DW تتحقق: ما حقيقة تحطم الطائرة التي كانت تقل الأسد؟
١٢ ديسمبر ٢٠٢٤عندما سيطرت قوات المعارضة المسلحة على السلطة في سوريا الأسبوع الماضي، كان مكان وجود حاكم سوريا المخلوع والهارب بشار الأسد غير واضح لأيام. وسرعان ما تكاثرت الشائعات حول الهروب المحتمل والمكان المحتمل للأسد ومكان تواجد عائلته. وقامت DW بإلقاء نظرة فاحصة على بعض الادعاءات حول مكان وجود الأسد ووجدت أنها مزيفة منتشرة بشكل كبير.
الادعاء:
تنتشر أخبار على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى بعض المواقع الإعلامية بأن حاكم سوريا المخلوع قد توفي في حادث تحطم طائرة. ويتم نشر هذا الادعاء مع هذه الصورة أو هذا الفيديو، على سبيل المثال. فهل يشير ذلك إلى تحطم الطائرة التي كانت تقل بشار الأسد؟
DW تتحقق: خطأ
لا تظهر الصورة ولا الفيديو تحطم طائرة الأسد. يُظهر البحث العكسي عن الصور أن صورة حطام الطائرة قديمة. نرى نفس الطائرة بالضبط في مقطع فيديو يوتيوب هذا الذي يعود لعام 2020، على سبيل المثال والذي يظهر أن اليوتيوبر مات بيرغر عثر على حطام الطائرة من عام 1952 أثناء تنزهه في متنزه وادي الموت الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية. ونصادف أيضًا مقالات على الإنترنت تتحدث عن ذلك.
الفيديو المنشور فيما يتعلق بادعاء تحطم طائرة الأسد، والذي يظهر فيه طائرة تحترق في الليل، يظهر في الواقع شيئًا آخر. يكشف البحث العكسي عن الصور أن اللقطات أقدم وتظهر طائرة هندية مقاتلة من طراز ميغ-29 تحطمت في أوائل سبتمبر.
من المحتمل أن تكون التكهنات حول احتمال تحطم الطائرة قد تأججت أيضًا بسبب البيانات المربكة التي ظهرت في الأيام الأخيرة حول الطائرة. فحسب تقارير إعلامية، اختفت إشارة الطائرة، وهي طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية من طراز إليوشن إيل-76 T تحمل رقم SYR9218، بالقرب من مدينة حمص.
ومع ذلك هذا لا يعني بالضرورة أن الطائرة قد تحطمت، فحسب خبراء يمكن أن يكون جهاز الإرسال والاستقبال قد انطفأ أيضًا. فوفقًا لبحث أجرته مؤخرًا مجلة دير شبيغل الألمانية، على سبيل المثال يمكن أن يكون للرحلة الغامضة علاقة بهروب الأسد - لكن بيانات الطائرة لا تثبت تحطمها وموتها.
لا توجد صور حديثة للأسد في موسكو
وفيما يتعلق بمكان وجود الأسد، فقد ترددت تكهنات حول وصوله إلى العاصمة الروسية موسكو. وفي هذا الصدد، تداول العديد من المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك بعض وسائل الإعلام، صورًا مختلفة يُزعم أنها تُظهر الرئيس السوري السابق بشار الأسد مع زوجته في موسكو.
الادعاء:
" بشار الأسد وزوجته أسماء ظهرا في موسكو"، إذا كتب أحد مستخدمي "إكس" ناشرًا صورة للحاكم السوري مع زوجته ومرافقين آخرين من الرجال في أحد المباني. كما نشرت بعض وسائل الإعلام الصورة، بما في ذلك عنوان "صور التقطت للأسد في موسكو".
DW تتحقق: خطأ
يُظهر البحث العكسي عن الصورة التي تم مشاركتها عدة مرات، والتي كان قد تم مشاركتها لأكثر من عام، أنها التقطت أثناء زيارة الأسد لضحايا الزلزال في مستشفى حلب في 10 فبراير 2023، وهي لقطة من تسجيل فيديو للزيارة. كما يمكن الاطلاع على صور مقابلة لزيارة الأسد في ذلك الوقت في الوكالات.
كما تداول بعض مستخدمي منصة "إكس" صورة أخرى تُظهر بشار الأسد في المطار على أنها صورة حديثة من موسكو. في هذه الحالة أيضًا، يؤدي البحث العكسي عن الصور إلى النتيجة الصحيحة. تعود الصور إلى زيارة قام بها الأسد إلى موسكو في مارس 2023، فوفقًا لمصادر روسية رسمية، وصل الأسد إلى موسكو في 14 مارس 2023 لإجراء محادثات روسية سورية مع فلاديمير بوتين في 15 مارس 2023. تُظهر الصورة المنشورة الأسد أثناء استقباله من قبل حرس الشرف لدى وصوله إلى مطار فنوكوفو.
في غضون ذلك، ذكرت وكالات الأنباء الروسية، نقلاً عن مصدر في الكرملين، أن الأسد وعائلته موجودون في موسكو وقد مُنحوا حق اللجوء في روسيا لأسباب إنسانية. وأكد موظفو السفارة السورية لوكالة تاس أن الحاكم السوري المخلوع موجود حاليًا في موسكو. ومع ذلك، لم يتم نشر أي صور أو لقطات فيديو حديثة للأسد وعائلته في موسكو.
والثلاثاء (10 ديسمبر/كانون الأول 2024) قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد هو بضيافة روسيا، في أول تأكيد حكومي روسي لذلك. ولفت ريابكوف خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "ان بي سي" الأمريكية، الى أن روسيا نقلت الأسد إلى أراضيها "بأكثر الطرق أمانا" مع انهيار حكومته في مواجهة فصائل المعارضة المسلّحة.
أعده للعربية: م.أ.م