ألمانيا تتسلم معتقلين من غوانتانامو- فهل من خطر؟
١٦ سبتمبر ٢٠١٠وصل إلى ألمانيا اليوم الخميس (16 من سبتمبر/ أيلول 2010) اثنان من المعتقلين السابقين في غوانتانامو في إطار تشجيع برلين لقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإغلاق المعتقل المثير للجدل وتحملا لمسئولية ألمانيا في مكافحة الإرهاب. وأعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير في برلين اليوم أن ألمانيا حققت مساهمتها الإنساني في إغلاق المعتقل باستقبالها ما مجموعه ثلاثة من المعتقلين السابقين لحد الآن. يذكر أن ألمانيا استقبلت عام 2006 الألماني من أصل تركي مراد كورناز والذي قضى أربعة أعوام ونصف في غوانتانامو.
ووصل أحد المعتقلين، وهو فلسطيني، اليوم إلى مدينة هامبورج شمالي البلاد، في حين وصل الثاني، وهو سوري الجنسية، إلى ولاية راينلاندل بفالس جنوب غربي ألمانيا.وأعلن وزير الداخلية توماس دي ميزير عدم الحكومة الألمانية استقبال المزيد من معتقلي غوانتانامو.
"لا خطر على امن ألمانيا"
وكانت ألمانيا قد وافقت في تموز/يوليو الماضي على استضافة اثنين من المحتجزين السابقين في معتقل غوانتانامو، و ذلك بعد مراجعة استمرت شهورا عديدة، و يقول الخبير الألماني في شؤون الإرهاب، البريشت ميتزغر، في حوار مع دويتشه فيله إن الجدل الذي عرفته ألمانيا بشأن هذه القضية يعود أساسا إلى سؤال جوهري يتمثل فيما إذا كان هذان الشخصان يمثلان خطرا على امن ألمانيا". وكان وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزير أكد في مناسبات عديدة عدم وجود خطر من المعتقلين الاثنين اللذين قبلت ألمانيا استضافتهما. وكانت ولايتا هامبورج و راينلاند بفالس الألمانيتين وافقتا على مسألة استقبال المحتجزين السابقين في حين عارضت ولايات أخرى مثل بايرن وتورنجن وهيسن وميلكنبورج فوربومرن وسكسونيا وبرلين ، مسألة استقبالهم. يذكر أن وفدا ألمانيا قد زار ثلاثة من المعتقلين في جوانتانامو في آذار/مارس الماضي، وقيل وقتها إن المعتقلين الثلاثة هم أردني وسوري وفلسطيني ممن تخطط السلطات الأمريكية للإفراج عنهم. و يقول الخبير الألماني ميتزغر إن "زيارة الوفد الألماني كانت بهدف التأكد من مدى خطورة هؤلاء المعتقلين".
توفير الحماية
ومن المقرر إبعاد المعتقلين السابقين عن عيون الصحافة والإعلام بهدف تمكينهما من بدء حياة جديدة في ألمانيا، بحسب تعبير دي ميزير، الذي قال إنه يتعين أن "يتمكن كلا الشخصين من العيش في ألمانيا بدون ضغط إعلامي". من ناحية أخرى، قال متحدث باسم الداخلية الألمانية إن المعتقل السابق أيمن محمد أحمد، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 34 عاما، سيخضع للفحص الطبي بإحدى مستشفيات هامبورج للتعرف على حالته الصحية. ولم يذكر المتحدث مدة بقاء المعتقل السابق في المستشفى. يذكر أن أيمن محمد كان يقبع في جوانتانامو منذ كانون ثان/يناير 2002.
ويرى البريشت ميتزغر أن "السلطات الألمانية سوف تقوم بفرض رقابة وحماية في نفس الوقت على هذين الرجلين مع إعطائهما حرية العيش والاندماج في مجتمعهما الجديد"، و كان كارل بيتر بروخ، وزير داخلية ولاية راينلاند بفالس الألمانية، أكد في وقت سابق في تصريحات نشرتها مجلة "فوكوس" الألمانية، بأن المعتقلين السابقين "ليس مسموحا لهما بحرية التحرك في ألمانيا". مؤكدا أنهما سيحصلان على إقامة "مع تحديد حركتيهما". ورأى بروخ أن عزل المعتقلين عن الحياة العامة ووسائل الإعلام من شأنه أن يوفر لهما الحماية.
إعادة تأهيل المعتقلين
وستعمل السلطات الألمانية على مساعدة المعتقلين السابقين على بدئ حياة جديدة في ألمانيا، و ذلك من الخلال إخضاعهما إلى علاج نفسي قد يساعدهما على الاندماج بشكل جيد، وقد وعد دو ميزيير في وقت سابق المسؤولين المحليين في مدينة هامبورغ وولاية راينلاند بفالس باتخاذ إجراءات لتسهيل عودة هؤلاء المعتقلين إلى حياة طبيعية بعدما أمضوا عدة سنوات رهن الاعتقال.
من جانبه ذكر الخبير الألماني في الطب النفسي، فيرديناند هينيل أن النزيلين السابقين في حاجة ماسة إلى الهدوءوأضاف أنهما أتيا من عالم آخر إلى ألمانيا وتابع هينيل ، الذي يدير مستشفى في برلين تابعة لمركز علاج ضحايا التعذيب، أن وضع الرجلين أشبه بوضع "كائن من المريخ سقط فجأة من السماء على الأرض".
وأوضح الطبيب أن الرجلين لم يتصلا بالعالم الخارجي خلال فترة اعتقالهما في غوانتانامو، وربما تعرضا للتعذيب أيضا على حد تعبيره ، وقال: "عندما يقابلا أشخاصا فإنه يتعين توقع أن المقابلة ستكون على جانب كبير من التحفظ والشك والحاجة إلى السيطرة".وأكد هينيل ضرورة أن يتم التأكيد لهما أكثر من مرة من أنه لن يحدث لهما شيء في ألمانيا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنهما بحاجة أيضا إلى مساعدة في التوجيه حتى يستطيعا التعامل مع مجتمعهما الجديد.
يوسف بوفجلين
مراجعة: حسن زنيند