أطفال وزوار شيعة يُقتلون بالعشرات في موجة هجمات انتحارية بالعراق
٦ أكتوبر ٢٠١٣شهد العراق الأحد (6 تشرين الأول/ أكتوبر 2013) موجة هجمات انتحارية استهدفت مدرسة ومركزاً للشرطة في شمال البلاد، فقد قُتل 15 شخصاً وتسعة زوار شيعة في بغداد، في حلقة جديدة من مسلسل العنف الطائفي المتنقل. وجاءت هذه الهجمات بعد ساعات قليلة من مقتل 49 زائراً شيعياً، عندما فجر انتحاري نفسه بين مجموعة من الزوار كانوا يتوجهون مساء السبت نحو مرقد الإمام محمد الجواد في شمال بغداد عشية ذكرى وفاته.
وفي تفاصيل هجمات اليوم قال ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية لفرانس برس إن "تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وأُصيب 20 آخرون بجروح في هجوم انتحاري استهدف مدنيين قرب الأعظمية في شمال بغداد". وأكد مصدر طبي رسمي حصيلة القتلى، مشيراً إلى أن الضحايا هم من الزوار الشيعة الذين كانوا يتوجهون نحو مدينة الكاظمية حيث مرقد الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد.
وفي وقت سابق هاجم انتحاريان مدرسة ابتدائية ومركزا للشرطة في قضاء تلعفر في محافظة نينوى شمال العراق. وقال قائم قام تلعفر عبد العال عباس لفرانس برس إن "انتحاريين يقودان سيارتين مفخختين فجرا نفسيهما بفارق زمني ضئيل عند مركز للشرطة ومدرسة ابتدائية في قرية القبك". وأضاف أن الهجوم "أسفر عن مقتل عشرة أطفال وخمسة من عناصر الشرطة وإصابة 44 آخرين". ويسكن تلعفر الواقعة على بعد حوالي 50 كلم من الحدود العراقية مع سوريا غالبية من التركمان الشيعة، وقد تعرضت هذه المدينة لهجمات دامية مماثلة بصورة متكررة على مدار السنوات الماضية.
اعتقال 49 شخصاً في الكوت
من جانب آخر، أعلن قائد شرطة واسط اللواء رائد شاكر جودت بأن قواته اعتقلت 49 مطلوباً بينهم أعضاء في تنظيم القاعدة، مطلوبين بتهمة "الإرهاب" خلال عملية أمنية نفذتها في وسط وشمالي المحافظة. وقال اللواء رائد شاكر جودت قائد شرطة الكوت في تصريح صحفي إن قوات" شرطة الكوت نفذت اليوم عملية دهم وتفتيش في قرية تابعة لقضاء الصويرة شمالي المدينة أسفرت عن اعتقال أربعة لانتمائهم لتنظيم القاعدة مطلوبين وفق قانون الإرهاب واعتقال آخرين وفق قانون العقوبات، متورطين بجرائم القتل العمد وأن عملية الاعتقال استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة".
حصيلة ثقيلة
وتشكل هذه الهجمات امتداداً لمسلسل العنف الطائفي المتصاعد بين السنة والشيعة، في بلاد عاشت بين عامي 2006 و2008 نزاعاً طائفياً دامياً بين الجانبين قُتل فيه آلاف وشهد موجة تهجير داخلي كبيرة. ويشهد العراق منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي تصاعداً في أعمال العنف بشكل عام، وقد قُتل في أول أسبوع من الشهر الحالي أكثر من 160 شخصاً وأكثر من 4850 منذ بداية العام بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية.
وفيما لم تتبن أي جهة هجمات اليوم والأمس حتى الآن، قال رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي في بيان إن "ما يجري في العراق هو حرب حقيقية استخدم الضالون فيها كل أساليب القتل والإبادة (...) وهم مصرون على جر العراق إلى أتون حرب دموية من خلال إثارة الفتنة القومية والمذهبية".
من جهته دعا الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان "القيادات السياسية والدينية وقيادات المجتمع المدني إلى العمل مع القوات الأمنية واتخاذ إجراءات مشتركة لوضع حد لأعمال العنف وسفك الدماء التي تصاعدت وتيرتها".
ع.غ/ م. س (آ ف ب، د ب أ)