150 عاما على تأسيس بي.أي.أس.أف - عملاق الصناعات الكيميائية
تأسيس أعقبه هدم ثم إعادة بناء – تاريخ شركة بي.أي.أس.أف (BASF) الألمانية للصناعات الكميائية مليء بالأحداث، كما تتخلله فترات قاتمة. العملاق الألماني والأكبر عالميا ركز على المستقبل وعلى إيجاد حلول لعدة قضايا آنية.
في قطاع الصناعات الكميائية تتصدر شركة بي.أي.أس.أف (BASF) الألمانية ترتيب الشركات على الصعيد العالمي من حيث أرباحها وحصتها في السوق، حيث بلغت قيمة معاملاتها العام الماضي 74,3 مليار يورو. كما توفر الشركة الألمانية فرص عمل لـ113 ألف شخص موزعين على 80 دولة.
تم تأسيس الشركة في السادس من أبريل/نيسان عام 1985 على يد رجل الأعمال الألماني فريدريش إنغيلهورن. وفي البداية تركز نشاط الشركة على تزويد مدينة مانهايم، الواقعة جنوبي المانيا، بغاز الفحم.
ثم بدأت الشركة في تنويع منتجاتها من خلال إنتاج مواد للتلوين وكذلك منتجات كيميائية أخرى لإنتاج ألوان القطران ومادة الأنيلين التي تستخدم لاستخراج اللون الأزرق الداكن.
بعدها وفي بداية القرن العشرين أصبحت الشركة الألمانية وبفض أبحاث عالمي الكيمياء فريتس هابر وكارل بوش تنتج مادة الأمونياك صناعيا. هذه المادة مهمة لإنتاج السماد ولكن المفتجرات أيضا. وهكذا أنتجت بي.أي.أس.أف خلال الحرب العالمية الأولى المتفجرات والغازات السامة لاستخدامها في القتال.
بيد أن تاريخ الشركة العريق تخلله فترة حالكة خلال فترة صعود النازيين في ألمانيا إلى الحكم، حيث كان يعمل لدى الشركة سجناء من مراكز الاعتقال النازية. ويظهر في الصورة معتقل في منطقة آوسشفيتس-مونوفيتس في بولندا. هنا كان يتم إنتاج غاز زيكلون بي، المخصص في الواقع للفتك بالحشرات، بيد أن النازيين استخدموه لقتل الملايين من الناس.
وفي مارس/آذار عام 1945 احتلت قوات التحالف مقر الشركة في مدينة لودفيغسهافن الألمانية والذي كان تعرض للتدمير تقريبا كليا تحت وابل القنابل التي ألقتها طائرات قوات التحالف. وقد صادرت قوات الاحتلال لألمانيا آنذاك ثروات الشركة.
وفي عام 1952 تفرعت الشركة الأم إلى 11 شركة أخرى، من بينها الشركة التي تعرف اليوم باسم بي.أي.أس.أف. وخلال السنوات التالية ركزت الشركة على إنتاج لدائن البلاستيك. وبمرور الأعوام قامت الشركة بتوسيع إنتاجها وبفتح مصانع جديدة في شتى أنحاء العالم.
اليوم تتميز منتجات شركة بي.أي.أس.أف بالتنوع والتعدد، فإلى جانب صناعة الألوان ومواد الطلاء، يتم إنتاج عدة مواد صناعية أخرى إلى جانب الأدوية أيضا. وفي عام 2014 خصصت الشركة نحو مليار و800 مليون يورو لمشاريع البحث العلمي.
بيد أن جزءا كبيرا من أرباح الشركة الألمانية تدره صناعة المواد الكيمائية التي تستخدم في قطاع البناء وصناعة الأدوية وصناعة السيارات والنسيج.
ولزيادة المحاصل الزراعية، يقوم عدد من موظفي شركة بي.أي.أس.أف بعدة تجارب على نباتات مغيرة جينيا، مثلما هو الحال على نباتات السلجم (في الصورة) الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا 3.
كما تقوم شركة بي.أي.أس.أف باستخراج النفط والغاز في أوروبا وأمريكا الشمالية وشمال إفريقيا وروسيا وجنوب أمريكا وكذلك في الشرق الأوسط. كما تقوم مع شريكها الروسي غاز بروم في أوروبا بنقل وتخزين الغاز الطبيعي، حيث تمتلك الشركة الألمانية نصف أكبر خزانات الغاز الطبيعي في أوروبا.
من الأمور غير المعروفة لدى الرأي العام أن بي.أي.أس.أف ليست فقط أكبر شركة للصناعات الكيميائية بل إنها أكبر تاجر للخمور في ألمانيا. ففي عام 2013 قامت الشركة ببيع 900 ألف قارورة خمر.