150 عاما على ميلاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا
في 23 من مايو/أيار عام 1863 اٌعلن ميلاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي في لايبسيغ، شرقي ألمانيا، في صفوف التيار العمالي الألماني. تاريخ حافل يمتد على مدى 150 عاما، لم يخل من نجاحات وفشل ولكن أيضا من حظر وملاحقة ونفى.
100 عام قبل الوصول إلى سدة الحكم
في 23 مايو/أيار عام 1863 أعلن ميلاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي – أول حزب ينبثق عن التيار العمالي في ألمانيا. وكان يتعين على هذا الحزب الانتظار أكثر من 100 عام للوصول إلى سدة الحكم، وليكون فيلي براندت أول مستشار لألمانيا من إجمالي ثلاثي مستشارين ينتمون للاشتراكيين الديمقراطيين.
نجاح كبير رغم الحظر
رغم أن الثورة الصناعية في أوروبا قد ساهمت في مكافحة البطالة، إلا أن العمل في المصانع كان شاقا وغير صحي. الأمر الذي دفع الكثير من العمال إلى الانخراط في منظمات عمالية تدافع عن حقوقهم. ولكن القوانين السارية عام 1878 حاولت حظر نشاط المنظمات الاشتراكية الديمقراطية. وعلى الرغم من ذلك تمكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي حتى عام 1890 من التحول إلى تيار شعبي.
النساء يحصلن على حق الانتخاب
السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي فيليب شايدمان في أحد شرفات الرايخستاغ (البرلمان الألماني آنذاك) في برلين. هنا أعلن في 9 من نوفمبر عام 1918 قيام الجمهورية. بعدها بسنة أصبح رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي فريدريش إيبرت مستشارا للرايخ. كما أصبح يحق للنساء الانتخاب، هذا الحق دعمه الاشتراكيون الديمقراطيون بقوة منذ عام 1891. وإلى حدود عام 1932 كان هؤلاء يشكلون أقوى قوة سياسية في البلد.
صف واحد ضد النازيين
النائب الاشتراكي الديمقراطي أوتو فيلز أعلن في 23 من مارس/آذار عام 1933 رفضه علنا في الرايخستاغ لهيمنة هتلر على البرلمان، قائلا: "يمكنك أخذ الحرية والحياة منا، ولكن لا يمكن أن تأخذ منا شرفنا". حينها قرر الاشتراكيون الديمقراطيون مواجهة النازيين، الأمر الذي تسبب بعدها بأشهر في حظر النقابات والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
الملاحقة والمنفى
أجبر سياسيون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي على رفع ملصقات جدارية مناهضة للنازيين. كثير من الاشتراكيين الديمقراطيين تعرضوا للاعتقال أوالتعذيب والقتل. ومن تمكن من الفرار على غرار أوتو فيلز قام بإعادة بناء الحزب وممارسة النشاط السياسي المعارض للنازيين انطلاقا من براغ وبين عامي 1940 و1945 من باريس قبل الانتقال إلى لندن.
إعادة بناء الحزب بعد الحرب العالمية الثانية
وسط فرانكفورت المدمرة يتحدث كورت شوماخر، الرئيس الجديد للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الرجل الذي ترك بصماته على الحزب عقب الحرب العالمية الثانية. في الجزء الشرقي من ألمانيا الذي كان الاتحاد السوفييتي سابقا يسيطر عليه أصبح الحزب ينشط تحت اسم "حزب الوحدة الاشتراكي الديمقراطي". وفي الجزء الغربي من ألمانيا خسر الاشتراكيون الديمقراطيون عام 1949 الانتخابات بفارق ضئيل لصالح الاتحاد المسيحي الديمقراطي.
من حزب للعمال إلى حزب شعبي
عام 1959 عدّل الحزب الاشتراكي الديمقراطي من برنامجه ومن إيديولوجيته ليتحول من حزب للعمال إلى حزب شعبي منفتح على طبقات المجتمع. وفي عام 1966 تمكن الحزب من تشكيل ائتلاف حكومي مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي ليكون فيلي براندت حينها نائبا للمستشار الألماني.
بداية سياسية جديدة بقيادة فيلي براندت
بانحنائه على ركبتيه في العاصمة البولندية وارشو مهد فيلي براندت الطريق أمام سياسة خارجية جديدة لألمانيا "سياسية الشرق الجديدة" المنفتحة على ألمانيا الشرقية آنذاك وأوروبا الشرقية. وقد وسم شعار "المزيد من الديمقراطية" فترة حكمه كمستشار لألمانيا التي شهدت جملة اصلاحات في مجال سياسة الأسرة والمساواة بين الجنسين وعدد من القوانين.
هيلموت شميت والخريف الألماني
هنا يظهر هيلموت شميت، مستشار ألمانيا آنذاك، وهو يقدم تعازيه لعائلة أحد ضحايا الجيش الأحمر الالماني السري التابع للتيار اليساري الراديكالي، عام 1977. وقد شكل الإرهاب اليساري الراديكالي أحد أكبر التحديات لهيلموت شميت بالإضافة إلى نزاعات داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي حول عدد من القضايا على غرار التسلح.
فترة عصيبة على مقاعد المعارضة
بعد تفكك الائتلاف الذي شكله الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع الليبراليين عام 1982 وجد الحزب نفسه لسنوات طويلة على مقاعد المعارضة حتى عام 1998 حين تمكن أخيرا من كسب الانتخابات البرلمانية وأخذ سدة الحكم من الاتحاد المسيحي الديمقراطي بقيادة المستشار الأسبق هيلموت كول.
"أجندة 2010" وانشقاق "اليساريين"
المستشار الألماني غيرهارد شرودر الذي تولى الحكم في أيلول/سبتمبر عام 1998 قام بإدخال إصلاحات واسعة في سوق العمل أطلق عليها اسم "أجندة 2010". هذه الإصلاحات أثارت انتقادات لاذعة من قبل النقابات وتسببت في خسارة عدد من الأعضاء بعد أن أداروا ظهرهم للحزب وأسسوا حزبا جديدا "اليساريون".
مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي
يعد بيير شتاينبروك، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للانتخابات البرلمانية المقبلة، من أفضل المرشحين بسبب الكفاءة والخبرة التي جمعها خلال سنوات شغل فيها منصب وزير المالية خاصة في الوقت الذي تعاني منطقة اليورو من أزمة الديون. لكن شتاينبروك كثيرا ما أثار انتقادات بشأن تصريحات مثيرة للجدل – حتى داخل حزبه. ووفقا لاستطلاعات رأي حديثة فإن شعبية شتاينبروك أقل بكثير من شعبية المستشارة أنغيلا ميركل.