أصدقاء الثوار يتسابقون على طرابلس وألمانيا تحاول اللحاق ولو متأخرة
١٥ سبتمبر ٢٠١١قالت الحكومة المؤقتة في ليبيا الخميس( 15 سبتمبر /أيلول 2011) إن حلفاءها في الحرب لهم الأولوية في أي صفقات مستقبلية مع البلاد، وحذرت من أنها ستراجع بعض العقود القائمة للتأكد من خلوها من الفساد. وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي يتحدث خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة طرابلس مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذين استهلا ليبيا بأول زيارة لزعماء أجانب منذ سقوط العقيد معمرالقذافي.
وقال مصطفى عبد الجليل إن المجلس الوطني الانتقالي لم يوقع اتفاقات مسبقة مع الحلفاء والأصدقاء لكنه سيقدرجهودهم وستكون لهم الأولوية من خلال إطارعمل يتسم بالشفافية. وأضاف أن العقود الحالية التي وقعت مع حكومة القذافي ستخضع للمراجعة للتأكد من خلوها من الفساد المالي، وأوضح أن أسعار بعض العقود تتجاوز الأسعارالعالمية.
"ليبيا بحاجة إلى مساعدة ألمانيا"
تصريحات مصطفى عبد الجليل بإعطاء الأولوية للحلفاء في العقود المستقبلية، تدفع إلى طرح سؤال عن مستقبل ألمانيا الاقتصادي والسياسي في ليبيا، خاصة وأن ألمانيا امتنعت عن التصويت على قرار الأمم المتحدة الذي أجاز لحلف الناتو التدخل لحماية المدنيين الليبيين من بطش كتائب القذافي، خوفا من صراع عسكري قد يكون غير محسوب العواقب. وما ان تهاوى نظام العقيد معمر القذافي حتى أعلنت ألمانيا عن مساندتها للمجلس الانتقالي الليبي وتثمينها لجهود حلف شمال الأطلسي في مساندة الثوارعلى دحر نظام القذافي. لكن هل يغفر هذا الدعم المتأخر نسبيا في نظر المراقبين لألمانيا؟
أحمد العبار، عضو المجلس الانتقالي الليبي وخلال مشاركته في برنامج "مع الحدث" الذي تبثه قناة دويتشه فيله أكد "أن الشركات الألمانية كان لها دور تاريخي في ليبيا، وهذه الأخيرة في أمس الحاجة إلى خبراتها. لذا فإن مسألة إقصاء ألمانيا من العقود المستقبلية غير مطروحة في الفترة الراهنة". وأضاف العبار أن العلاقات الليبية الألمانية كانت في عهد القذافي اقتصادية بحتة، لكنها مستقبلا ستتسع لتشمل مجالات أخرى سياسية وأمنية، من أجل مساعدة الشعب الليبي على بناء دولة ديمقراطية حديثة.
مكاسب تتجاوز العقود النفطية
ولقيت زيارة الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ترحيبا وحفاوة كبيرة في طرابلس وبنغازي، وقد وصف تقرير لوكالة رويترز أجواء الاستقبال بأنه "استقبال أبطال"، وقد تعهد الزعيمان الأوروبيان بمساعدة حكام ليبيا الجدد الذين ساعدتهم القوات الجوية الفرنسية والبريطانية في اسقاط نظام القذافي، وقيل لهم ان الجميل يمكن ان يرد من خلال صفقات النفط واعادة البناء.
وبعد ثلاثة اسابيع من سيطرة قوات المعارضة التي تدعمها الطائرات الحربية لحلف شمال الاطلسي على العاصمة وعد ساركوزي وكاميرون في طرابلس بالمساعدة في رصد الزعيم الليبي الهارب معمر القذافي وتسليم اصوله المجمدة إلى خلفائه.
ويبدوان مكاسب حرب ليبيا قد لا تقف عند حدود الصفقات النفطية والاستثمارات في مشاريع إعادة البناء، فقد كانت ابتسامة ساركوزي معبرة عما يمكن أن يجنيه سياسيا عندما يخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل في فرنسا. وقال ساركوزي الذي ينسب العديد من الليبيين إليه فضل القرار الحاسم الذي دفع الولايات المتحدة المترددة إلى المشاركة وأمن دعم الامم المتحدة للغارات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي لوقف دبابات القذافي التي كانت تقترب من السيطرة على بنغازي "فرنسا وبريطانيا العظمى وأوروبا ستظل دائما في جانب الشعب الليبي."
وجاءت عبارات رد الجميل في تصريحات رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي، محمود جبريل في مؤتمر صحافي، وهو يقدم الشكر العميق للموقف "التاريخي" الذي اتخذته كل من فرنسا وبريطانيا بدخول الغرب إلى الحرب التي لم يكن يبدو طوال الوقت انها تسير في صالح الثوار.
عبد المولى بوخريص
مراجعة: منصف السليمي