واشنطن تدرس "الخطوات القادمة" بعد تعليق عمل المراقبين في سوريا
١٦ يونيو ٢٠١٢تحدث البيت الأبيض السبت (16 يونيو/حزيران 2012) عن "لحظة حرجة" في الأزمة السورية بعد الإعلان عن تعليق مهمة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. وقال مسؤول البيت الأبيض: "في هذه اللحظة الحرجة، نتشاور مع شركائنا الدوليين حول المراحل المقبلة التي يفترض إتباعها لتطبيق عملية انتقال سياسية يقودها السوريون كما هو وارد في القرارين 2042 و2043" الصادرين عن الأمم المتحدة.
وأضاف هذا المسؤول: "كلما جرت هذه العملية الانتقالية بسرعة، أصبحت الفرص كبيرة لتجنب وقوع حرب أهلية دامية وطويلة ". وقال أيضاً: "ندعو النظام السوري مرة أخرى إلى احترام تعهداته في إطار خطة (الموفد الدولي كوفي) عنان ومن ضمنها تطبيق وقف إطلاق النار". وقال تومي فيتور المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان "في هذا المنعطف الخطير نحن نتشاور مع شركائنا الدوليين فيما يتعلق بالخطوات القادمة نحو انتقال سياسي يقوده السوريون دعت إليه قرارات لمجلس الأمن."وأضاف قائلا "كلما حدث هذا الانتقال سريعا كلما زادت فرصة تفادي حرب أهلية طائفية دموية تستمر طويلا."
وكان مراقبو الأمم المتحدة علقوا السبت مهمتهم في سوريا "حتى إشعار آخر" بسبب التصعيد في أعمال العنف في البلاد.
دمشق "تتفهم" قرار المراقبين تعليق عملهم
من ناحيتها أعلنت دمشق السبت "تفهمها" قرار المراقبين الدوليين تعليق عملهم "بشكل مؤقت" في سوريا، وحرصها على سلامتهم، واتهمت ما وصفتها بـ "المجموعات الإرهابية المسلحة" باستهدافهم، بحسب وزارة الخارجية السورية. كما اتهمت الخارجية "المجموعات المسلحة بتجاهل خطة عنان"، مشيرة إلى استمرار "أطراف عربية ودولية" بتقديم "أنواع متطورة من الأسلحة وأجهزة الاتصال" إلى "الإرهابيين" لمساعدتهم "على ارتكاب جرائمهم وتحديهم للأمم المتحدة"، بحسب تعبيرها. وجددت وزارة الخارجية "تأكيد احترامها لخطة عنان ولوقف العنف".
وكان رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود أعلن في وقت سابق السبت تعليق عمل المراقبين في سوريا بعد التصعيد في أعمال العنف وقال مود "حصل تصعيد في العنف المسلح في سوريا خلال الأيام العشرة الأخيرة، وهذا يحد من قدرتنا على المراقبة والتحقق والإبلاغ، أو على المساعدة في إقامة حوار داخلي وإرساء خطة للاستقرار، إن ذلك يعوق قدرتنا على القيام بمهمتنا". وأضاف أن:"غياب الإرادة لدى الطرفين للبحث في حل سلمي انتقالي والدفع في اتجاه المواقف العسكرية يزيد من الخسائر لدى الجانبين: هناك مدنيون أبرياء، نساء وأطفال ورجال يُقتلون كل يوم، وهذا يطرح أيضا مخاطر كبيرة على مراقبينا".
المعارضة تحذر من "مجزرة كبيرة" في حمص
من جهته حذر المجلس الوطني السوري المعارض السبت من وقوع "مجزرة كبيرة" في حمص، مشيرا إلى أن المدينة محاصرة بثلاثين ألفاً من "الجنود والشبيحة"، ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل "لحماية" هذه المدينة والمناطق الأخرى المستهدفة. وقال المجلس إن "قوات النظام تُصعّد قصف المدينة بشكل غير مسبوق، وتتوارد أنباء عن استعدادها لشن هجوم وحشي قد يتسبب بمجزرة كبيرة بحق ما تبقى من سكان حمص". وأضاف أن "الجنود والشبيحة هم مدعومون بالأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية ثقيلة ومدافع الهاون وطائرات الهليكوبتر الهجومية".
وتابع المجلس الذي يمثل عظم أطياف المعارضة السورية الداعية لقلب نظام الأسد، أن النظام "يستفيد من انقسام دولي يحقق له الحماية ويمنحه الوقت الذي يريد، في حين يسعى نظام بشار للإجهاز على قلب الثورة السورية"، مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن حماية حمص والمناطق الأخرى المستهدفة في سوريا والتي تمتد من درعا إلى دير الزور وحماة وإدلب واللاذقية وريفي دمشق وحلب". وحذر المجلس "الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن من مخاطر الاستمرار في الصمت واتخاذ المواقف غير الرادعة تجاه ارتكاب جرائم إبادة وجرائم بحق الإنسانية أمام أعْيُن العالم أجمع"، بحسب بيان المجلس الوطني السوري المعارض.
(ع.م/ أ ف ب ، د ب أ ، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي