وأخيراً.. موسم المهرجانات الموسيقية ينطلق مجدداً في أوروبا
٨ يونيو ٢٠٢٢انطلق موسم المهرجانات في أوروبا أخيراً، مع بداية يونيو/حزيران.
ففي ألمانيا، حضر عشرات الآلاف مهرجاني Rock am Ring و Rock im Park ، واستمتع الحضور بعروض نحو 70 فرقة موسيقية.
وفي إسبانيا، سيتم افتتاح مهرجان صوت بريمافيرا Primavera Sound في برشلونة، وكذلك عدة مهرجانات موسيقية صغيرة في الفترة من 9 إلى 12 يونيو/حزيران
وفي الدنمارك تنطلق مهرجانات الإعصار Hurricane وساوث سايد في عطلة نهاية الأسبوع في الفترة من 25 يونيو إلى 2 يوليو.
ويبدو أن الكثيرين لديهم حماس شديد وتفاؤل قبل بدء موسم المهرجانات وذلك بعد فترة انقطاع إجباري استمرت عامين بسبب القيود المشددة التي فُرضت للحد من انتشار جائحة كورونا؛ والجميع حريص على تعويض مافات، من خلال الاختلاط والرقص والاحتفال وقضاء وقت ممتع بعد هذا الوقت الطويل في المنزل.
وتقدم الأحداث الثقافية الشعور بالانتماء للمجتمع مثل المهرجانات الموسيقية. سواء كنت من عشاق موسيقى الميتال أو الموسيقى الإلكترونية الناعمة، فإن المهرجانات في ألمانيا وجيرانها تقدم مجموعة متنوعة ومختلفة من أشكال الموسيقى.
أخيراً أطلق العنان مجدداً
يقول يوناس رودي، رئيس الاتصالات في شركة FKP Scorpio Concert Productions، التي تنظم من بين أشياء أخرى أشياء مهرجان "الإعصار" الألماني: إن التذاكر قد بيعت بالكامل، وأضاف لـ DW: "ينصب تركيزنا في النهاية على تقديم المهرجان الذي وعدنا به معجبينا بالشكل الملائم".
وحتى في الوقت الذي يتطلع فيه الجهور بفارغ الصبر إلى مهرجانات صيف 2022، يشعر المنظمون بالقلق والتوتر. يقول رودي إن إجهاد الوباء والخسائر الاقتصادية التي تصل في بعض الأحيان إلى 95٪ سببت خسائر لم يسبق لها مثيل.
وتقول الشركة إنها كانت محظوظة لأنها تمكنت بشكل أو بآخر من الحفاظ على فريقها من العاملين طوال الوباء. وأضاف رودي أن رواد المهرجان احتفظوا بالتذاكر التي اشتروها لفعاليتي 2020 و 2021 وقال: "نود أن نشكرهم على ذلك، خاصة وأن هذا كان خياراً شخصياً لهم دون أي التزام من جانبهم".
عدد أقل من الموظفين المدربين
ومع ذلك، لم تسر الأمور بشكل سلس نسبيًا لجميع منتجي الحفلات الموسيقية. قال هولغر يان شميت، الأمين العام لمهرجان يوروب للموسيقى الأوروبية: "قد يكون الوباء أسوأ شيء يمكن أن يحدث لثقافة مثل ثقافتنا".
على مدى العامين الماضيين فقدت الصناعة العديد من المهنيين ذوي الخبرة، ومعظمهم من المهنيين المستقلين الذين ذهبوا إلى أماكن أخرى، وفقًا لشميت الذي قال لـ DW: "يبحث العديد من منظمي المهرجانات ومقدمي الخدمات عن موظفين لديهم الخبرة في التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجمهور"، وأضاف أن الأمر "سيستغرق سنوات لتقديم تعويضات مناسبة على جميع مستويات المهرجانات بسبب الجائحة".
وقال إن العدد الكبير من الأحداث المؤجلة من السنوات السابقة يخلق طلبًا أكبر بكثير على الموظفين والمواد المتعلقة بالمهرجانات مما يمكن أن توفره السوق.
