1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

DW تتحقق ـ مقاطع فيديو مزيفة للهجوم الإيراني على إسرائيل

٤ أكتوبر ٢٠٢٤

مباشرة بعد الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع الفيديو الأولى حول هذه الضربات. DW تكشف في تحقيقها التالي ما هي الفيديوهات الحقيقية وما هي المزيفة؟

https://p.dw.com/p/4lQp3
حفرة تسبب بها صاروخ إيراني سقط في إسرائيل
تمكن الدفاع الصاروخي الإسرائيلي من اعتراض الكثير من الصواريخ القادمة من إيران، وقد أصيبت هذه المدرسة في جيديرا، ولم يصب هنا أي شخص بأذىصورة من: Menahem Kahana/AFP

هاجمت إيران إسرائيل بنحو 180 صاروخًا مساء الثلاثاء (الأول من أكتوبر/تشرسين الأول 2024). وبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي فقد تم اعتراض معظم هذه الصواريخ من خلال مظلة الدفاع الصاروخية (القبة الحديدية) وبمساعدة الحليفتين الولايات المتحدة الأمريكية والأردن. ومع ذلك فقد سقطت بعض الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية. وانتشرت بسرعة على الإنترنت مقاطع فيديو وصور شوهدت ملايين المرات. بيد أنَّ بعض المشاهد المنشورة تظهر أحداثًا مختلفة تمامًا ويزعم أنَّها من  الهجوم الإيراني. غالبًا ما يلاحظ فريق تدقيق الحقائق في DW شيئًا كهذا عندما تتصاعد النزاعات، ويتحقق من بعض الادعاءات الفيروسية المنتشرة عبر الإنترنت. وهذا ما فعله الآن أيضًا.

انفجار ليس في إسرائيل بل في اليمن

ومن هذه الادعاءات: نشر مستخدم في موقع إكس X مقطع فيديو من المفترض أنَّه يظهر  الهجوم الإيراني على إسرائيل. وكتب أحد المستخدمين باللغة العربية على مقطع فيديو شوهد حتى وقت نشره لنحو 660 ألف مرة: "عاجل: ظهرت مقاطع فيديو تكشف حجم الدمار الكبير في إسرائيل جراء الهجوم الإيراني".

وأثبت تحقيق DW أنَّ هذا المقطع مزيف.

صورة من منشور على موقع إكس يفترض أنَّه يظهر هجومًا إيرانيًا على إسرائيل. ولكن هذا الفيديو يظهر في الواقع انفجار محطة وقود في مدينة عدن الساحلية اليمنية.
صورة من منشور على موقع إكس يفترض أنَّه يظهر هجومًا إيرانيًا على إسرائيل. ولكن هذا الفيديو يظهر في الواقع انفجار محطة وقود في مدينة عدن الساحلية اليمنية.صورة من: X

وفي الواقع نشر هذا الفيديو في 30 آب/أغسطس، كما كشف البحث العكسي عن الصور، وهو يعرض وفقًا لذلك حدثًا وقع قبل الهجوم الإيراني على إسرائيل في الأول من تشرين الأول/أكتوبر. ويشاهد في هذا الفيديو انفجار محطة وقود في مدينة عدن الساحلية اليمنية. علمًا أنَّ الكثير من وسائل الإعلام غطت هذا الحادث ونشرت منه مقاطع فيديو أيضًا. ومقطع الفيديو هذا تم نشره بشكل غير صحيح ضمن سياقات أخرى من بينها أيضًا هجوم مزعوم لحزب الله على إسرائيل.

هذا الانفجار لم يقع في مقر الموساد

الادعاء: هل يظهر فعلًا في هذا الفيديو على موقع إكس X الهجوم على إسرائيل؟ هذا ما يدعيه مستخدم في موقع إكس، كتب: "انفجار هائل بتل أبيب في مقر الموساد". وهذا الفيديو تمت مشاهدته 600 ألف مرة تقريبًا.

ولكن تحقيق DW أثبت أنَّ هذا المقطع مزيف.

صورة من منشور على موقع إكس يفترض أنَّه يُظهر انفجارًا في مقر الموساد الرئيسي في تل أبيب. ولكن هذا الفيديو يظهر في الواقع انفجارات في مدينة تيانجين الساحلية الصينية.
صورة من منشور على موقع إكس يفترض أنَّه يُظهر انفجارًا في مقر الموساد الرئيسي في تل أبيب. ولكن هذا الفيديو يظهر في الواقع انفجارات في مدينة تيانجين الساحلية الصينية.صورة من: X

هذا الفيديو أيضًا لا علاقة له بالهجوم الصاروخي الإيراني الحالي على إسرائيل. وقد تم تصويره قبل تسعة أعوام في الصين. قدَّم البحث العكسي عن الصور نتائج عديدة لحادث وقع عام 2015 وقُتل فيه 173 شخصًا نتيجة انفجارين وقعا في مدينة تيانجين الساحلية الصينية في الثاني عشر من آب/أغسطس 2015. وقد غطت هذا الحادث وسائل إعلام كثيرة، من بينها أيضًا صحيفة الغارديان، التي ذكرت أيضًا مصدر الفيديو المعروض: وهو شاهد عيان في الصين. وهذا الفيديو أيضًا تمت مشاركته بشكل غير صحيح ضمن سياقات أخرى، مثلًا في الحرب الأوكرانية الروسية.

ولكنه ليس الفيديو الوحيد الذي يُزعم أنَّه يُظهر الهجوم على مقر الموساد أو حتى تدميره.

الادعاء: يزعم هذا المنشور أيضًا إثباته أنَّ صاروخًا إيرانيًا قد أصاب مقر الموساد في تل أبيب إصابة شديدة.

