ألاتفاق الروسي الأميركي يرسم خارطة جديدة للمعارضة السورية
٣ أكتوبر ٢٠١٣جيش الإسلام
هذا الجيش سيكون قائما على اساس الشريعة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية لكنه لا يقاتل تحت راية القاعدة ولا يريد ان يدخل في هذه المرحلة باي مواجهات مع تنظيم ألدولة الإسلامية في العراق والشام . ألتنظيم يرفع راية إسلامية لكنها غير راية القاعدة. هذا الجيش يأخذ الأيدلوجية السلفية الجهادية . المراقبون يصفون الالوية والكتائب التي كانت تقاتل مع الجيش الحر و تقاتل الان تحت راية الجيش الإسلامي بأنها اقل تطرفا من القاعدة.
التقارير الاستخبارية كشفت بان تمويل هذا الجيش أساسا من المملكة السعودية والكويت ، ويبدو ان المملكة السعودية تبذل قصارى جهدها لتهميش تنظيم القاعدة في سوريا والمنطقة من خلال سحب مقاتلين تحت ألوية وكتائب إسلامية لمقاتلة النظام السوري . وهي خطوة استباقية إلى ما بعد الأسد لتكون لها الكلمة وليس للقاعدة .
فقد صدر في 29 سبتمبر 2013 البيان رقم واحد من قبل جبهة الجيش الإسلامي الجديد في سوريا بزعامة محمد زهران ، دعا فيه كافة الفصائل والقوىالمقاتلة إلى التوحد تحت ما أسماه "إطار إسلامي واضح "، وأعلن عدم شرعيةوتمثيل الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة.
وضم التشكيل الجديد ما يقارب من خمسين لواء وكتيبة . هذا الجيش يسعى لتنظيم جيش قوي في سوريا، مع امتلاكه لمؤسسات فاعلة على الأرض، في وقت اعتبر فيه قائد في الجيش الحر، أن تشكيل"جيش الإسلام" يأتي في خطوة لتحسين صورة الإسلاميين التي تشوهت بفعل تشددتنظيم "دولة الشام والعراق ".أن توقيت إعلان هذا الجيش جاء في أعقاب الاتفاق الروسي الأميركي الكيميائي في جنيف ، وبالتزامن مع هذه التطورات أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية، وألوية وكتائب الصحابة، وألوية الحبيب المصطفى، انسحابها من غرفة عمليات دمشق الرئيسة ألمدعومة من الكويت .
التنظيمات الجهادية اتخذت هذه الخطوة ، كخطوة استباقية حتى لا تكون بين كماشة الجيش السوري الحر ـ أميركا والنظام السوري مستقبلا . وهذا القلق والهاجس دفع العديد من التنظيمات ان تصدر بيانات تحذيرية الى الولايات المتحدة والغرب من استهدافها داخل سوريا بدلا من النظام . هذه التنظيمات شعرت بالخذلان من قبل الولايات المتحدة والغرب والتي كانت مصدر للدعم والتمويل بالاشتراك مع قطر والمملكة السعودية وبعدهما الكويت .
أتصالات سرية بين الجيش السوري الحر وبين الأسد
كشفت التسريبات الاستخبارية عن وجود اتصالات سرية لم تعلن مابين الجيش الحر والقوات النظامية ـ بشار الأسد في أعقاب الاتفاق الروسي الأميركي . التقرير كشف تفاصيل اجتماع ضباط من الجيش الحر مع أدارة بشار الأسد بعد ان حصلا على الأمان من اجل إيجاد حل سوري ـ سوري داخلي .
وضع الوفد أربع نقاط انهيجب ان يكون هناك "حوار سوري داخلي"، ان الممتلكات الخاصة والعامة يجب انتصان، انه يجب ان تكون هناك نهاية ـ وتنديد بالنسبة للصراع المدنيوالطائفي والعرقي، وان على الجميع ان يعملوا من اجل سوريا ديمقراطية يحكمهاالقانون. ولم تكن هناك مطالب ـ في هذه المرحلة على الأقل ـ لإقصاء الأسد .وجاء رد النظام الرد على الفور انه لا بد حقا من "حوار في داخل الوطن السوري".
ففي الوقت الذي تشعر به الألوية الاسلاموية وكتائبها بالخذلان من قبل الجيش الحر واحتمالات ظهور مواجهة مسلحة ما بينهما ، فان الجيش الحر بدا يكتشف ان ثورته سرقت من قبل الاسلامويين والجهاديين . ويبدو ان قراءة الجيش السوري الحر الى مستقبل هذه التنظيمات الجهادية كانت صحيحة والتي تؤكد هدفها بإقامة خلافة إسلامية أكثر من تغيير النظام وهذا ما يتعارض مع مشروع الجيش السوري الحر .
