل مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ما تؤكده شهادة اللاعب الأمريكي المحترف في فريق هامبورغ الألماني بوبي وود الذي قال "أعتقد أنه لو لم يكن كلينسمان مدربا للمنتخب الأمريكي لكنت قد اعتزلت الكرة".
وحسب بعض المحللين الذين يعلمون بخبايا الكرة الهولندية فإنّ المشكل الحالي في هولندا يكمن في " فئة الشباب" بين 16 و18 عاما. ويورغن كلينسمان قد يكون هو الحل بسبب قدرته على دعم المواهب الشابة.
كلينسمان أيضا بفضل تجاربه المختلفة قد يضيف أفكارا جديدة للمنتخب الهولندي الذي ظل في السنوات الماضية يعتمد على نفس المدربين المتناوبين على تدريب المنتخب البرتقالي وهم غوس هيدينك، ديك أدفوكات وداني بليند الذي سبق له أيضا العمل كمساعد للويس فان خال.
وسبق لكلينسمان أن حقق نتائج مبهرة مع المنتخب الأمريكي، حيث فاز معه بكأس الكونكاكاف الذهبية وبلغ معه دور نصف النهائي في كوبا أمريكا. كما منح لكرة القدم في أمريكا شعبية غير مسبوقة خاصة خلال كأس العالم 2014 الذي تأهلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية لثمن النهائي. كل ذلك منح صاحب الأعوام الأثنين والخمسين ثقة كبيرة فيما قدم حتى الآن. وعبر كلينسمان عن ذلك في تصريح لصحيفة مورغن بوست الألمانية بقوله "أعتقد أن ما قدمته لحد الآن لم يكن سيئا، لذلك فأنا على يقين أن هناك أبواب أخرى ستفتح أمامي".
افتقاده للشخصية الصارمة
وأمام هذه الإيجابيات التي تجعل كلينسمان مدربا مناسبا للمنتخب الهولندي، هناك معطيات أخرى تقول عكس ذلك، أهمها قدرته القيادية. فمن المعروف على كلينسمان أنه لا يتمتع بشخصية حادة وهذا في نظر الكثيرين شيء يحتاجه المنتخب الهولندي في الوقت الراهن كما يؤكد الدولي الهولندي السابق بيير فان هويدونك الذي قال "المنتخب الهولندي شاب ويفتقد للثقة في النفس. ويحتاج لشخصية مثل فان خال لديه قدرة التعامل بصرامة وسلطوية مع اللاعبين وإعطائهم تعليمات واضحة".
نقطة أخرى لا تصب في صالح كلينسمان وهي تفضيل هولندا لمدربين محلين، إذ كان النمساوي إيرنست هابيل آخر مدرب أجنبي يشرف على منتخب الطواحين الهولندية وكان ذلك خلال موسم (1977ـ1978). وبعدها تناوب فقط مدربون هولنديون على منصب المدير الفني للمنتخب. ولا يبدو أن هذه القاعدة سيتم خرقها الآن بإسناد مهمة التدريب لمدرب غير هولندي.
وبالنظر لكل ما سبق يبقى كلينسمان إسما مناسبا لتدريب المنتخب الهولندي وربما أكثر مما يعتقد البعض، لكن وجود فان خال ضمن المرشحين يجعل حظوظه صعبة، لأن أغلب الهولندين يرغبون في عودة "الجنرال" إلى قيادة الطواحين الهولندية من جديد.