من يكون "كبش فداء" تفكك عُرى العملاق الكتالوني؟
١٧ فبراير ٢٠١٧من الواضح أن الفريق الكتالوني ليس في أحسن حالاته الآن، بل إنه في أزمة كبيرة على ما يبدو. وما كتبته مجلة "سبورت" الرياضية الإسبانية يوحي بذلك "كانت أكثر من أزمة وماحدث هو تفاقم المشكلة الموجودة طيلة هذا الموسم"، فهل يعني ذلك أن الفريق الكتالوني في حالة تفكك؟
خروج برشلونة من دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم بات قاب قوسين أو أدنى. فمعادلة النتيجة في مباراة الإياب على ملعب كامب نو في (8 آذار/ مارس) سيكون مستحيلا بحسب صحفية "الباييس" الإسبانية التي اعتبرت أن "الفريق فقد قدرته على البقاء في هذه المنافسة. " علما بأن آخر مرة خرج منها الفريق الكتالوني في دور ثمن النهائي كانت عام 2007 على يد فريق ليفربول الإنجليزي. آنذاك كانت برشلونة تحت قيادة المدرب فرانك ريكارد، الذي ترك الفريق لتبدأ بعد ذلك حقبة جديدة في تاريخ برشلونة بقيادة غوارديولا.
حتى الآن لم يُذْكر في تاريخ منافسات دروي أبطال أوروبا أن فريقا بقي في المنافسة بعد خسارة في مباراة الذهاب وصلت إلى أربعة أهداف، فهل يكسر برشلونة تلك القاعدة؟ الإجابة بلا، هي الأقرب إلى المنطق.
وبالنسبة للدوري الإسباني ، يحتل الفريق المركزالثاني بعد ريال مدريد ورصيده 48 نقطة، أي بفارق نقطة واحدة عن غريمه (49 نقطة). مع وضع في الاعتبار أن ريال مدريد لعب في الدوري مباراتين أقل من برشلونة، ما يعني أن الهوة بينهما يمكن أن تتسع وتصل إلى 7 نقاط.
وربما لم يبق أمام الفريق الكتالوني في هذا الموسم (2016/2017)، سوى كأس "ملك إسبانيا"، إذ تأهل إلى الدور النهائي وسيلتقي فريق ألفيس الصاعد في 27 مايو/ أيار. والسؤال هو: هل يكفي هذا الأمل لبقاء لويس إنريكي مدربا للفريق الكتالوني؟
إنريكي هو السبب!
يرى محللون رياضيون، ومن بينهم ديتمار كرافت المحلل بموقع "بيلد" الألماني، أن ساعة رحيل إنريكي دقت وأن رحيله في نهاية الموسم أصبح أمراً مفروغاً منه. وربما لا يستمر حتى نهاية الموسم، وخاصة أن لاعبي برشلونة فقدوا الثقة بمدربهم. وتصريحاتهم بعد مباراة باريس سان جيرمان تدل على ذلك.
بعض المحللين الرياضيين أيضا حمّلو إنريكي سبب "الفضيحة" أمام سان جيرمان، فخطته القائمة على هدم خط الوسط لا تناسب فريق برشلونة. فالنادي الكتالوني يتميز بخط وسطه الهجومي، الذي يعد الأقوى في العالم بوجود الثلاثي "نيمار ميسي وسواريز".
ما يعني أن إنريكي في وضع لا يتمناه أي مدرب أخر، وتصرفاته تدل على ذلك. فوفقا لصحيفة "الموندو ديبورتيفو"، فإن مدرب برشلونة فقد رباطة جأشه تماما بعد هزيمة باريس سان جيرمان. إذ كان سيتعدى على أحد الصحفيين لو لم يمنعه ثلاثة رجال من ذلك. والسبب هو أن المراسل التلفزيوني تجرأ وطرح عليه بعض الأسئلة المحرجة، ليعلو صوت أنريكي ويجيبه "لو فزنا هل سيكون أسلوبك في طرح الأسئلة مماثل؟"
بدائل محتملة
بعض وسائل الإعلام بدأت تتحدث عن أسماء محتملة لقيادة تركة إنريكي الثقيلة في برشلونة. وأكثرالأسماء ترددا هو الأرجنتيني خورخي سامباولي، الذي بدأ في تدريب إشبيلية في بداية الموسم الحالي (2016/2017) ونجح في إثبات جدارته سريعا.
وحتى الآن لم يصدر أي تصريح من قبل إدارة النادي الكتالوني، غير أن صحيفة الموندو ديبورتيفو قالت إن إدارة برشلونة حددت يوم (9 مارس/ آذار)، أي بعد يوم واحد من مباراة الإياب، موعدا لعقد اجتماع مع إنريكي.
عقبة رحيل ميسي
ومهما كانت النتائج، فحتى المدرب الجديد سيواجه المشكلة ذاتها وهي: "رحيل ليونيل ميسي". فعقد المهاجم الأرجنتيني سينتهي في 2018، ولكن ينبغي ألا يرحل بدون مقابل مادي. ولا يبقى أمام إدارة برشلونة سوى بيعه مقابل 250 مليون يورو في هذا الصيف أو تمديد عقده. علما بأن تمديد عقده يعني زيادة في راتبه، وهو ما سيكلف إدارة النادي فوق طاقتها. لكن في الوقت ذاته رحيل ميسي عن برشلونة أمر قد يصعب تخيله.
وبعد أن مددت إدارة برشلونة عقد سواريز حتى 2021 لم يعد لدى النادي قدرة مادية على تمديد عقود لاعبين آخرين، ستنتهي عقودهم خلال السنتين القادمتين. كما أن برشلونة يخشى تجاوز السقف المحدد للإنفاق، الذي وضعه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، والذي ينص على أنه من غير المسموح لأي ناد أن ينفق أكثر من 65 بالمئة من دخله في صفقات شراء اللاعبين.
دالين صلاحية