2019... عام احترقت فيه رئات العالم
حرائق هائلة اشتعلت في أنحاء كثيرة من العالم خلال 2019، وتسببت في أضرار للنباتات والحيوانات والأشجار التي تخزن الكربون وهددت التنوع الحيوي، فضلاً عن تدمير منازل البشر وحيواتهم.
غابات لبنان أنقذتها الأمطار
في 14 أكتوبر/ تشرين الأول، اجتاحت الحرائق مساحات شاسعة مزروعة بالأشجار وغابات الصنوبر في أنحاء عديدة من لبنان لا سيما في منطقة "جبل لبنان" حيث سجلت السلطات 104 حريق خلال 24 ساعة. واستعانت السلطات اللبنانية بطائرات من دول في المنطقة لإخماد النيران التي تسببت في مقتل شخص على الأقل والتهام مساحات واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم كما ساهم هطول الأمطار ليلاً في إخماد بعض الحرائق.
رئات الأرض تحترق
لأسابيع احترقت أكبر غابة مطيرة في العالم خلال عام 2019، على نحو غير مسبوق منذ سنوات. بين يناير/ كانون الثاني وأغسطس/ آب، زادت الحرائق بغابات الأمازون بنسبة 82 في المائة مقارنة بالفترة الزمنية نفسها من العام الماضي، وفي أغسطس/ آب نفسه جرى الإبلاغ عن أكثر من 30 ألف حريق. ويعتقد أن معظم الحرائق كانت بسبب مزارعين بهدف زراعة المحاصيل وتربية الماشية.
التنوع البيولوجي مشتعل
لم تكن الأمازون المنطقة الوحيدة في البرازيل التي اشتعلت فيها الحرائق هذا العام. فقد اندلعت مزيد من الحرائق بغابات السافانا في سيرادو جنوب البلاد. تلك المنطقة واحدة من أكثر مناطق العالم من حيث التنوع البيولوجي. وسيرادو أكثر مناطق التنوع الحيوي عرضة للخطر، حيث فقدت نحو نصف مساحاتها الخضراء من أجل زراعة فول الصويا.
احتراق موطن "إنسان الغابة" (أورانغوتان)
دمرت حرائق الغابات التي استمرت لمدة شهر في منطقتي سومطرة وبورنيو الإندونيسية أكثر من 40 ألف هكتار هذا العام. وقُتلت حيوانات من إنسان الغاب المهددة بالانقراض، وتلك التي نجت تضررت مساكنها. وواجهت السلطات صعوبات في إطفاء تلك حرائق تلك الغابات الغنية بالكربون مما تسبب في أضرار كبيرة على المناخ بعد إطلاق 700 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون في الجو.
نار في الأراضي الاستوائية
كما اشتعلت النار في أكبر الأراضي الاستوائية الرطبة في العالم بمنطقة بانتانال هذا العام. تقع معظم غابات بانتانال في البرازيل لكنها تمتد إلى بوليفيا وباراغواي. حطم عدد الحرائق هناك جميع الأرقام القياسية هذا العام مع تسجيل 8 آلاف حريق. ودُمر نحو 1.2 مليون هكتار من الغابات في بوليفيا وحدها. ووصفها العلماء بأنها أكبر كارثة تشهدها البلاد من حيث التنوع البيولوجي.
غابات كاليفورنيا تلتهمها النيران
أيضاً طالت الحرائق غابات ولاية كاليفورنيا الأمريكية هذا العام. ويعتقد أن تلك الحرائق ناجمة عن الشرر المنبعث من البنية التحتية القديمة والمدفوعة بالرياح الحارة والجافة والتي تسارعت بسبب الظروف الجافة في المنطقة وتحولت بسرعة إلى جحيم، ودمرت المنازل والأراضي مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وأُجبر عشرات الآلاف على الإخلاء وتُرك مليون شخص بلا كهرباء.
حتى القطب الشمالي وصلته النيران
حتى داخل الدائرة القطبية الشمالية اندلعت فيها الحرائق هذا العام. في سيبيريا، دمرت مئات الحرائق على مدى ثلاثة أشهر أكثر من 4 ملايين هكتار من الغابات، مما خلق سحابة سوداء ورماد بحجم الاتحاد الأوروبي بأكمله. وكان لا بد من نشر الجيش الروسي. عبر ألاسكا، كان هناك 400 حريق هائل هذا العام. كما لم تنجُ غرينلاند وكندا من الحرائق أيضاً.
نفوق ألف حيون كوالا
حرائق غابات أستراليا لم يسبق لها مثيل هذا العام واحترقت بكثافة عالية للغاية. وخلّف الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة والرياح الجافة أكثر من مليون هكتار محترقة مما أودى بحياة أربعة أشخاص وما يصل إلى 1000 من حيوان الكوالا. وتُصنّف الكوالا من الحيوانات المهددة بالانقراض. إعداد: آني-صوفي بريندلن/م.م