أثرياء العرب عامل إنعاش للأسواق الألمانية

بدا منظر فتاة خليجية محجبة وهي تتسوق من إحدى المراكز التجارية في ميونخ مألوفا للناس، فالسياحة العربية لألمانيا وخاصة من دول الخليج العربي بدأت بالتزايد بشكل ملفت للنظر، وبدا من المألوف مشاهدة مناظر الفتيات المحجبات وهن يتسوقن أو رجال عرب بأزيائهم التقليدية يتجولون في الشوارع، وتقدر بعض المصادر بأن أكثر من120 ألف سائح عربي يتوجهون لألمانيا في فترة الصيف والأعداد مرشحة للتزايد، وأصبحت المؤسسات السياحية والتجارية أكثر وعياً بخصوصيات وحاجات السائح العربي من حيث نوعية الطعام المقدمة التي تخلو من لحم الخنزير أو وجود لوائح باللغة العربية للطعام وما إلى ذلك من الأمور التي تسهل إقامة السائح وتساعده على قضاء وقت ممتع.

ميونيخ قبلة التسوق الأولى

وتعتبر مدينة ميونخ، عاصمة ولاية بافاريا، القبلة الأولى للسياح العرب، فالطبيعة الساحرة التي تتمتع بها بافاريا وتراثها الحضاري العائد إلى القرن السادس الميلادي تجذب المزيد من الخليجيين الراغبين بالابتعاد عن الأجواء الحارة التي تتميز بها منطقة الخليج صيفا والاستمتاع بجو ألمانيا المعتدل المائل إلى البرودة، كما يستمتع الأطفال برؤية الثلج الذي يغطي قمم جبال الألب المرتفعة، والتي تعد حدثا فريدا من نوعه لهم!

قوة شرائية كبيرة

ويبدوا أن سكان مدينة ميونيخ بدأوا يدركون أن السياح العرب القادمين إليهم لا يعطون لمحة ساحرة من الشرق فحسب، بل يملكون قوة شرائية كبيرة تساهم في إنعاش الاقتصاد الألماني، فالسياح العرب وبعكس العديد من الجنسيات الأخرى المختلفة والتي تزخر بها المدينة يستغلون فترة طويلة من الإجازة ليقوموا بالتسوق والشراء، مما دفع العديد من تجار المدينة بتسميتهم بـ"محبي التسوق من الدرجة الأولى". وفضلاً عن ذلك تساعد الأسواق التجارية الضخمة السياح العرب في العثور على مبتغاهم من غير جهد أو مشقة.

اهتمام ألماني بالسياح العرب

أصبحت ألمانيا تولي اهتماما اكبر بالسياح العرب في السنوات القليلة السابقة، فقد افتتحت هيئة السياحة الألمانية مكتب تمثيل في مدينة دبي، حيث يتم تسليط الضوء على ألمانيا كبلد سياحي مضياف من أجل رفع عدد السياح العرب الوافدين إليها، كما ان إدماج منطقة الخليج العربي بالفيزا السياحية لمنطقة "شينغن" التي تتيح لحاملها التنقل في البلدان الأوروبية المختلفة ساهم من رفع عدد السياح الخليجيين باعتبار أنه أصبح من الممكن زيارة أكثر من بلد أوروبي في وقت واحد.

تحسين الواقع السياحي العربي

إلا أن واقع السياحة العربية في ألمانيا يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لتطويرها، فالعديد من السياح العرب يشكون من نقص الفنادق التي يقيمون بها ومن برامج تهتم بالعائلة العربية، كما أن اللغة لا تزال تشكل عائقا للعديد من أبناء المنطقة العربية الذين يجهلون اللغة الألمانية. وهذا يعني أن الفنادق والأماكن السياحية مطالبة بالاهتمام بشكل أكبر باللغة العربية أسوة بالسياح الأوروبيين الذين يجدون كل ما يحتاجونه بلغتهم، إذا أرادت تنمية السياحة العربية إليها والاستفادة من الإعداد العربية المتزايدة من السياح ممن يمنون أنفسهم بقضاء وقت ممتع في قلب أوروبا.

علاء الدين جمعه