أردوغان يهدد بإنهاء الشراكة مع الولايات المتحدة
١١ أغسطس ٢٠١٨حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت (11 آب/ أغسطس)، الولايات المتحدة من استمرار تدهور العلاقات بين البلدين. وفي مقال له بصحيفة نيويورك تايمز نُشِر السبت، قال أردوغان "في حال لم تبدأ الولايات المتحدة باحترام سيادة تركيا، وتؤكد تفهمها للمخاطر التي تواجهها أمتنا، فإن شراكتنا قد تكون مهددة بالفعل". وتابع أردوغان "إن الفشل في وقف التوجه الحالي القائم على التفرد وقلة الاحترام، سيدفعنا إلى البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد".
وجاء كلام أردوغان غداة الانهيار الكبير والمفاجئ لليرة التركية، التي تراجعت إلى مستوى قياسي جديد وخسرت 18 بالمئة من قيمتها في وقت ما، في أكبر انخفاض لها منذ عام 2001. ويرجع الانخفاض خصوصا إلى قرار الرئيس الأميركي الذي أعلنه في تغريدة على "تويتر" وقضى بمضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات من الصلب والألمنيوم التركيين.
وقال الرئيس التركي إن بلاده مستعدة لاستخدام العملات المحلية مع دول أخرى، "إذا كانت تريد الخروج من قبضة الدولار". وأضاف أردوغان، في تصريحات نشرتها وكالة الأناضول الرسمية للأنباء: "مستعدون للتعامل بالعملات المحلية مع روسيا وإيران وأوكرانيا وغيرها من الدول التي نملك التبادل التجاري الأكبر معها".
وفي خطاب ألقاه اليوم السبت أمام حشود من أنصاره في مدينة أونيه على ضفاف البحر الأسود، قال الرئيس التركي "إن التجرؤ على السعي لتركيع تركيا بالتهديدات بسبب قس، هو الخطأ بعينه"، مضيفا "عار عليكم، عار عليكم، إنكم تستبدلون شراكتكم الاستراتيجية داخل الحلف الأطلسي بقس". في إشارة إلى القس الأميركي أندرو برانسون، الذي تتهمه أنقرة بدعم الإرهاب وبالتجسس، وقد وضع قيد الإقامة الجبرية في نهاية تموز/ يوليو الماضي بعد أن أمضى في السجن نحو سنة ونصف سنة. وتطالب الولايات المتحدة بإطلاق سراحه على الفور، في حين أن أنقرة كانت طلبت في فترة من الفترات باستبداله بالداعية التركي فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ نحو عشرين عاما، والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016.
وكرر أردوغان اليوم السبت دعوته للأتراك بالمساعدة في دعم الليرة للانتصار فيما وصفها بأنها "حرب الاستقلال". وقال "إذا كنتم تدخرون دولارات استبدلوها.. إذا كان لديكم يورو استبدلوه... أعطوها فورا للبنوك وحولوها لليرة التركية، ومن خلال ذلك نقاتل في تلك الحرب من أجل الاستقلال والمستقبل. لأن تلك هي اللغة التي يفهمونها".
ص.ش/ف.ي (أ ف ب، رويترز، د ب أ)