لقد حدث الكثير بالفعل: في عام 2020 تم سحق الانتفاضة الشعبية في بيلاروسيا، وشمل ذلك الفنانين. أما هذا العام فشهد الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي يهدد أيضا هويتها الوطنية والثقافية. لقد أدرك قائد الأوركسترا البيلاروسي فيتالي ألكسينوك وزملاؤه الموسيقيون من مدينتي كييف ومينسك أن الوقت قد حان لخوض غمار الشؤون السياسية؛ قال ألكسينوك: "لم يكن لدينا وقت للبكاء، أو التأمل فيما جرى، بل توجب علينا الفعل، فهذا وقت الأفعال." وقام كمدير فني لمهرجان خاركيف الموسيقي، بالعمل في أوكرانيا أيضا. والآن جمع بمجهود فردي فرقة صوفيا لموسيقى الحجرة بأعضاء من كييف، وجوقة فولني من مدينة مينسك وجوقة غفاندهاوس للشباب من مدينة لايبتسيغ، لفرقة شرق أوروبا في مهرجان موسيقى بيتهوفن ودويتشه فيله. الكل فيها يناضل ضد العنف والقمع بالوسائل الموسيقية. كانت جوقة فولني الموسيقية واحدة من جماعات الانتفاضة الشعبية التي لفتت الانتباه إليها عالميا في بيلاروسيا بفضل حفلات التجمع المفاجيء والمتفق عليه، الموجهة ضد الدكتاتور ألكسندر لوكاشينكو. تم سجن أعضاء الجوقة وتعرضوا لمعاملة وحشية. والآن يرتدي أعضاؤها أقنعة في أثناء الحفلات خوفا من تعرّف النظام على هوياتهم. كانت جوقة فولني الموسيقية واحدة من جماعات الانتفاضة الشعبية التي لفتت الانتباه إليها عالميا في بيلاروسيا بفضل حفلات التجمع المفاجيء والمتفق عليه، الموجهة ضد الدكتاتور ألكسندر لوكاشينكو. تم سجن أعضاء الجوقة وتعرضوا لمعاملة وحشية. والآن يرتدي أعضاؤها أقنعة في أثناء الحفلات خوفا من تعرّف النظام على هوياتهم. العرض الأول بتكليف من مؤسسة دويتشه فيله كان محور مهرجان موسيقيى بيتهوفن: "سماء ماري". إنه عمل مُهدى لزعيمة المعارضة البيلاوسية ماريا كاليسنيكوفا. إنها معتقلة في معسكر عمل منذ شهر يناير من عام 2022. ألّفت العمل الفني الذي عُرض لأول مرة الموسيقية أولغا بودغايسكايا، وهي واحدة من أهم المؤلفات الموسيقيات في بيلاروسيا وصديقة مقرّبة من ماريا كاليسنيكوفا. موسيقى بودغايسكايا ممنوعة حاليا في بيلاروسيا. برنامج واحة الثقافة يرافق فيتال ألكسينكوك والجوقات الموسيقية أثناء أداء البروفات المكثفة في وارسو، والعرض المهم في مهرجان موسيقى بيتهوفن في مدينة بون. كما التقينا بـ "تاتسيانا خوميش"، وهي أخت المنشقة ماريا كاليسنيكوفا. وقد أرتنا رسائل كتبتها لها أختها من معسكر العمل، وحكت لنا أهمية الموسيقى بالنسبة لأختها. ودائما ما يظل السؤال مطروحا: كيف يصمد الفن في زمن الحرب والقمع؟ وماذا باستطاعة الموسيقى التأثير فيه وتغييره؟