ألمانيا تحتفل بمرور ربع قرن على سقوط جدار برلين
تحتفل ألمانيا بالذكرى 25 لسقوط جدار قسم برلين والبلاد إلى شطرين لمدة 28 عاما. أجواء من الفرح تسود البلاد وخاصة برلين. بيد أن الفرح لم ينس الألمان معاناة التقسيم ولم ينس مواطني ألمانيا الشرقية سلب حريتهم.
تحولت برلين إلى قبلة الزوار والسياح والصحافيين من كل حدب وصوب للمشاركة في احتفالات الألمان بمرور ربع قرن على سقوط جدار برلين الذي قسم ألمانيا إلى شطرين.
الرئيس والمستشارة الألمانيان بالإضافة إلى عدد من الشخصيات مثل الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف يشاركون في مراسم إحياء الذكرى الـ 25 لسقوط جدار برلين.
احتفالات هذا العام تحمل شعار "شجاعة الحرية"، الحرية التي طالب بها مواطنو ألمانيا الشرقية سابقا ونالوها بعد كفاح، ليسقط الجدار الذي عزلهم عن إخوانهم في الغرب.
هذا العام، وخلافا للذكرى العشرين، لم يدع أي رئيس دولة أو حكومة أجنبي للمشاركة في الاحتفالات، بل أعطيت الصدارة للألمان أنفسهم.
الكل يحتفل اليوم في العاصمة الألمانية برلين بمرور 25 عاما على سقوط جدار برلين بطريقته الخاصة: بالرسم أو الغناء أو الموسيقى وغيرها.
للتذكير بالجدار الذي قسم برلين إلى جزأين وألمانيا إلى شطرين، قام المنظمون بوضع أضواء على طول 15 كيلومتر أين كان يوجد الجدار "كرمز للأمل في عالم خال من الجدارن العازلة".
البعض يستحضر ذكريات الماضي التي عاشتها المدينة مقسمة مثل المقولة الشهيرة للرئيس الأمريكي الأسبق كينيدي عندما عبر عن تضامنه مع البرلييين بالقول: "أنا برليني".
كذلك الشباب، مثل هذه الفتاة، الذين ولدوا بعد سقوط جدار برلين، يحتفلون بإعادة توحيد مدينتهم وبلادهم، خاصة وأن ذكريات الماضي الأليم لا يزال يسردها عليهم آباؤهم.
هذا الشاب يحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لسقوط الجدار على طريقته الخاصة: إذ أنها فضل وضع دب على كتفيه لإظهار انتمائه إلى برلين، التي يرمز إليها بالدب البرليني!
المشاركة في الاحتفالات بسقوط جدار برلين لم تقتصر على الألمان فحسب وإنما شارك فيها أيضا سياح قدموا لزيارة برلين والتعرف عن كثب على تاريخ هذه المدينة.
لم تغب الشعائر الدينية عن احتفالات هذا العام، حيث أقيم قداس في كنيسة المصالحة التي شيدت في ما كان يسمى بـ"شريط الموت" الذي كان يفصل جانبي الجدار في برلين.
إحياء ذكرى سقوط جدار برلين لم تخل من لحظات تذكر فيها الألمان معاناتهم. المستشارة الألمانية التي عاشت إبان شبابها مرارة هذا التقسيم في ألمانيا الشرقية أكدت أن"جدران أخرى يمكن أن تسقط".
جدار برلين الذي قسم المدينة وألمانيا، مزق عائلات وقطع روابط الصداقة بل إن هناك من ترك حياته في محاولة الهرب إلى الشق الغربي. ورود لإحياء ذكراهم.
لا يزال الجدار يشكل حقبة مريرة في تاريخ ألمانيا ولا يزال الألمان الشرقيون يتذكرون ما معنى العيش تحت حكم ديكتاتوري يسلبهم حريتهم. للذكرى حتى لا يعيد التاريخ نفس. الكاتبة: شمس العياري.