واشنطن تعزز جهودها للكشف عن ملابسات "متلازمة هافانا"
٦ نوفمبر ٢٠٢١تعهد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس الجمعة (الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) بكشف ملابسات "متلازمة هافانا"، وهو مرض غامض يصيب دبلوماسيين أمريكيين في جميع أنحاء العالم، وتقول مصادر إنه ناجم عن "هجمات صوتية" ينسبها البعض إلى روسيا.
وأعلن بلينكن تعيين دبلوماسيين مخضرمين، هما جوناثان مور، المكلف بتنسيق رد وزارة الخارجية، ومارغريت أويهارا، التي ستتولى التأكد من أن كل شخص تظهر عليه أعراض الإصابة يتلقى عناية طبية مناسبة.
وظهرت هذه "الحوادث الصحية غير الطبيعية"، كما تسمى، للمرة الأولى في كوبا عام 2016، بعدما سمع دبلوماسيون أمريكيون أصواتاً حادة جداً وبدأوا يعانون من صداع شديد ودوار أو غثيان. ومنذ ذلك الحين سجلت حالات من هذا النوع في الصين وألمانيا وأستراليا وروسيا والنمسا وحتى في واشنطن.
وترفض وزارة الخارجية ذكر أي تقديرات لعدد المتضررين، بينما قال مصدر قريب من الملف مؤخراً أن "رقم مائتين" مؤكد او مشتبه به. وكان بعض أولئك الدبلوماسيين اشتكوا علناً في الماضي، لكن لم تؤخذ تصريحاتهم على محمل الجد.
في المقابل، دعا بلينكن الجمعة كل دبلوماسي معني إلى كشف وضعه دون خوف من "انتقادات" أو من "تداعيات سلبية"، مضيفاً: "كلنا في حكومة الولايات المتحدة، وخصوصاً في وزارة الخارجية، عازمون على كشف أسباب ومرتكبي هذه الحوادث ورعاية المتضررين وحماية زملائنا".
وأضاف الوزير الأمريكي: "نعتمد على كل قدرات أجهزتنا المخابراتية. نقوم بتوظيف أفضل العقول العلمية داخل الإدارة وكذلك خارجها".
وتابع أن الضحايا المفترضين تتم رعايتهم منذ الشهر الماضي في مستشفى جامعة جونز هوبكنز، وهي منشأة معروفة في بالتيمور بالقرب من واشنطن، مشيراً إلى أن بعض الدبلوماسيين يخضعون الآن لفحوصات معمقة عصبية وسمعية وللنظر، قبل مغادرتهم للعمل في الخارج "من أجل الحصول على أساس للمقارنة إذا أبلغوا لاحقاً عن حادث صحي غير طبيعي".
وبدا المسؤولون الأمريكيون مترددين في البداية، إذ قلل بعضهم من خطورة أعراض تنسب أحياناً إلى الإجهاد، فيما أشار آخرون خصوصاً إلى هجمات محتملة بموجات اللاسلكي، واشتبهوا في دول مثل روسيا. لكن هذه الفرضية تثير تساؤل بعض العلماء أيضاً، الذين يعتبرون أن وجود سبب مشترك لكل الحالات التي سجلت أمر غير مرجح.
ي.أ/ خ.س (أ ف ب)