30 عاما على رحيل فايزة أحمد

ولدت فايزة أحمد لأب سوري سنة 1930 وكانت بدايتها الفنية الأولى في الإذاعة السورية، حيث تم اعتمادها كمطربة في إذاعة دمشق. غير أن الانطلاقة الحقيقية لفايزة أحمد كانت بعد انتقالها إلى مصر وتعاملها مع عدد من الملحنين الكبار، حيث شكلت في بداية مسيرتها الفنية ثنائيا ناجحا مع الملحن محمد الموجي.

مازالت أغاني فايزة أحمد تجد إقبالا إلى غاية اليوم، حيث تحظى بنسبة استماع كبيرة على موقع يوتيوب مثلا. في الصورة فايزة أحمد وهي تحضن زوجها الملحن محمد سلطان. استمر زواجهما لأكثر من 17 سنة إلى غاية طلاقهما في 1981 ، وسرعان ما تزوجا مرة أخرى قبل وفاة فايزة بفترة قصيرة.

تعرفت فايزة أحمد على رفيق دربها الملحن محمد سلطان في بيت المطرب فريد الأطرش (الصورة) الذي كانت تجمعه بسلطان علاقة صداقة. وكان أول تعاون فني لهما من خلال أغنية " الفل و الياسمين" ثم توالت بعدها العديد من الأغاني الناجحة مثل:" ياما أنت واحشني" و"أخذ حبيبي" و" قاعد معاي" و"غريب يا زمان" و "أحلى طريق في دنيتي".

شكلت أم كلثوم بالنسبة لفايزة أحمد مثلها الأعلى حيث حرصت المطربة السورية على أداء العديد من أغاني أم كلثوم في الجلسات الخاصة. ومثلما لقبت أم كلثوم بكوكب الشرق، فإن الشاعر المصري كامل الشناوي أطلق على فايزة أحمد لقب " كروان الشرق".

حرصت فايزة أحمد على الغناء من ألحان محمد عبد الوهاب، فكانت رائعتها الغنائية "ست الحبايب" والتي تتغنى بدور الأم . تميزت فايزة بأغانيها التي تحتفي بالعائلة، فلها أغنية عن الأم، وأخرى عن الأب، وأغنية عن الأخ، كما غنت لابنها أغنية كذلك. غنت لموسيقار الأجيال أغنية "هان الود" أيضا.

تعد المطربة الراحلة وردة الجزائرية أكثر المطربات التي كانت تجمعها بفايزة أحمد منافسة شرسة، ويحكي عدد من المقربين من الوسط الفني المصري، أن هذه المنافسة كادت تتحول إلى صدامات شهدتها كواليس المسارح التي جمعت المطربتين. لذلك لم يكن غريبا أن يكون التعاون الفني قليلا بين بيلغ حمدي -زوج وردة خلال سنوات- وفايزة أحمد.

شدهت العلاقة بين فايزة أحمد ووردة انفراجا بعد مرض فايزة أحمد، حيث تم الصلح بينهما وكانت وردة الجزائرية من الداعمين لفايزة أحمد خلال رحلة مرضها مع السرطان. المنافسة بين مطربتين كبيرتين بحجم فائزة ووردة كانت في صالح الجمهور العربي، حيث تركت الاثنتان إرثا غنائيا جميلا وغنيا.

إلى جانب المنافسة الفنية، كانت علاقة فايزة أحمد بعبد الحليم حافظ متوترة، حيث ذكر زوجها محمد سلطان في أحد الحوارات أن سبب الخلاف بين المطربين هو عدم إدراج اسم فايزة في قائمة الفنانين الذين كانوا يحيون حفلات أمام ملك المغرب، وهي اللائحة التي كان يعدها عبد الحليم حافظ، الذي جمعته بالحسن الثاني علاقة صداقة.

أغنية " لا يا روح قلبي" هي أغنية حزينة، ليس فقط لأنها آخر أغنية في مشوارفايزة أحمد الغني بالإنجازات الفنية، ولكن لأنها أغنية ظهرت إلى الوجود بعد وفاة كل صُنّاعها: المغنية فايزة أحمد والملحن رياض السنباطي، والشاعر حسين السيد، إذ رحلوا كلهم عن عالمنا في سنة 1983، تاريخ صدور هذه الأغنية.