وزير الداخلية الألماني يزور الرياض لتعزيز التعاون الأمني
٢٦ مايو ٢٠٠٩يصل وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله يوم غد الأربعاء (27 مايو/أيار) إلى المملكة العربية السعودية في إطار زيارة رسمية تستغرق يومين يجتمع خلالها مع نظيره السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز. ومن المنتظر أن تركّز المحادثات المشتركة على دعم التعاون بين البلدين في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب وتسهيل حصول السعوديين على تأشيرات لزيارة ألمانيا. ويتوقع أن يتم خلال الزيارة التوقيع للمرة الأولى منذ عام 1923 على اتفاق جديد ينظم التعاون الأمني بين البلدين، ويجعله أكثر فعالية.
توقيع أول اتفاقية تعاون منذ نحو تسعة عقود
ولتسليط مزيد من الضوء على مغزى زيارة الوزير شويبله قال المُتحدّث الرّسمي باسم وزارة الداخلية الألمانية شتيفان باريس في حديث له مع موقعنا إن "الاجتماع كان مقررا له منذ فترة ولدينا اتصالات وثيقة مع السعودية، كما تؤكّد الزيارة العناية التي نوليها للعلاقات القائمة مع الرياض، ومن الجيّد دائما حصول لقاءات من وقت إلى آخر وتبادل المعلومات"، مشدّدا في الوقت نفسه على التعاون الوثيق بين السلطات الألمانية والسعودية "خاصّة في المسائل الأمنية التي تهم ّالبلدين".
من جهته، أكّد سفير السّعودية في برلين الدكتور أسامة عبد المجيد شبكشي على أن توقيع الاتفاقية الأمنية سيساهم في توثيق التعاون وتأطيره بصورة أكثر فاعلية. وقال السفير إن المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي كان دعا إليه العاهل السعودي الملك عبد الله عام 2005 والذي شاركت فيه ألمانيا أيضا، مهّد الطريق لتعزيز التعاون بين البلدين، مشيرا إلى عدد من الإجراءات الناجحة التي اتخذتها بلاده في مكافحة الإرهاب وإلى تعاونها المثمر مع عدد من الدول العربية والغربية ومن ضمنها ألمانيا. وشدّد شبكشي على أن التعاون مع السلطات الألمانية يهدف "إلى الاستفادة المشتركة مثل تبادل المعلومات الأمنية والتعرّف على وجود مؤامرات أو خطط سرّية تستهدف أحد الطرفين، إضافة إلى تبادل المعلومات التي تفيد في القبض على أفراد مطلوبين. وأضاف أن التعاون يشمل أيضا تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة دخول إلى ألمانيا بالنسبة للسعوديين الراغبين في القدوم إليها.
مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب
وعن الاتفاقية التي من المنتظر توقيعها من قبل الطرفين الألماني والسعودي، قال الخبير الألماني في الشؤون الإسلامية والأمنية ميشائيل لودرز: "إن الاتّفاقية الأمنية بين ألمانيا والسعودية تأتي ضمن سلسلة من الاتفاقات المماثلة مع الدول الغربية والإسلامية بهدف توجيه ضربة قاصمة إلى الإرهاب". وأكّد على أن هذا التعاون ليس بالأمر الجديد بين البلدين، مشدّدا على أن لألمانيا مصلحة كبيرة في دعمه وتوثيقه. وأضاف لودرز: "أعتقد أن الجانب الألماني يأمل من خلال التعاون مع السعودية في الوصول إلى معلومات تتعلّق بأفغانستان وباكستان"، مشيرا إلى أن عددا لا بأس به من السعوديين والخليجيين بصفة عامة مازالوا ينشطون في هذين البلدين. وكما صرح بأن "وزارة الداخلية الألمانية تأمل أيضا في الحصول على معلومات هامة عن ألمان اعتنقوا الإسلام ويتواجد العشرات منهم في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان". في حين توقع الخبير أن السعودية ترغب من وراء هذه الاتفاقية في الحصول على بنية تحتية أمنية متطورة من ألمانيا.
الكاتب: إسكندر الديك
تحرير: ابراهيم محمد