أقباط ألمانيا يحتفلون بعيد الميلاد تحت حماية الشرطة

يحتفل مسيحيو مصر مساء اليوم الخميس(6 يناير/كانون ثاني) بعيد الميلاد المجيد وسط جو من التوتر وإجراءات أمنية مشددة بسبب الهجوم على كنيسة القديسين بالاسكندرية قبل خمسة أيام. وحال أقباط ألمانيا لا يختلف عن إخوانهم في مصر. فهم سيتوجهون إلى كنائسهم لإقامة صلوات العيد تحت حماية سلطات الأمن الألمانية بعد ما أشيع حول استهداف الكنائس القبطية في اوروبا.

من ناحيته طمأن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيريه أقباط ألمانيا وأكد لهم تحمل أجهزته الأمنية مسؤولية ضمان أمنهم، على الرغم من عدم وجود أدلة ملموسة على تهديدات، حسب ما قال وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية. الوزير الألماني عبر في الوقت نفسه عن حزنه وأسفه من أنه "أصبح ضروريا في ألمانيا وضع ممارسة الأديان تحت حماية الشرطة، لاسيما وأن الأمر يتعلق بطائفة مسيحية تؤمن بمحبة الآخر وترغب في التعايش السلمي مع غيرها من الأديان". مؤكدا أن وضع الجالية القبطية الحالي هو وضع طارئ ولن يستمر.

تضامن ألماني مع الأقباط

على صعيد آخر استمر التضامن الألماني مع أقباط مصر بعد تعرض كنيسة القديسين بالإسكندرية لتفجير ليلة رأس السنة الميلادية. فقد أعلن رئيس حزب الخضر الألماني جيم أوزدمير عزمه حضور احتفال كنيسة حي ليشتنبرج في برلين بأعياد الميلاد الخميس "للإعراب بشكل واضح عن دعم الأقباط والتضامن معهم" حسبما قال أوزدمير المسلم ذو الأصول التركية في تصريح لصحيفة "برلينر تسايتونج" الصادرة الخميس في ألمانيا.

كما تعتزم الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا انتداب ممثلين عنها لحضور احتفالات الكنيسة القبطية في ألمانيا بأعياد الميلاد في مدينة بيتبورج حيث قال أسقف مدينة ترير، شتيفان أكرمان، إن ثلاثة ممثلين عن أبرشية ترير سيشاركون الأقباط احتفالاتهم غدا. وفي السياق نفسه عبر أكرمان في خطاب لراعي الأقباط الألمان، الأنبا داميان، عن "أواصر الود" مع الكنيسة القبطية وقدم تعازيه له في ضحايا الاعتداء على كنيسة القديسين بالإسكندرية والذي بلغ 23 قتيلا وأكثر من أربعين مصابا.

تأكيد على ضرورة حماية الأقليات المسيحية

من ناحيتها أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اهتمام بلادها البالغ بحماية الأقليات المسيحية في جميع أنحاء العالم. وقالت ميركل في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة اليوم: "حرية العقيدة والدين قيمة جوهرية ومحورية للسياسة الخارجية الألمانية". وأضافت: "حماية حياة الأقليات في العالم وأيضا الأقليات المسيحية في العديد من الدول يعد اهتماما رئيسيا بالنسبة لنا.... إنها ليست غطرسة ثقافية غربية­أوروبية­مسيحية أن نعتبر قيمنا وحقوق الحريات سارية على المستوى العالمي".

وذكرت ميركل أن جميع دول العالم تقريبا أعضاء في الأمم المتحدة وقد أقرت بالبيان العام لحقوق الإنسان، مؤكدة أن الاختلاف الثقافي لا يمكن أن يكون مبررا لانتهاك تلك الحقوق. وقالت ميركل: "عندما ندعم قيمنا بثقة، فإن هذا سيعطينا مزيدا من الاحترام والاعتراف على المستوى العالمي أكثر من أن نفعل ذلك على استحياء".

(ه ع ا/دب ا/اف ب)

مراجعة:حسن زنيند