"أصابع زنكية" لإصلاح الأخطاء الجينية
٢٨ يونيو ٢٠١١نجح علماء أمريكيون في إصلاح أحد الجينات الوراثية المختلة لدى الفئران باستخدام ما يعرف بالأصابع الزنكية. وأكد الباحثون تحت إشراف كاثرين هاي من مستشفى الأطفال بمدينة فيلاديلفيا في دراستهم، التي نشروا نتائجها في مجلة "نيتشر"، أن الفئران استعادت بهذه الحيلة الجينية أحد عوامل التخثر الذي كان مفقوداً لديها. واعتمد الباحثون في تجاربهم بشكل أساسي على ما يعرف ببروتينات الأصابع الزنكية والتي تتعرف على مكان محدد بعينه في المجموع الجيني للفئران، حيث تستقر في هذا المكان. وتقوم بتقطيع الحزم المزدوجة للحمض النووي الريبي "دي ان ايه"، بما يشبه عمل المقص مما يفسح في هذه الحالة ثغرة لإدخال نسخة سليمة من الجين المختل.
ويشكل العلماء هذا المقص باستخدام اثنين من البروتينات، يكونان ما يعرف بأصابع من المجموعات الزنكية ذات تركيبة قادرة على الوصول إلى المكان المرغوب فيه، من حزم الحمض النووي. وتحمل هذه الحزم في أحد طرفيها تركيبة نووية تحدث القطع المطلوب في المجموع الوراثي، الذي يستخدمه الباحثون في إدخال الجين السليم. وكان الباحثون يستخدمون هذه الأصابع حتى الآن في أغراض كثيرة منها قطع جين معين في الخلايا الجذعية وذلك بهدف دراسة وظيفة هذا الجين من خلال معرفة آثار غيابه. وكان فريق الباحثين تحت إشراف هاي، يهدف لمساعدة حيوانات بالغة في إصلاح جين يحمل اسم "اف 9" والذي أدى غيابه إلى عدم توفر عنصر التخثر المعروف باسم "أي اكس".
فرص واعدة لإصلاح الأخطاء الجينية
وخلال التجارب قام الباحثون بعمل قطع في الجين "اف 9" وإحداث ثغرة فيه وفي الوقت ذاته إدخال نسخة سليمة من الجين نفسه استطاعت في العديد من الحالات الوصول إلى مكان القطع. ونجح الباحثون من خلال ذلك في استبعاد الجين المعطل وإحلال جين سليم بدلاً منه. وأشار الباحثون إلى أن جميع هذه العمليات تمت في كبد الحيوانات، التي خضعت للتجارب وأن الحيوانات نجحت فيما بعد في تصنيع الجين السليم المطلوب لإتمام عملية التخثر. وتمثل هذه الفئران نموذجاً معروفاً من البشر الذين تتم عملية التخثر لديهم ببطء شديد.
وأشار الباحثون في مجلة "نيتشر" إلى أن تجاربهم قدمت أدلة على إمكانية إصلاح الأخطاء الجينية في الأعضاء المكتملة النمو غير أنهم أكدوا في الوقت نفسه إلى أن الطريق أمام التطبيقات العملية لهذه التجارب على الإنسان ما يزال طويلاً، وأنه من المطلوب أولاً التأكد بشكل قاطع أن هذه "المقصات البروتينية" تحدث قطعاً في الأماكن المطلوبة فقط.
(ع.غ/ د ب أ)
مراجعة: طارق أنكاي