أضخم صفقة لسيمنز.. مصر تطور شبكة قطاراتها بتقنية ألمانية
٣٠ مايو ٢٠٢٢
قالت مجموعة سيمنز الألمانية للتكنولوجيا التي تتخذ من ميونخ مقرا لها، إن مصر وقعت عقدا مع وحدتها لصناعات السكك الحديدية وشركائها في كونسورتيوم وأضافت سيمنز أن الاتفاق بين الهيئة القومية للأنفاق في مصر وتحالف من شركة سيمنز موبيلتي وأوراسكوم كونستراكشون والمقاولون العرب، سيُنشأ بموجبه سادس أكبر نظام للسكك الحديدية عالية السرعة في العالم.
في حين وصف رولاند بوش الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز في بيان "إنها أكبر طلبية في تاريخ الشركة" وأضافت سيمنز أن حصة الشركة التابعة لها في المشروع تبلغ 8.1 مليار يورو (8.69 مليار دولار) وتتضمن العقد المبدئي بقيمة 2.7 مليار يورو للخط الأول الموقع في الأول من سبتمبر أيلول 2021.
شبكة قطارات متطورة
ويعد المشروع جزءا من استثمارات مصر الواسعة في البنية التحتية للنقل على مدى السنوات القليلة الماضية. وبمجرد اكتمالها، ستتألف شبكة القطارات فائقة السرعة في مصر من ثلاثة خطوط للسكك الحديدية، أحدها خط يربط بين سواحلها على البحر الأحمر والبحر المتوسط، والخطان المعلنان اليوم.
صحيفة تاغيس شبيغل الألمانية سلطت المزيد من الضوء على هذا المشروع الضخم، مؤكدة أنه سيكون سادس أكبر نظام قطار سريع في العالم. وستقوم الشركة الألمانية ببناء وتزويد مصر بتكنولوجيا متطورة للسكك الحديدية وكذلك عشرات القطارات مقابل 8.1 مليار يورو.
وستسلم سيمنز عبر هذه الصفقة التي تعد الأضخم لها عبر تاريخها الصناعي الممتد منذ 175 عامًا، 41 قطارا فائق السرعة سيعمل على ربط المدن الرئيسية المصرية بالسواحل، بالإضافة إلى 94 قطارا متوسط السرعة للعمل بين الأقاليم والمحافظات، وأيضا 41 قطارا متطورا لنقل البضائع، كما يشمل العقد تجهيز البنية التحتية للسكك الحديدية وإقامة ثماني مستودعات ضخمة لتفريغ البضائع وساحات شحن مخصصة لتحميل البضائع، كما ينص العقد أيضا على صيانة واشراف تقني على هذه المنظومة لمدة 15 عاما.
40 ألف وظيفة جديدة
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حضر حفل التوقيع وأشاد من جهته بهذا المشروع، واصفا إياه بالحيوي، وبأنه "إضافة قيّمة لمنظومة النقل في مصر" و "بداية عهد جديد لنظام السكك الحديدية في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط.
وستوفر هذه المنظومة المتطورة حوالي 40 ألف فرصة عمل في مصر من أجل بناء وتشغيل ومتابعة خطوط السكك الحديدية.
وسيتم إنشاء 6700 فرصة عمل أخرى لموردين مصريين آخرين وفي قطاعات أخرى من الاقتصاد. ووفقًا لشركة سيمنز سيتمكن حوالي 90 بالمائة من سكان مصر من الوصول بسهولة ويسر إلىشبكة السكك الحديدية
، كما تشير المخططات إلى أن شبكة القطارات عالية السرعة ستشمل ثلاثة مسارات: "قناة السويس" ، التي تم الإعلان عنها في سبتمبر 2021 ، وهي طريق بطول 660 كيلومترا بين العين السخنة ومرسى مطروح والإسكندرية بالإضافة إلى ذلك، هناك طريقان للسكك الحديدية تم توقيع العقد لإنجازهما: طريق بطول حوالي 1100 كيلومتر بين القاهرة وأبو سمبل بالقرب من الحدود مع السودان يهدف إلى ربط العاصمة الجديدة بالمراكز الاقتصادية الصاعدة في الجنوب.
ووفقًا لشركة سيمنز، سيبلغ طول الطريق الثالث حوالي 225 كيلومترا. ويهدف خط السكك الحديدية هذا إلى جعل نقل البضائع والمواد بين ميناء سفاجا وداخل البلاد أكثر كفاءة واستدامة.
وتريد مصر ربط مدنها الساحلية الهامة، بالقاهرة والمراكز الداخلية الأصغر وسيتم ربط 60 مدينة في مصر بشبكة السكك الحديدية الجديدة، وسيشكل هذا المشروع تحديثا هاما لقطاع النقل البري المصري، وبخاصة قطاع السكك الحديدية والذي شهد حوادث مميتة في السنوات الأخيرة.
التصنيع في كريفيلد
وتمتلك الشركة خطوط تصنيع القطارات في مدينة كريفيلد الألمانية الواقعة في ولاية شمال الراين فيستفاليا، إذ بين موقع قناة WDR الألمانية أن القطارات ستصنع بشكل رئيسي في مصانع كريفيلد التابعة لسيمنز. وقال متحدث باسم سيمنز لـ WDR، إن هذه المشروع الهام يمثل أهمية كبيرة للشركة، بيد أنه استبعد أن تخلق هذه الصفقة أية وظائف جديدة في كريفيلد او ولاية شمال الراين فيستفاليا، حيث سيتم التصنيع عبر الموظفين والعمال الحاليين.
ومع ذلك، فإن تمويل الصفقة ما زال غير واضحا بحسب قناة WDR ومن غير المعلوم لغاية الآن من أين سيتم رصد أموال المشروع، في حين لم تصدر الدولة المصرية أيضا أية توضيحات، هذا ويعيش حوالي 30 مليون شخص في مصر تحت خط الفقر، بحسب بيانات حكومية. إلا أن الحكومة المصرية تتجه منذ فترة إلى إعادة بناء التحتية للبلاد من خلال مشاريع تكلف عشرات المليارات.
أسهم سيمنز تنتعش
فوز سيمنز بهذه الصفقة رفع من أسهم الشركة. وأفادت وكالة "بلومبرغ" للانباء اليوم الاثنين، بأن أسهم شركة "سيمنز" ارتفعت بنسبة تصل إلى 6, 3 % في جلسة التعاملات الصباحية اليوم الاثنين (30 مايو/ أيار 2022)، بعد أن أفاد بيان صدر في مطلع الأسبوع بأن وحدة التنقل التابعة لها قد انتهت من العقد مع الهيئة القومية المصرية للأنفاق. وتُظهر الصفقة أن "سيمنز موبيليتي" مازالت تلعب دورا مهما في شركة الصناعات الهندسية العملاقة، حتى في ظل قيام الرئيس التنفيذي للشركة، رولاند بوش، بإعادة تعديل الشركة فيما يتعلق بأعمالها الرقمية. ومن شأن الصفقة المصرية أن تساعد في موازنة الخسائر الناتجة عن قرار الشركة مغادرة روسيا، وهي خطوة قالت "سيمنز" إنها ستؤدي إلى إلغاء طلبات تقدر قيمتها بنحو 4 مليارات يورو.
ع.أ.ج/ ع.خ (دب ا، رويترز)