50 ألف إصابة في ألمانيا: الحكومة المقبلة في مواجهة كورونا!
١١ نوفمبر ٢٠٢١أعلن المرشح الأوفر حظا لتولي منصب المستشار في ألمانيا، أولاف شولتس، أنه من المقرر إجراء مشاورات بين الحكومة الاتحادية والولايات الألمانية الأسبوع القادم بشأن وضع تفشي فيروس كورونا المستجد في ألمانيا. وصرح شولتس، الذي يتولى حاليا منصب نائب المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل ووزير المالية في حكومتها، بذلك الخميس (11 تشرين الثاني/نوفمبر 2021) في البرلمان الألماني "بوندستاغ".
وأضاف أنه سيكون هناك نقاش تقليدي تماما بين الحكومة الاتحادية ورؤساء حكومات الولايات، وقال: "هذا هو ما نحتاجه حاليا". وكان شولتس قد صرح اليوم أيضا في البرلمان بأنه يعتزم إعداد ألمانيا بإجراءات كافية لمواجهة فصل الشتاء في ظل تزايد أعداد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وقال: "يتعين علينا جعل بلدنا قادرة على مواجهة فصل الشتاء بشكل ما".
وتابع شولتس قائلا: "الفيروس لا يزال بيننا ويهدد صحة المواطنات والمواطنين"، لذلك شدد على ضرورة أن يتسنى مواصلة تطبيق بعض الأشياء مثل إلزام ارتداء أقنعة الأنف والفم (الكمامات) وإتباع قواعد الرعاية الصحية. ودعا شولتس لـ "حملات مشتركة كبيرة" من أجل زيادة معدل التطعيم، وناشد الأشخاص في ألمانيا قائلا: "تلقوا التطعيم! إنه مهم لأجل صحتكم ومهم لأجل بلدنا".
وأكد أيضا أنه لابد من فعل كل شيء "كي يحصل ملايين المواطنات والمواطنين على جرعة تعزيزية من اللقاح- إنها مهمة الأسابيع والأشهر القادمة"، كما شدد على ضرورة أن تسرى القاعدة المعروفة باسم "جي3" في أماكن العمل والتي تنص على إتاحة إمكانية الدخول فقط بالنسبة للمطعمين والمتعافين والخاضعين لاختبار الكشف عن الفيروس، وقال: "إنه إجراء ضروري".
وتواجه ألمانيا انتشارا جديدا لكوفيد-19 مع مزيد من الإصابات اليومية التي تجاوز عددها عتبة خمسين ألفا ومزيد من المرضى في المستشفيات، ما أرغم المستشار المستقبلي شولتس على الخروج عن تحفظه.
وتضع عودة الفيروس الحكومة تحت الضغط، فالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحث على اتخاذ إجراءات عاجلة لكن مجال المناورة محدود لأن فريقها مسؤول فقط عن تصريف الأعمال حاليا قبل تشكيل ائتلاف جديد.
يواجه شولتس أول أزمة بدأت ترتسم في ولاية من غير المرتقب ان تبدأ قبل كانون الأول/ديسمبر وقبل اختتام المفاوضات بين حزبه الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر والليبراليين.
ارتفاع سريع في عدد الإصابات
الحكومة الألمانية المقبلة تواجه موجة إصابات تتزايد منذ نهاية الصيف وتطال دولا أوروبية أخرى لا تزال فيها مستويات التطعيم غير كافية. فقد سجلت ألمانيا الخميس رقما قياسيا من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 مع 50,196 حالة إضافية في 24 ساعة. وقال رئيس معهد ماكس بلانك العلمي مارتن ستراتمان الخميس إن "السياسيين كان يجب أن يتحركوا في وقت أبكر امام التحاليل الواضحة للعلم وأن يعتمدوا قواعد متناسقة على المستوى الوطني".
وينسب تفشي المرض جزئيا إلى معدل التطعيم المنخفض نسبيا بين السكان في ألمانيا الذي يبلغ أكثر بقليل من 67 بالمئة. ولم تفرض الزامية التطعيم في البلاد بما في ذلك لطواقم التمريض. وكان وزير الصحة ينس شبان وصف هذه الموجة الجديدة بأنها "جائحة تطال غير الملقحين".
يبلغ معدل الإصابة لسبعة أيام الذي يستخدم لقياس عدد الإصابات الجديدة لكل مئة ألف نسمة 249,1 حالة، مع أوضاع مثيرة للقلق في ولايات ساكسونيا (521) وتورينغ (469,2) وبافاريا (427). ارتفع عدد الوفيات في 24 ساعة ليصل الخميس الى 235.
يتزايد الضغط على وحدات العناية في المستشفيات رغم ان عدد مرضى كوفيد الموجودين في العناية المركزة يبلغ حاليا 2739 وهو لا يزال بعيدا عن الرقم القياسي الذي سجل في كانون الأول/ديسمبر الماضي (5762). واضطرت ألمانيا إلى البدء بنقل المرضى من المناطق الأكثر تضررا خصوصا في شرق البلاد الذي يشهد أكبر مقاومة للتطعيم، إلى المناطق التي يكون فيها الوضع الوبائي تحت السيطرة.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)