" My story " صفحة فيسبوك لقصص الغزيين
١٢ فبراير ٢٠١٨بدأ اهتمام سعيد قديح البالغ من العمر 25 عاماً بفيسبوك إثر تجربة صعبة مر بها خلال حرب 2014 في غزة، كاشفا ل DW عربية وضعه خلال المعركة بالقول" كنت حينها محاصراً في المنزل لوحدي وشاركت المتابعين بما يحدث أولاً بأول لهذا زاد المتابعين بشكل كبير وفكرت بعدها باستثمار الحساب بصنع قصص من الحياة اليومية في غزة".
خارطة لصفحة My story
يهتم سعيد بنشر قصص ملهمة من كافة بلدان العالم على حسابه الشخصي ويقوم بترجمة البعض منها، وعندما وجد اهتمام المتابعين بالقصص أنشأ My storyعلى فيسبوك وانستغرام والتي يتابعها الآلاف، وبها يقول سعيد ": نتجول في مختلف مناطق قطاع غزة من شمالها الى جنوبها، نبحث عن أبطال لقصص في مناطق مهمشة وأشد فقراً، انصهروا مع واقع الحياة وصنعوا أنفسهم والبعض منهم لايزال في عراك مع ظروف الحياة الصعبة، شعار المشروع هو: " كلنا لدينا قصة نرغب أن يعرفها العالم عنا".
أحمد سلامة (24 عاماً) مصور مشروع قصتي ويشارك سعيد بتوثيق أجمل القصص في غزة، حيث تحدث عن تجربته الجميلة مع مواقع التواصل الاجتماعي ل DW عربية : هي تجربة مميزة، تجعلك أقرب من أهل بلدك، تتطلع على قصصهم وحياتهم وبعض المواقف الجميلة وأيضاً المحزن منها، والتواصل الاجتماعي هو مصدر المعلومة للجمهور الفلسطيني خاصة أنه نسبة 87% من مصدر المعلومات، بالتالي هي الأكثر تأثيراً".
التصوير دائما تحد كبير، خصوصا في المناطق التي تعيش صراعات ومصالح متنازعة ، من هنا وقد يكون اقناع الشخص بأن يروي قصته ممكناً اذا تاكد صاحب القصة انها لا تضره، وكذا اهله لكن التصوير يبقى مسألة اخرى وبهذا السياق يقول سلامة" ، لكنهم يهابون التصوير خاصة النساء منهم نظراً لأن غزة مدينة محافظة، فنجبر على تصوير جزء مما يعيشونه وليس هم كأشخاص من أجل وصول قصتهم الملهمة للناس".
قصص الصفحة
ونشرت على صفحة ماي ستوري قصص دولية بات لها جمهور من متابعي الصفحة وأثرت في المتابعين وشهدت تعليقات ومشاركات كثيرة من بينها:
قصة أمير البالغ من العمر32 عاماً الذي تقدم لخطبة صفاء 26 عاماً المريضة بالكلى والذي كان يشجعها عند كل جلسة علاج غسيل الكلى ويطلب منها الابتسام دائماً لقهر المرض والتغلب على وجعه. صفاء وافقت بأن يكون أمير سندا أبديا لها في مشوارها، لآنها اعانها ان تنتصر على المرض واقنعها بمواصلة دراستها الجامعية لقولها " هناك ما يستحق الحياة".
والقصة الثانية لروان البالغة من العمر 22 عاماً والمصابة بمرض الذئبة الحمراء هاجمها المرض بشكل مستمر طوال مراحل حياتها وعاشت فترات طويلة في المستشفى داخل غرفة العناية المركزة بين الوعي ولا وعي بما يدور حولها، الى حين وصولها للثانوية العامة حرمت منها في العام الأول، ولكنها أصرت على حصول شهادتها فنجحت والتحقت بالجامعة لتلخص تجربتها قائلة: "مع كل لحظة عذاب عشتها، تعلمت أن أحتفي بكل لحظة كأنها الأخيرة فعلًا، أن أسامح دون تفكير، أن ألا أجعل للمرض فرصة ليسيطر على حياتي، حتى وإن سيطر هو على جزء من جسمي".
ومن التجارب الأخرى صاحبة أكثر انستغرام متابعة من غزة بـ111 ألف متابع، خلود نصار البالغة من العمر27 عاماً والتي تحدثت ل DW عربية عن تجربتها قائلة :" من خلال انتسغرام بدأت بتصوير الحياة في غزة بشكل عفوي وجميل خلال تنقلاتي مع العائلة أو مع الأصدقاء وخلال سيري وتنقلي من مكان لمكان، كثرة التعليقات التي كانت تعبر عن صدمتها من الصورة التي أخرجها والتي جمال الحياة في غزة أثارت استغرابي، فالأغلب كان اعتقادهم أن غزة مكان لا يصلح للعيش أو هي مكان مدمر وأهله أموات بائسين".
وتضيف:" مع ازدياد تفاعل المتابعين ومضاعفة عددهم، تولد لدي حس المسؤولية تجاه هذه المدينة الصغيرة التي أنتمي لها، وأهمية تحسين صورتها أمام سكانها أولاً ومن ثم أمام العالم الذي ربط صورتها بالحرب، وأدركت حينها عظمة العمل التي أقوم به".
أما محمد أبو القمبز الخبير في الاعلام الاجتماعي فأكد ل DW عربية أن هناك:" 600 ألف مستخدم فيسبوك في غزة وأكثر من 300 ألف مستخدم لتويتر وانستغرام" ، وأضاف مسلطاً الضوء على الجانب المشرق في القضية :" شيء مهم أن يرى العالم النظرة الأخرى والزاوية الأخرى لقطاع غزة فإنّ الجميع متعود على معرفة أزمات غزة بكافة أشكالها، ولكن بالمقابل يوجد قصص نجاح وطموحات وانجازات نسعى الى تحقيقها ومن المهم نقلها لكي يتعرف عليها الناس فهي تعطي بريق أمل للعالم".
رويدا عامر- غزة