DW تتحقق: صور بالذكاء الاصطناعي لهجوم مزعوم على مطار بيروت
٢٤ أكتوبر ٢٠٢٤ما هو حقيقي في صراع الشرق الأوسط وما هو غير حقيقي؟ رافق هذا السؤال تصاعد العنف من بداية حرب غزة في أكتوبر 2023، حيث أن الكثير مما يتم مشاركته والإعجاب به والتعليق عليه على الإنترنت ليس حقيقيًا. كما ترافق القتال الأخير بين حزب الله في لبنان وإسرائيل مع طوفان من المحتوى المضلل أو المتلاعب به أو المزيف على الشبكات الاجتماعية. وهذا هو الحال هنا أيضًا:
ادعاء: تنتشر حاليًا صورتان للهجوم المزعوم على مطار في بيروت: " صورة لكتب التاريخ. طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط تهبط في مطار بيروت الدولي بينما تطلق إسرائيل النار على المطار"، كتب أحد المستخدمين على موقع X، مشاركًا صورة يزعم أنها تظهر المطار. مستخدم آخر على X يشارك صورة ثانية ويزعم أنها "طائرة ركاب مليئة بالركاب في مطار بيروت الدولي".
DW تتحقق: زائفة
كلتا الصورتين ليستا حقيقيتين، ولكن تم إصدارهما بمساعدة الذكاء الاصطناعي. يتضح ذلك عند الفحص الدقيق: من المفترض أن تُظهر الصورة أعلاه طائرة تقترب للهبوط. يمكن رؤية المباني في المقدمة. أحدها يحتوي على نوافذ مضاءة، تكون إطاراتها مستقيمة أحياناً، وأحياناً مائلة قليلاً ومرتبة بطريقة غير منتظمة بشكل غريب - وهو أمر غالباً ما نواجهه في الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للمباني. بالإضافة إلى ذلك، عند التكبير، يظهر نوع من الشريط الضبابي فوق أجزاء من نوافذ الطائرة ومقدمة الطائرة قصيرة بشكل ملحوظ.
لقد قارنا ذلك بصور طائرات شركة الطيران MEA. وحسب الشركة، فإن شركة MEA تطير بطرازات A320 200 وA330 200 وA321 NEO من طرازات إيرباص. تحتوي جميع الطرازات على مقدمة طائرة أطول من تلك الموجودة في الصورة التي تم إصدارها بواسطة الذكاء الاصطناعي. ويختلف طلاء الذيل في الصورة المنشورة على X عن الطلاء الفعلي. هناك أيضًا اختلافات في أضواء الطائرة. الضوء الظاهر أعلى جسم الطائرة لا يتوافق مع المعايير الدولية. تكون أضواء التحذير من الاصطدام في أعلى وأسفل جسم الطائرة حمراء دائماً، وليست بيضاء كما في الصورة. يمكن رؤية ذلك في دليل الطيارين على سبيل المثال.
كاشف الذكاء الاصطناعي يتعرف على "دليل كبير على التلاعب"
تُظهر الصورة الثانية طائرة واقفة على الأرض ومبنى المطار في الخلفية. يمكن رؤية حالات شاذة مماثلة هنا: على سبيل المثال، صفوف النوافذ المنحنية والملتوية على المبنى في الجزء الخلفي الأيسر، أو إطارات عجلات الهبوط متباعدة جدًا عن بعضها البعض أو أبواب مضاءة بشكل غريب على جسم الطائرة. قمنا أيضًا بفحص كلتا الصورتين باستخدام أداة اكتشاف الذكاء الاصطناعي من Truemedia.org. في كلتا الحالتين، توصل البرنامج إلى استنتاج "دليل كبير على التلاعب".
على الرغم من هذه الحالات الشاذة، فقد تمت مشاركة الصور على العديد من المنصات مثل Threads وريديت وتيليغرام وإنستغرام وX، كما يظهر من البحث العكسي عن الصور.
وبالإضافة إلى ذلك، نشرت العديد من وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل الإعلام العربية والروسية والتركية، تقارير عن الهجوم المزعوم باستخدام الصور التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي. حتى وسائل الإعلام المعروفة مثل CNN Turk وMSN Turkish انطلت عليها الصور المزيفة ونشرتها.
ومع ذلك، فإن حقيقة أن الصورتين اللتين تم تحليلهما ليستا أصليتين بل تم إنشاؤهما بالذكاء الاصطناعي لا يعني أنه لم تكن هناك هجمات فعلية من قبل القوات المسلحة الإسرائيلية على أهداف مثل مطار بيروت. ففي بداية شهر أكتوبر، على سبيل المثال، التقطت صور تظهر العديد من الانفجارات بالقرب من المطار.
أعده للعربية: م.أ.م