أغاني "مشروع ليلي" تتحدى المنع وتصدح في سماء بيروت
١٠ أغسطس ٢٠١٩ضجت مقاهي بيروت وبعض شوارعها ليل الجمعة (9 آب/ أغسطس) بأغنيات فرقة (مشروع ليلى) في وقت كان من المقرر أن تحيي فيه الفرقة حفلة ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية اللبنانية وتم إلغاؤها تحت ضغوط دينية من الكنيسة.
وأحيا ناشطون موسيقيون الحفل البديل لفرقة (مشروع ليلى) حيث أقيم مهرجان حمل عنوان (صوت الموسيقى أعلى) على مسرح (ذا بالاس) في شارع الحمرا في بيروت فيما خصصت المقاهي المحيطة في المدينة ليلها لأغنيات الفرقة. وحمل الحفل البديل شعار (للوطن) بتنظيم من مركز الدفاع عن الحريات (سكايز) ومشاركة ناشطين وفنانين وصحفيين. وكانت مهرجانات بيبلوس قد ألغت حفلا للفرقة وذلك "منعاً لإراقة الدماء" حسبما جاء في بيانها بعد احتجاجات من زعماء كنيسة اتهموا الفرقة بالتجديف.
وأمام جمهور فاق ثلاثة آلاف شخص حسب المنظمين ردد هتاف "القمع مش مشروع" تمت قراءة رسالة وجهها أعضاء فرقة مشروع ليلى إلى الحضور نظراً لوجود الفرقة خارج لبنان. وعبرت الفرقة في رسالتها عن رفضها لتحويل المجتمع اللبناني إلى مجتمع "الظلامية".
"النضال إلى المستقبل والحرية"
وقالت في الرسالة التي تلتها الناشطة جمانة تلحوق "الليلة في 9 آب كان من المفترض أن نحتفل بمرور 10 سنين على فرقتنا مع عائلاتنا وأصحابنا وجمهورنا.. الليلة لم تعد عن مشروع ليلى.. أصبحت عن النضال إلى المستقبل والحرية لنقول يلي براسنا.. وعن مستقبل يسمح على الأقل بأبسط الحريات.. مستقبل حيث الرقابة والرقابة الذاتية لا تستمر بمنعنا من التعبير عن أنفسنا.. قلوبنا (ترفرف) من كمية الدعم التي تصلنا حتى من ناس ما بيحبو شغلنا لكنهم رفضوا رؤية مجتمعنا يسير إلى الظلامية".
وأهدت فرقة مشروع ليلى الحفل قطعة موسيقية مصورة كان من المقرر عرضها قبيل حفلة بيبلوس وتحمل عنوان "راديو رومانس" . وقدمت على المسرح أغنية (الجن) والتي سبق وأن اعترضت عليها السلطات الدينية المسيحية في لبنان بحجة أنها تسيء للقيم الدينية.
وقد أطل الممثلان بديع أبو شقرا وندى أبو فرحات على المسرح ليلقيا كلمة باسم الحفل الذي تخطى كل الضغوط والتهديدات. وقالت أبو فرحات لرويترز إنها حضرت وشاركت في هذا الحفل لأنها مؤمنة ببلد متحضر ويرفض الغضب الديني ويهدد الفن وأضافت "أنا لا ألغي أحد وأقف مع القضية التي يمثلها مشروع ليلى".
وقال الموسيقي وعازف العود زياد سحاب إن هذا هو المكان الطبيعي لأي موسيقي يتحسس الخطر من هيمنة المؤسسات الدينية على الأعمال الفنية.
ر.ض/ع.ج.م (رويترز)