ولكن تحقيق DW أثبت أنَّ هذا المقطع مزيف.

من المفترض أنَّ هذه الصور تثبت مزاعم تدمير مقر الموساد الرئيسي. وفي الواقع، وقع هجوم صاروخي في الجوار، ولكن مبنى مقر الموساد لم يُصب.
من المفترض أنَّ هذه الصور تثبت مزاعم تدمير مقر الموساد الرئيسي. وفي الواقع، وقع هجوم صاروخي في الجوار، ولكن مبنى مقر الموساد لم يُصب.

صحيح أنَّ  هجومًا صاروخيًا  وقع بالقرب من مقر الموساد في تل أبيب، ولكن مبنى الموساد نفسه لم يصب. وقد وثَّق ذلك شهود عيان بفيديوهات صوروها هناك، حيث قام المراسل نيك شيفرين بعمل وصلات للفيديو من أمام الحفرة الناتجة عن سقوط صاروخ وناقش قربها من مبنى الموساد الذي وصفه كهدف محتمل. تتطابق الحفرة الناتجة عن ارتطام الصاروخ والمناطق المحيطة بها في فيديو المراسل نيك شيفرين مع ما يظهر في فيديو شاهد العيان الآخر.

نتنياهو في طريقه إلى الملجأ؟

الادعاء: "استمتعوا بمشهد هروب نتنياهو"، كما توصي بعض الحسابات باللغة العربية. يشاهد في مقطع فيديو بنيامين نتنياهو وهو يركض بسرعة عبر ممر ويفترض أنَّه يريد الذهاب إلى الملجأ. وقد كتب أيضًا حساب الأخبار الكاذبة سيئ السمعة على موقع إكس "أوسي كوزاك" Aussie Cossack في إعادة تغريدة شوهدت أكثر من مائة ألف مرة أنَّ هذا "فيديو مسرَّب لرئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يركض إلى الملجأ الرئاسي النووي".

يعود هذا الفيديو إلى شهر كانون الأول/ديسمبر 2021 ويظهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يجري عبر الكنيست، وليس من أجل الهروب إلى "الملجأ الرئاسي".
يعود هذا الفيديو إلى شهر كانون الأول/ديسمبر 2021 ويظهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يجري عبر الكنيست، وليس من أجل الهروب إلى "الملجأ الرئاسي".

لقد نشر بنيامين نتنياهو نفسه هذا الفيديو في كانون الأول/ديسمبر 2021 على موقع إكس، الذي كان اسمه في ذلك الوقت تويتر - مع أغنية الروك "عين النمر" Eye of the Tiger. وبحسب تعليقه فهو يظهره في مبنى البرلمان الإسرائيلي، الكنيست. وعلى عكس المذكور في المنشور، فإنَّ بنيامين نتنياهو هو رئيس وزراء إسرائيل، وليس الرئيس، الذي يشغل منصبه اسحاق هرتسوغ.

حفل زفاف تحت سماء مليئة بالصواريخ؟

الادعاء: "زوجان من بيروت أقاما حفل زفافهما تحت ضوء  الصواريخ الإيرانية  المتوجهة إلى إسرائيل!". نُشر هذا الادعاء مع صورة تظهر عروسًا وعريسها وهما يرقصان بينما تضيء السماء في الخلفية أضواء ساطعة تشبه النجوم - أو حتى الصواريخ. وهذه الصورة تمت مشاركتها من قبل آلاف المستخدمين وشوهدت ملايين المرات على منصات التواصل الاجتماعي مثل موقعي إنستغرام وإكس، تويتر سابقًا.

ولكن تحقيق DW أثبت أنَّ هذه الصورة مزيفة.

يظهر البحث العكسي عن الصور كوكبة أضواء في سماء الليل تشبه ما يشاهد في بعض مقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر الإنترنت خلال اليومين الماضيين.
يظهر البحث العكسي عن الصور كوكبة أضواء في سماء الليل تشبه ما يشاهد في بعض مقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر الإنترنت خلال اليومين الماضيين.صورة من: Google Lens

هذه الصورة تبدو على الفور غير طبيعية. حيث يظهر فيها تباين واضح بين المقدمة المضاءة على الأرجح بضوء النهار وبين سماء الليل: ظلال العروسين والجدار في المقدمة يتجهان باتجاه المصور، ولكن لا يمكن رؤية مصدر ضوء قوي بما فيه الكفاية خلفهما. وكذلك يبدو امتداد الإضاءة من سماء الليل إلى الجدار غير حقيقي. والحافة الحادة توحي بأنَّ الخلفية مقطوعة من صورة أخرى ومضافة إلى مشهد العروسين.

وأظهر البحث العكسي عن صورة الخلفية أنَّها مأخوذة من مقطع فيديو تمت مشاركته كثيرًا خلال اليومين الماضيين. ويؤكد تحليل الصور باستخدام التطبيق الإلكتروني "Forensically"، الذي يكتشف التلاعب الرقمي في الصور، الشكوك في أنَّ المقدمة والخلفية مركبتين تركيب من صور مختلفة.

يوشا فيبر، رئيس فريق تدقيق الحقائق في DW

يان د. فالتر، محرر ومراسل لفريق التحرير الألماني لشؤون السياسة والمجتمع الدولي.

ساهم في إعداد التقرير: عماد جسن

أعده للعربية: رائد الباش


 

Jan Walter Autorenfoto
يان فالتر يان فالتر هو محرر ومراسل للقسم الألماني في شؤون السياسة الدولية والمجتمع.
سارة شتيفن كاتبة ومحررة مهتمة بالأزمات التي لا تحظى بالتغطية الكافية.