ألمانيا: اعتقالات وإصابات خلال احتفالات ليلة رأس السنة

خلال احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة بإطلاق الألعاب النارية مساء أمس الثلاثاء (31 ديسمبر/ كانون الأول 2024)، اعتقلت شرطة  العاصمة الألمانية برلين  ما لا يقل عن 400 شخص بسبب جرائم مختلفة، وهو عدد مقارب لعدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم (390 شخصا) في ليلة رأس السنة العام الماضي.

ووفقا لحصيلة أولية، أُصيب 30 فردا من قوات الشرطة وأحد عناصر فرق الإطفاء بجروح، وذلك حسبما أفادت وزيرة داخلية ولاية برلين إيريس شبرانغر. وللمقارنة، أصيب العام الماضي 34 من أفراد الشرطة وحدهم بجروح.

وقالت شبرانغر المنتمية إلى حزب المستشار  أولاف شولتس  الاشتراكي الديمقراطي: " كانت ليلة رأس السنة سلمية بالنسبة للغالبية العظمى  من سكان برلين وضيوفها. ومع ذلك، وقعت جرائم أصيب خلالها أشخاص لا دخل لهم بالأمر وأفراد من قوات الطوارئ. أدين بشدة هذه الأعمال وأنتظر أن يتم التحقيق فيها بجدية وملاحقة المسؤولين عنها قانونيا".

وأكدت الوزيرة المحلية أن هذا النوع من العنف هو اعتداء على المجتمع بأسره ولن يتم التسامح معه في برلين.

بدورها، أحصت خدمة الإطفاء في برلين القيام بـ 1892 مهمة خلال الفترة من الساعة السابعة مساء أمس حتى الساعة السادسة صباح اليوم، بزيادة 294 مهمة مقارنة بالمهام التي تم القيام بها في ليلة رأس السنة الماضية.

وأوضحت خدمة الإطفاء في بيان أن هذه المهام شملت التعامل مع 825 حريقا، و847 حالة إنقاذ، و220 مهمة فنية ومهام أخرى. وأفادت خدمة الإطفاء بأنه في 13 حالة تعرض أفراد الطوارئ والإنقاذ لهجوم أو عرقلة أثناء أداء عملهم.

ازدياد الحرائق

وجاء في بيان خدمة الإطفاء: "اللافت للنظر هذا العام كان ازدياد الحرائق في المباني السكنية مع وجود أشخاص معرضين للخطر تم إنقاذهم وتقديم الرعاية لهم عن طريق فرق الإطفاء". كما هرعت فرق الإطفاء إلى حادثتين تسببت فيهما الألعاب النارية في إحداث أضرار جسيمة للأفراد والمباني جراء انفجارات ناجمة عن قنابل كروية غير مصرح بها في منطقتي شونيبرغ وتيغل.

وفي وقت سابق، تم الإعلان عن اعتقال الشرطة الألمانية نحو 390 شخصا خلال احتفالات رأس السنة الجديدة في شوارع برلين، وذلك على خلفية استخدام العديد منهم الألعاب النارية بشكل خطير، حسبما ذكرت الشرطة اليوم الأربعاء، فيما اعتبره المسؤولون نجاحا أمنيا.

وقالت الشرطة إنه على الرغم من الاعتقالات، فإن الليلة كانت هادئة بشكل عام بالنسبة للمدينة. وقال متحدث باسم الشرطة إن معظم الاعتقالات تتعلق بانتهاكات القوانين المتعلقة باستخدام الألعاب النارية أو الأسلحة.

تجدر الإشارة إلى أن إطلاق الألعاب النارية محظور في شوارع معينة ولا يسمح بإطلاقها في برلين إلا في ليلة رأس السنة من الساعة السادسة مساء حتى صباح رأس السنة في الساعة السابعة صباحا (التوقيت المحلي). ويواجه المخالفون غرامات تصل إلى 10 آلاف يورو.

مقتل خمسة أشخاص

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن خمسة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب مئات آخرون في جميع أنحاء البلاد بسبب إصابات ناجمة عن الألعاب النارية.

وفي برلين، تسببت انفجارات قوية لألعاب نارية غير قانونية في إحداث أضرار جسيمة باثنين من أحياء المدينة، وأدت إلى إصابة العديد من الأشخاص، بعضهم بجروح خطيرة. وأفادت إدارة الإطفاء في المدينة بأن الانفجارات القوية ألحقت أضرارا كبيرة بواجهات العديد من المباني وكسرت عددا كبيرا من النوافذ.

وتم نشر نحو 4 آلاف فرد شرطة في سيارات دورية أو في الشوارع لتأمين الاحتفالات بالعاصمة. وقال متحدث آخر باسم الشرطة في مقطع فيديو نشر على موقع "إكس" إنه لم تكن هناك أعمال عنف كبيرة، مضيفا أن الشرطة تولت حماية رجال الإطفاء أثناء العمليات.

"عقوبات بأقصى درجات الحزم"

بدورها قالت وزيرة الداخلية الألمانية  نانسي فيزر  اليوم الأربعاء (الأول من يناير/ كانون الثاني 2024) إن "نشر قوات شرطة قوية من الولايات والشرطة الاتحادية، والقيام بإجراءات صارمة ومبكرة، هو الوسيلة الصحيحة للتعامل مع مرتكبي العنف والفوضى".

وأضافت الوزيرة، المنتمية لحزب المستشار أولاف شولتس  الاشتراكي الديمقراطي: "مع ذلك، فإن العدد الكبير من الاعتقالات في برلين وحدها والهجمات المتجددة على ضباط الشرطة تظهر أن هذا النهج كان ضروريا تماما".

وأعربت الوزيرة الألمانية عن تمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين من أفراد الشرطة، وتعهدت بأن جميع الجناة "ستتم محاكمتهم ومعاقبتهم بأقصى درجات الحزم."

ع.غ/ أ.ح (د ب أ)