التداخلات ما بين الجيش السوري الحر والألوية الإسلامية أثارت الكثير من الغموض والالتباس لدى المراقب وهنالك الكثير من التداخل ايضا ما بين الألوية الجهادية الاسلاموية السلفية ألجهادية و تنظيمات التي ترفع راية القاعدة . هذه التداخلات تثير الكثير من التعقيدات وتعطي صورة غير واضحة ، بالاضافة الى ان حركة وتنقلات الكتائب والألوية من جبهة الى اخرى يزيد المشهد تعقيدا.
ألمعارضة السورية الان تقاتل بعضها الاخر من الداخل أكثر من مقاتلة التظبم السوري .
تشكيل جيش جديد بإشراف الولايات المتحدة
أكدت تقارير معلوماتية أن الوحدات الأولى من هذه القوات المعارضة للنظام السوري قد تلقت تكوينا في حرب العصابات على أيدي الأمريكيين وقد دخلت مرحلة العمل الفعلي في التراب السوري إنطلاقا من جنوب سوريا على مستوى جهة درعا . كما ذكرت أن الوحدة الأولى والثانية التي تضم 300 مقاتل قد اجتازت الحدود يوم 17 و19 أغسطس/ آب 2013 . الخطوة الاميركية هذه جاءت من خلال اتباعها إستراتيجية إدخال الكرد وبعض تشكيلات الجيش السوري الحر ومتطوعين آخرين ضمن هيكلية جيش قريبة من الجيش النظامي للقتال بالوكالة عن الولايات المتحدة . ألخطوة هذه جاءت ضمن جهود أميركا وقيادات الجيش السوري الحر بإبعاد الجهاديين .
أن محاولة عزل التنظيمات الجهادية في سوريا تعيد للاذهان تجربة البنتاغون والاستخبارات المركزية بتشكيل الصحوات في العراق 2007 ، لكن المشكلة ان الطبيعة الاجتماعية والنسيج الاجتماعي الذي كانت تتمتع به المنطقة الغربية غير متوفر في الحالة السورية باستثناء التماسك العشائري للأكراد، لذا جاءت الخطوة الأميركية الاخيرة ، بتشكيل جيش سوري معارض يبدا من الحدود الاردنية السورية ، هذا الجيش يكون ضمن هيكلية الجيش التقليدي بعدد من صنوفه اكثر من طريقة الخلايا والكتائب التي تقاتل بشكل منفصل وتحت قيادة منفلتة غير مركزية وانخرط كورد سوريا في هذا الجيش على اثر مواحهاتهم مع القاعدة .
ألكورد يقاتلون الإرهاب نيابة عن العرب
مقتل السياسيالكردي عيسى حسو في 30 يوليو 2013عضو اللجنة الدبلوماسية للهيئة الكردية العليا التي تضممعظم الحركات الكردية في سوريا والقيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة القامشلي ، دفع الكورد للتحالف مع الجيش السوري الحر والولايات المتحدة أكثر لمقاتلة القاعدة " ألدولة الإسلامية في العراق والشام " .
وجاء في بيان أصدرته الوحدات "أن وحدات حماية الشعب الكردي تدعو إلى النفير العام ، وتدعو كل من هو قادر على حمل السلاحإلى الانخراط في صفوفها لحماية المناطق التي تخضع لسيطرتها من هجمات مقاتليدولة العراق والشام الإسلامية وجبهة النصرة. فدخلت المجموعات الكردية السورية المسلحة رسميا في الحرب ضد تنظيمالقاعدة وذلك بعد أن تمكنت من دحر قوات النصرة ومقاتلي "الدولةالإسلامية" خارج قرية رأس العين ومنطقة تل أبيض في محافظة الرقة الحدودية مع تركيا . لذا الكورد بدأوا يقاتلون الإرهاب وتنظيم القاعدة نيابة عن العرب .
ازدواجية الموقف ألتركي
أطلقرئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغانمواقف لافتة تتعلق بسد الفراتالسوري قائلا إن القنابل والبراميل التيألقيت في داخل السد قد تؤدي إلىانفجاره في أي لحظة ما سيغرق الملايين منالأشخاص تحت الماء، ومشدداً علىأن كلامه نتيجة معلومات وصلت إليه.
وجاء كلام اردوغان ردا على سؤال حول الوضع الأمني على الحدود مع تركيا، بعد المعارك بين جبهة النصرة والجيش السوري الحر .
أن الموقف التركي ممكن وصفه بالازدواجي ، ففي الوقت التي تفتح تركيا حدودها عبر انطاكية لدخول التنظيمات الجهادية والجهاديين ، فإنها لا تسمح ان يكون لديهم أي نشاط على حدودها .
انعكاسات الاتفاق الروسي الأميركي حول السلاح الكيميائي في سوريا في جنيف في 13 سبتمبر أحدث زلزالا داخل التنظيمات الجهادية في سوريا وداخل المعارضة لتعيد رسم خارطة جهات المعارضة رغم الجهود الأميركية بإعادة توحيدها تحت هيكلية جديدة اقرب منها إلى الجيش النظامي .