وأشار شميت إلى "الزيادات الهائلة في الأسعار بسبب قلة توافر المواد والموظفين، وزيادة تكاليف الطاقة، والتضخم والتكاليف الإضافية التي تكبدها العاملون في المجال للحفاظ على فرق العمل خلال الوباء". وقال إن سوق المهرجانات في أوروبا غير متجانسة، لكنها لا تزال تمثل تحديًا للجميع تقريبًا، مضيفًا أنه واثق من أن "المشهد الإبداعي سيواجه التحدي بنجاح ويطلق سحراً خاصاً للغاية هذا الصيف لا يمكن لأحد آخر أن يقدمه سوانا".
مهرجان روسكيلد
ويعد مهرجان روسكيلد في الدنمارك، أحد أكبر الأحداث الموسيقية في أوروبا وواحد من أشهر مهرجانات موسيقى الروك والبوب في العالم، ويتميز بسحر خاص، ويجذب الكثير من الحضور والفرق الموسيقية على حد سواء.
لكن روسكيلد هو أكثر بكثير من مجرد مهرجان رائع - إذ يعده البعض بمثابة مهرجان "وودستوك أوروبي". كما أنه مهرجان غير ربحي، إذ يتم تحويل الأرباح إلى الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الثقافية في جميع أنحاء العالم.
وفي الأوقات التي يبحث فيها الناس عن أشكال بديلة للاقتصاد وأنماط الحياة، يلعب روسكيلد دوراً رائداً. ولمرة واحدة في السنة، تصبح المدينة الصغيرة التي تحمل الاسم نفسه منطقة جذب عالمية إذ يشارك نحو 130 ألف شخص في المهرجان، كما أن شخصاً واحداً على الأقل من بين أربعة أشخاص من العاملين هو من المتطوعين.
وقد عانى مهرجان روسكيلد أيضاً بشكل كبير من تبعات الوباء، والكثير من الأشخاص الذين عمل معهم فريق المهرجان لسنوات، لن يكونوا حاضرين هذا العام. وحتى الاحتفالات بالذكرى الخمسين للمهرجان، والتي كانت ستقام في عام 2020، كان من غير الممكن أن تتم بالشكل الذي كان يأمله المعجبون والمنظمون، ما جعل الفرح بعودته هذا العام أكبر.
واحتفظ معظم زوار روسكيلد بتذاكرهم؛ إذ تم بيع كافة تذاكر المهرجان قبل انتشار الوباء. ويستفيد المهرجان أيضاً من حقيقة أن العديد من المتطوعين يعملون في وظائف مرتبطة بعملهم في المهرجان، لذلك لم يكن هناك نقص في أفراد الأمن ذوي الخبرة على سبيل المثال، وفقًا للمسؤول عن الأمن مورتن تيركيلسن.
يقول ثيركيلسن لـ DW: "إننا نتطلع إلى المستقبل"، مضيفاً أنه بالنسبة لمنظمي مهرجان روسكيلد فإن "أهم شيء هو القيام بشيء ما للشباب في المجتمع وتغيير الأشياء إلى الأفضل بالنسبة لهم".
يقدم المهرجان 5000 تذكرة إضافية لمن تقل أعمارهم عن 25 عاماً. يقول تيركيلسن: "يعتني شبابنا ببعضهم جيداً، لكن مستوى الحماس هذه المرة ربما يكون أعلى قليلاً من المعتاد. لدى الجميع ذلك الشعور بأننا قد عدنا، ونتيجة لذلك، ستكون هناك الكثير من الأمور الجيدة خصوصاً للجماهير من الشباب الجدد على مشهد المهرجان".
ولأول مرة منذ عقود، سيتعين على المشجعين الاستغناء عن تقليد طويل الأمد، وهو دخول آلاف الأشخاص إلى أرض المهرجان في الوقت الذي يبدأ فيه الحدث، وهو التقليد الذي تم تعليق العمل به.
فيليب جيديك/ع.ح.