آثار جائحة كورونا تصل إلى صناعة السفن في ألمانيا
٦ سبتمبر ٢٠٢٠من يسكن بالقرب من ميناء أو يتوفر على مكان عمل يطل على "ممر مائي" بإمكانه من خلال ألقاء نظرة على حركة البضائع الوصول إلى استنتاج صحيح حول الوضع النمو في البلاد. وهذا يعني ببساطة أنه كلما زاد عدد سفن الشحن والحاويات التي تنقلها، كلما تحسن وضع الاقتصاد.
محرر في الشؤون الاقتصاد يمؤسسة دويتشه فيله ينظر غلى نهر الراين ويراقب حركة السفن فيه من مكان عمله. فهو يرى منذ أسابيع عددا أكبر من السفن تحمل حاويات أكثر.
بيانات موثوقة
الأرقام التي أصدرها معهد لايبنيتس لبحوث الاقتصاد تشير إلى أن مؤشر نقل الحاويات ارتفع في يوليو/ تموز من 110,2 إلى 116,2 ويصل بذلك إلى نسبة أقل من القيمة المسجلة في السنة الماضية، كما أعلن الخبراء في مدينة ايسن. والمؤشر يعكس حجم نقل الحاويات في 91 ميناء دولي، حيث يُسجل نحو 60 في المائة من النقل العالمي للحاويات. وحسب معطيات خبراء معهد لايبنيتس فإن مؤشر نقل الحاويات يعكس بدقة المعطيات حول التجارة العالمية التي يصدرها صندوق النقد الدولي. ولاسيما خلال الأزمة المالية والاقتصادية في 2008 قدم المؤشر بيانات موثوقة. لكن دلالة المؤشر محدودة، لأن جميع البضائع لا تُنقل في حاويات مثلما الحال مع المواد الأولية والسيارات.
انهيار كبير
وفي الوقت الذي تتعافى فيه الأعمال في البحر وتعود إلى مجراها العادي، وهو ما تنظر إليه شركات صناعة السفن ومسيرو الموانئ بارتياح، لكن ليس هناك نفس النمو في قطاعات متعلقة بها مثل بناء السفن. حيث تراجع بناء السفن الجديدة في النصف الأول من 2020 عالميا إلى الخمس وفي المانيا وصلت النسبة إلى 28 في المائة، حسبما أعلن اتحاد صناعة السفن وتقنية البحار في هامبورغ. وفي المانيا خفضت العديد من شركات السفن خلال أزمة جائحة كورونا انتاجها وخفضت عدد العاملين وتم فرض أوقات عمل قصيرة. وعندما تفجرت أزمة كورونا، كانت دفاتر الطلبيات مليئة بشكل لم يسبق له مثيل. "وإلى حد الآن لم يتم إلغاء الطلبيات"، كما قال مدير أعمال اتحاد صناعة السفن وتقنية البحار، راينهارد لوكين لوكالة الأنباء الألمانية.
الآمال معلقة على دافع الضرائب
لكن راينهارد لوكينلديه تخوفات من المستقبل القريب: "فالوضع دراماتيكي" ولا يدعو للارتياح.فمنذ بداية الأزمة قلما صدرت عالميا طلبات لبناء سفن جديدة. وهذا ينطبق على سفن الشحن والسفر أيضا. "منتجو السفن يترقبون كيف سيتطور الوضع بالنسبة للاستهلاك والانتاج وحجم البضائع ويؤجلون طلبات مبرمجة إلى المستقبل". ويؤكد لوكين أن "هناك ما يكفي من العمل". ففي الغالب ظلت استثمارات ضرورية بدون تنفيذ وهناك الآن حاجة إلى سفن جديدة تراعي أكثر الجانب الاقتصادي والبيئي. وكمثال ذكر لوكين لوكالة الأنباء الألمانية عبّارات يونانية لم تتجاوز الاختبارات التقنية الأمنية وهي تتحرك فقط من خلال حصولها على رخص استثنائية. وحتى غالبية السفن في ألمانيا تعمل منذ 60 عاما. ومنتجو السفن الألمان يعلقون آمالهم الآن على برامج مساعدات كورونا الأوروبية والألمانية التي تدعم أيضا الإجراءات الصديقة للبيئة. وفي الفترة الأولى للوباء قدمت الحكومة الألمانية خدمات كبيرة، كما ينوه لوكين ويحذر في الوقت نفسه من أن التحديات القادمة بسبب التكييف الهيكلي ستكون أكثر صعوبة.
وإلى حد الآن تشعر شركات صناعة السفن أن الركود نتيجة تفشي وباء الوباء قد تأخر بعض الشيء: ففي الوقت الذي تحملت فيه شركات الملاحة البحرية خسائر كبيرة، تمكنت شركات صناعة السفن أولا من إتمام إنتاج السفن الراسية في مدينة كيل. وتحتاج تلك الشركات لبعض الوقت من أجل بناء وحدات جديدة. وفترة معاناة صانعي السفن الألمان ستطول بعض الشيء، لأن تعافي النمو العالمي سيتطلب هو الآخر مزيدا من الوقت. وفي هذا تحدد الصين، حيث بدأ الوباء، إيقاع السرعة. فالأرقام تدل على أن منعطف التراجع والنمو يظهر أولا في الصين ثم في شمال أوروبا بتأخر واضح.
ديرك كاوفمان/ م.أ.م