آلاف النازحين والعالقين جراء حرب القاعدة في جنوب اليمن
٢١ سبتمبر ٢٠١٠اتهم مسؤول أمني يمني تنظيم القاعدة باستخدام المدنيين كدروع بشرية في القتال المستمر بينه وبين القوات الحكومية في الحوطة بمديرية ميفعة التابعة لمحافظة شبوة، جنوب شرق البلاد. وذكر المسؤول اليوم الثلاثاء (21 سبتمبر /أيلول) لوكالة فرانس برس أن الاشتباكات التي تشهدها الحوطة منذ أيام أسفرت عن مقتل جنديين حتى الآن إضافة إلى مقتل الشيخ القبلي عبدا الواحد منصور مساء الاثنين.
واتهم المسؤول اليمني عناصر القاعدة بقتل منصور "عندما حاول النزوح باتجاه منطقة عزان" المجاورة. وقال إن "عناصر القاعدة يمنعون المواطنين من النزوح لأنهم يريدون استخدامهم كدروع بشرية ونحن سنعمل على الحفاظ على أرواح المدنيين". وأكد المسؤول أن بعض الذين يحاولون مغادرة الحوطة "عالقون في المدينة بعد أن قام عناصر القاعدة بمنعهم من الخروج وأطلقوا النار عليهم".
آلاف النازحين
وكان مسؤول أمني يمني قد أكد الاثنين أن ثمانية آلاف شخص على الأقل نزحوا من منطقة الحوطة بسبب القتال، فيما ذكر تقرير أولي صادر عن فرع جمعية الهلال الأحمر بمحافظة شبوة أن عدد النازحين يتراوح بين ثمانية آلاف و12 ألف نازح. ونزح معظم هؤلاء، بحسب التقرير، الى مناطق مجاورة في ميفعة، وكذلك الى محافظتي حضرموت وعدن .
ومن جهته قدر مدير عام مديرية ميفعة، عبد الله عاتق، عدد الذين نزحوا من الحوطة حتى الآن بعشرة آلاف نسمة كما قدر عدد المسلحين في صفوف القاعدة بمائة مسلح مشيرا إلى أن معظمهم توافدوا من محافظتي مأرب وأبين الواقعة في جنوب البلاد . وقال المسؤول إن قوات الجيش لم تتمكن بعد من دخول مدينة الحوطة ولا تزال تحاصر المدينة.
وكانت القوات اليمنية أطلقت منذ نهاية الأسبوع الماضي حملة لملاحقة قادة تنظيم القاعدة في منطقة ميفعة التابعة لشبوة، وأسفرت هذه المعارك عن مقتل ثلاثة عناصر من القاعدة على الأقل بحسب مصادر أمنية رسمية. وذكرت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس، في وقت سابق، أن الحملة في شبوة تأتي ضمن تعزيز السلطات جهودها لتعقب عناصر وقادة القاعدة، ومن بين هؤلاء رجل الدين انور العولقي الذي تطالب واشنطن به "حيا أو ميتا" وتتهمه بالضلوع مباشرة في هجمات استهدفت الولايات المتحدة. وُعتقد أن العولقي يختبئ في شبوة حيث يحظى بحماية قبيلته.
القاعدة تتحدث عن اختطاف مسؤول أمني
وفي سياق متصل، زعم "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" مسؤوليته عن خطف "مسؤول كبير" في المخابرات في محافظة صعدة الشمالية في أغسطس/ آب، وطالب بالإفراج عن اثنين من سجنائه. ولم يظهر وجود قوي لتنظيم القاعدة، الذي ينشط بقوة في مناطق أخرى من اليمن، في محافظة صعدة محور صراع دام ست سنوات بين المتمردين الحوثيين الشيعة والحكومة، والذي أجبر 350 ألفا على النزوح من ديارهم. ولم يتسن على الفور التأكد من صحة هالزعم بإختطاف مسؤول أمني يمني.
ويذكر أنه في أغسطس/آب خطف مسلحون مجهولون علي الحسام نائب مدير المخابرات في صعدة التي مزقتها الحرب. وفي ذلك الوقت لم يكن لدى السلطات فكرة عمن يقف وراء خطفه. وأمهل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان، بث على موقع إسلامي متشدد الليلة الماضية، السلطات اليمنية 48 ساعة للإفراج عن سجينين لديها، ولم توضح القاعدة ما إذا كان الرهينة لا يزال حيا وما إذا كان التنظيم ينوي قتله. فيما تجمع صباح اليوم الثلاثاء نحو 200 شخص ينتمون لعشيرة الضابط المخطوف في وسط صنعاء للتعبير عن إحتجاجهم عن خطف الضابط وطالبوا الرئيس علي عبد الله صالح بإنقاذ حياته.
(ي ب / ا ف ب / رويترز)
مراجعة: منصف السليمي