يوهان هيردر ـ فيلسوف اللغة وصديق الإسلام
ولد الفيلسوف الألماني يوهان غوت فريد هيردر في 25 أغسطس/ آب 1744 في موارنغين، حيث عمل والده كمعلم وقائد لفرقة الموسيقى الكنيسة، وفي وقت لاحق انتقل إلى كونيغسبيرغ لدراسة الطب والفلسفة وعلم الأديان. بعدها شغل وظيفتي مدرس وراهب في المدرسة الدينية بمدينة ريغا. ثم أصبح خطيباً في مدينة بوكيبورغ. في العام 1769 سافر هيردر إلى باريس حيث جادت قريحته بكتاب "العاصفة والضغط"، لينتقل بعدها إلى فايمار، تلك المدينة التي احتضنت مفكرين وفلاسفة على غرار غوته وشيلر ونيتشة الذين عاصرهم هيردر. وعاش في فايمار حتى وفاته في أغسطس/آب عام 1803.
التشديد على عنصر اللغة
عاصر هيردر علماء كبار ومفكرين مثل ولايبنيتز وليسنغ، كما تأثر بمفكرين وفلاسفة مثل كانط وهامان. وقد عُرف عنه موقفه الرافض لفلسفة نقد العقل للفيلسوف ايمانويل كانط. كما عارض المفكر وولف في تجزئته للنفس البشرية داعياً إلى اعتبارها جزء متكامل. ومن أبرز ما دعى إليه هيردر الاهتمام بعنصر اللغة، كونها هي أساس أي تطور. وتأتي اللغة حسب مفهومه في المقدمة ثم تتبعها المعرفة والحكمة. كما أن اللغة برأيه هي التي تجعل من الإنسان إنساناً، لذلك قام هيردر بمحاولات لـتأريخ اللغة، أي دراستها من خلال تاريخ تطورها. وإما إذا كان من الممكن دراسة أصل الإنسان عن طريق تاريخه فأنه من الممكن أيضاً دراسة كل لغة عن طريق تأريخها، ودعى هيردر احترام الفروقات الثقافية بين الحضارات والأجناس ، وأوضح انه من خلال هذه الفروقات فقط ، وهي التي تميز كل حضارة إنسانية عن الأخرى، يمكن فهم الحضارة الإنسانية بشكل عام.
إشادة بالإسلام
وفي كتابه "أفكار حول فلسفة تاريخ الإنسان" أطرى هيردر على شخص نبي الإسلام محمد وأبدى حماسه لفكرة وحدانية الخالق. كما أبدى إعجابه بتعاليم الإسلام التي منحت المسلمين الأمان والاطمئنان النفسي. ورأى هيردر أن الحروب الصليبية كانت "فرصة ثمينة" لأوروبا لتتفهم الكثير عن حياة المسلمين وحضارتهم. كما أبدى يوهان هيردر إعجابه بالقران الكريم حيث قال: "لو كان للجرمانيين كتاب كلاسيكي بلغتهم كالقرآن الكريم لما أصبحت اللغة اللاتينية مسيطرة عليهم، ولتعذر تفرقهم وتشتتهم ضمن الشعوب المختلفة المجاورة".
علاء الدين جمعه