أزمة كندا والسعودية.. تحذيرات حقوقية لميركل من "فخ الصمت"
١٠ أغسطس ٢٠١٨على خلفية الأزمة بين أوتاوا والرياض بشأن احترام حقوق الإنسان، طالبت الجمعية الدولية لحقوق الإنسان الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية بدعم موقف حكومة رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو على نحو واضح. وقال المتحدث باسم مجلس إدارة الجمعية مارتن ليسنتين الجمعة(10 آب/أغسطس 2018) " نحن شهداء على ما تتعرض له دولة قانون ديمقراطية، مثل كندا، من تنديد وتأديب من جانب السعودية".
وذكر ليسنتين أنه يتعين على مجتمع الدول الديمقراطية عدم الوقوف سلبيا تجاه هذا الأمر. وتابع ليسنتين أن السعودية، الحليفة العسكرية للغرب، لا تتصرف على نحو مختلف عن إيران في نواح كثيرة، متهما الدولتين بعدم الالتزام بالحرية والديمقراطية، ودعم الجماعات المتطرفة.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات السعودية-الكندية تشهد أزمة كبيرة حاليا على خلفية تغريدة انتقدت فيها وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند اعتقال نشطاء حقوق الإنسان في السعودية. وردت السعودية على ذلك بسلسلة من الإجراءات، من بينها طرد السفير الكندي من المملكة وسحب السفير السعودي من كندا.
من جانبه، صرح رودريش كيزفيتر عضو كتلة المحافظين بزعامة المستشارة ميركل في البرلمان الألماني ـ بونديستاغ ـ لمؤسسة DW قائلا: " النصيحة السليمة للسعودية هي أن تحاول المملكة تقوية ثقة شركائها الغربيين بها. والتصعيد الدبلوماسي لا يخدم سوى استعراض القوى من جانب العائلة السعودية الحاكمة، لكنها تُصعب عملية التقارب في مجالات مهمة وذلك على طريق تحديث البلاد وانفتاحها. وعلى الاتحاد الأوروبي أن يطُور موقفا موحدا أمام السعودية وأن لا تتشتت مواقف دوله. كما يجب على دول الاتحاد الأوروبي أن لا تقع في فخ الصمت ومنع النقد لخروقات حقوق الإنسان خوفا من رد فعل الدبلوماسي القاسي للمملكة العربية السعودية".
كما طالبت خبيرة شؤون حقوق الإنسان والنائبة البرلمانية عن حزب "الخضر"، مارغريته باوزه، الحكومة الألمانية باتخاذ رد فعل، وقالت في تصريحات لصحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" الألمانية المقرر صدورها يوم السبت: "على الحكومة الألمانية ألا تصمت أكثر من ذلك... أنتظر من المستشارة أنغيلا ميركل ووزير خارجيتها ماس أن يقفا بجانب حقوق الإنسان على نحو واضح غير قابل للبس".
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابريل في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية إنه لا ينبغي للغرب أن يتوقف مطلقا عن المطالبة بضمانات لحقوق الإنسان، وأضاف: "لذلك تستحق كندا الآن أيضا دعمنا الأوروبي. لا ينبغي أن تحيدنا أي تهديدات اقتصادية أو سياسية عن ذلك".
إلى ذلك، أكّد مصدر في الحكومة الكندية لوكالة فرانس برس فجر الجمعة أنّ أوتاوا تعمل بهدوء عبر قنوات خلفيّة، للحصول على مساعدة حلفائها وبينها ألمانيا والسويد من أجل حلّ الأزمة غير المسبوقة في علاقاتها مع السعودية. وقال المسؤول البارز الذي طلب عدم كشف هويته نظرًا إلى حساسية الدبلوماسية، إنّ وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند تحدثت مع نظيريها في الدولتين الأوروبيتين. وسعت فريلاند إلى معرفة كيف حلّ هذان البلدان خلافهما مع السعودية وطلبت منهما الدعم، بحسب المسؤول. كما خطّطت أوتاوا للاتصال بالإمارات العربية المتحدة وبريطانيا اللتين تربطهما علاقات وثيقة بالسعودية.
ح.ع.ح/ي.ب(د.ب.أ/أ.ف.ب)